إعلام القاهرة تناقش ثقافة الصورة وأخلاقياتها بمشاركة أساتذة الصحافة والتصوير

نظمت شعبة اللغة الإنجليزية بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أمس الأربعاء، ندوة تحت عنوان "ثقافة الصورة وأخلاقياتها"، وذلك بحضور كل من الأستاذة الدكتورة منى الحديدى الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون بالكلية، والكاتبة الصحفية زينب عبد اللاه مدير تحرير انفراد، والدكتور عبد الجواد أبو كب رئيس مجلس أمناء مؤسسة الإعلام والتحول الرقمى، والمصور مجدى إبراهيم رئيس شعبة المصورين الصحفيين بنقابة الصحفيين. بدأت فعاليات الندوة بكلمة ترحيبية من أ.د نرمين الأزرق رحبت فيها بالحضور من المنصة ومن طلاب الشعبة الذين حرصوا على الحضور والتفاعل نظرا لأهمية الموضوع إذ إنه يمس أخلاقيات المهنة ودور الصحفي والإعلامي في الالتزام بضوابط المهنة في ظل التحديات التي يواجهها وانتشار الأخبار والصور المزيفة. وفي كلمتها، قالت أ.د منى الحديدي الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة إن ثقافة الصورة موجودة منذ قدماء المصريين وتشهد جدران المعابد على ذلك وعلى تصوير كل مظاهر الحياة اليومية لتوثيقها من خلال الصورة ولذلك أصبح استخدام الصورة في العصر الحديث أمر ضروري لا غنى عنه لكن يجب مراعاة الضوابط والمعايير المهنية والأخلاقية للعمل الصحفي، وأن وسائل الإعلام باتت تشهد اساءة لاستخدام الصور دون مراعاة لاعتبارات الخصوصية خاصة في عصر التكنولوجيا مثل تزييف الصور ونشر الصور الكاذبة لأهداف مغرضة. وأوضحت زينب عبد اللاه فى مستهل كلمتها أن كلية الإعلام لها دور كبير في تدريس أخلاقيات المهنة وتعليم الطلاب أهمية الالتزام بالضوابط الأخلاقية في العمل الصحفي مما ينعكس بشكل كبير على المهنة، مؤكدة على أن الصورة تأثيرها قوي للغاية بل وساهمت في إحداث تغيرات اجتماعية وكذلك الكشف عن ظواهر سلبية، فيوجد الكثير من الصور الصحفية التي غيرت مجرى التاريخ. فالتاريخ مليء بالأحداث التاريخية التى أثرت فيها الصورة والصورة الصحفية بشكل كبير، لأن الصور هي توثيق للحدث وتعطي احساس للقارئ أنه جزء من الحدث ويشهده على أرض الواقع. وأضافت أنه يجب على الصحفى أن يجرى توازنا ما بين الفائدة أو الضرر العائد من نشر الصورة قبل نشرها واضعا أمامه المعايير الأخلاقية للمهنة. وأكد المصور الصحفى حسام دياب أن الصورة بألف كلمة، فهي رسالة المصور الصحفي للقارئ لايصال المعنى. ويشهد الإعلام حاليا حالات يمكن أن تكون الصورة فيها مضللة أو مفبركة مما يؤدي إلى تضليل الجمهور خاصة مع استخدام التقنيات الحديثة والفوتوشوب. وشدد دياب على ضرورة الالتزام بميثاق الشرف الصحفي الذي يعد دليل الصحفي والمصور في نشر الصور، فيجب على الصحفي أن يبتعد عن التزييف وينقل الحقيقة الكاملة دون التركيز على جانب واحد واغفال جانب آخر، فالمصور الصحفي يجب أن يكون حيادي وموضوعي ينقل الصورة من كل الجوانب مع ضرورة مراعاة مبادئ المهنة خاصة أثناء التصوير في الشارع أو استخدام الاضاءة بشكل معين. وقال الدكتور عبد الجواد أبو كب أن الصورة عابرة للحدود وأن أي قصة صحفية بدون صورة هي قصة هشة، والصحفي اليوم يجب أن يكون لديه مهرات التصوير الصحفي. وأضاف أن التحدي الرئيسي أمام الصحفي اليوم هو تحقيق الهدف الصحفي من النشر وفي نفس الوقت المحافظة على أخلاقيات المهنة، لأن ثورة الذكاء الاصطناعي غيرت وستغير تماما من مفوم الصورة وثقافة الصورة وتفرض تحديات جديدة أمام الصحفي لمواجهة التزييف والفبركة والممارسات التي يوجد فيها اساءة لاستخدام الصور. وأوضح مجدي إبراهيم رئيس شعبة المصورين بالنقابة أن الصورة الصحفية هي رسالة مرئية في شكل إبداعي، بدليل أنه يوجد أحداث معينة مرتبطة في ذهن الجمهور بالصورة وبالذاكرة البصرية أو الفوتوغرافية لدى الفرد، فالصورة لها تأثير كبير جدا مثال صورة طفلة فيتنام الشهيرة وكيف لعبت صورة دورا في إنهاء حروب كاملة. وأضاف أن أخلاقيات نشر الصور باتت لها أهمية كبرى خاصة في عصر الانترنت واعتبارات المنافسة والسرعة التي تتحكم في العمل الصحفي وعامل السبق الصحفي مما يدفع الصحفي لضرورة اجراء توازن عند قرار النشر أي الحرص على الإعلام والإخبار دون إيذاء المشاعر مثلا عند نشر صور الضحايا. وأختتم ابراهيم كلمته بأن الصحفي يجب أن يكون على علم ودراية بالإطار القانوني الذي يحكم عملية نشر الصور. وفي نهاية الندوة تم عرض نماذج من قبل طلاب الشعبة الإنجليزية كأمثلة للصور غير الأخلاقية ومناقشتها مع السادة الصحفيين والإعلاميين، ثم تم تكريم السادة الحضور وتوزيع شهادات التكريم والتقاط الصور التذكارية في ختام الندوة.