معلمة صباحا وعاملة فى مصنع مساء.. حكاية كفاح "آمال عبد العال" الأم المثالية

"آمال عبد العال عوض".. الأم المكافحة الصابرة التي كبرت قبل أوانها، تحكي معالمها تاريخ من الشقاء والتضحية، تناضل منذ سنوات طويلة بمنتهى القوة والصمود لرعاية زوجها المريض وتوفير حياة كريمة لبناتها ومازلت تلمس جمالها بابتسامة رضا لا تفارقها، ملبية نداء الأمومة بعزم وأمل في غد أفضل رافضة اليأس والاستسلام، ظلت السند والروح لأسرتها متحملة أعباء الحياة ومصاعبها، وأصبحت رمزا للعطاء وعنوانا للتفاني. رحلة كفاح لم تتوقف، وعناء منذ الصغر، تحملت خلالها "آمال" المسئولية وأشقائها وهى في المرحلة الإعدادية وعملت في مصانع الملابس لتساند أسرتها على أعباء الحياة بعد مرض والدها، وما بين عملها كمعلمة حاسب آلي صباحا وعاملة في أحد مصانع الملابس مساءً تحملت مسئولية بناتها ورعاية زوجها بعد مرضه وهى أم، لتتوج بلقب الأم المثالية الأولى على مستوى إدارة جنوب الجيزة التعليمية تكريما لرحلة كفاحها وعطاءها. تقول "آمال" لـ"انفراد": "كافحت وعملت منذ طفولتي وتحملت المسؤولية مع أشقائي بعد مرض والدي لأساند أسرتي وأوفر لهم احتياجاتهم المعيشية، فبجانب دراستي كنت أتدرب وأعمل يوميا في مصانع لتصنيع الملابس، لأتمكن من توفير متطلباتنا اليومية، فكنا أسرة مكونة من 8 أفراد، ووالدي كان يعمل في مجال النجارة، وأصر على تعليمي مهنة الحياكة واحترافها منذ نعومة أظافري، وفي المرحلة الإعدادية مرض والدي وأصيب بشلل نصفي فقررت وأشقائي النزول للعمل لمساندته خاصة وأن ثلاثة من أشقائي كانوا لا يزالون في عمر الزهور. وتتابع: "بالرغم من تفوقي العلمي والدراسي وحصولي على مجموع عال في المرحلة الإعدادية يؤهلني للالتحاق بقسم الإلكترونيات والحاسبات بمعهد فني صناعي إلا أنني وددت حينها في عدم مواصلة رحلة التعليم والتفرغ للعمل ومساندة والدي المريض، ولكن والدي رفض رغبتي ومنعني من إهمال دراستي التي كنت متفوقة فيها وشجعني على مواصلة تعليمي وترك العمل في سبيل تحقيق حلمه في أن أصبح معلمة، ولكنني قررت حينها أن استكمل تعليمي حتى لا أخذله وأحزنه وفي نفس الوقت أواصل العمل بالمصانع لأتمكن من مساندته وأسرتي. وتضيف: "تحديت نفسي بكل إصرار وعزيمة لأتمكن من التوفيق بين دراستي في المعهد في حي الزاوية الحمراء وعملي في مصنع الملابس، كنت أذهب يوميا للمعهد وفي الواحدة ظهرا أذهب للمصنع في مدينة نصر، وفي فترة الامتحانات كنت أحمل كتبي ودفاتري معي للمصنع، أعمل ساعتين وأكمل مذاكرتي حتى أكرمني الله بالتفوق والنجاح بتقدير عال وتوجت ضمن العشرة الأوائل على مستوى المعهد في التخصص، وعُينت في مدرسة الأجهزة الكهربائية الفنية، واستمريت لسنوات أذهب للمدرسة في الفترة الصباحية وأكمل يومي في المصنع. "لم أكل أو أمل يوما، لم يزدني الشقاء إلى عزيمة وإصرار على المواصلة والعمل، فالحياة ما هي إلا رحلة كفاح يومية تحتاج لمن يسعى ويحاول ويشق الصخر ليتخطى كل ما فيها من أعباء وآلام".. بهذه الكلمات تابعت "آمال" حديثها، مشيرة إلى أنها ظلت تعمل وتكافح من أجل أسرتها حتى تزوجت وبنت لنفسها حياة جديدة مع زوجها، كان يعمل حينها في إحدى شركات السيارات. وتابعت: "اجتهدنا سويا لتوفير حياة كريمة لبناتنا، كان زوجي يذهب لعمله يوميا، وكنت أنا أذهب للمدرسة لأقوم بواجبي تجاه طلابي وأبنائي، وفي نفس الوقت أُعد أطباق من الوجبات السريعة وأبيعها لتساند في المعيشة، كنا سندا وعونا لبعضنا البعض، نكافح سويا لنوفر معا رزق بناتنا، إلى أن مرض زوجي وأصيب بجلطات في قدمه بعد مرور خمس سنوات من الزواج مما اضطره لترك عمله، فاشتريت ماكينة خياطة بالتقسط وقررت العمل من خلالها لزيادة الدخل بعد أن ترك زوجي العمل، استمرينا على حالنا لعدة سنوات، كان زوجي خلالها يُحضر لي الأقمشة من المصانع وأقوم أنا بتقفيل وتصنيع و"تشطيب" الملابس، ونجحنا في تعليم ابنتى الكبرى حتى نجحت في الحصول على بكالوريوس تجارة وتزوجت. وتابعت "آمال" حديثها قائلة: "تدهورت حالة زوجي الصحية بعد زواج ابنتي وأصيب بورم حميد في القولون، أجرى على أثرها عملية جراحية لاستئصاله إلا أن بسبب إهمال طبي ساءت صحته وتدهورت مع مرور الأيام، وأصيب بانفجار في القولون وأصبح الآن طريح الفراش، 8 سنوات مرت وحتى الآن أعكف وابنتي الصغرى على رعايته، أذهب للمدرسة صباحا وبعدها أعاود للمنزل للاطمئنان على زوجي ومن ثم أذهب للمصنع من الساعة 1 ظهرا وحتى الساعة 9 ليلا، وخلالها تمكث ابنتي الصغرى مع والدها لرعايته، والتي نجحت بعزمها وإرادتها في التفوق والالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية. "هكمل مسيرتي ورسالتي وهكافح لآخر نفس عشان زوجي وبنتي، أملي في الحياة أن يسترد زوجي صحته وعافيته، وتتفوق ابنتي في دراستها بعد سنوات من الاجتهاد والعمل".. بهذه الكلمات تابعت "آمال" حديثها، مؤكدة أنها اعتادت على الشقاء والعمل منذ طفولتها، تشبثت بكل فرصة تمنحها وأسرتها الحياة الكريمة، وتعين زوجها على مرضه الصعب، الذي تحلم بشفاءه بعدما قضى سنوات طويلة من عمره يصارعه بكل قوة وإرادة من أجلها وبناتها، مؤكدة: "فخورة بزوجي وبناتي وسنظل يدا واحدا حتى يهزم زوجي مرضه". جدير بالذكر أن أشرف سلومة مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة، كرم الأمهات المثاليات على مستوى الإدارات التعليمية؛ تقديرا لكفاحهن وعطائهن لأجل رفعة أبنائهن وأداء رسالتهن، وذلك بحضور سمية الخطيب وكيل المديرية، وبدوى علام رئيس مجلس الآباء والأمناء، والدكتورة ماجدة مصطفى موجه عام التربية الاجتماعية. وأكد مدير المديرية في كلمة له، أن كل الأمهات المصريات عظيمات بما يقدمن من تضحيات في حياتهن، قائلا: "إن كان هناك من يستحق التكريم فهى الأم التى ضحت من أجل أبنائها وساهمت بكل معانى الحب والعطف والعطاء لبناء القيم والأخلاق الحميدة فكل التقدير إلى من حملت الأمانة وأدتها على أكمل وجه بتشريف".










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;