قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن الصائم إذا وصل إلى مشقة شديدة خارجة جدًا عن المعتاد وسبَبت له الضرر نتيجة عمل شاق أو مرض جاز له الفطر وهو أمين على نفسه، وكذلك يجب عليه الفطر إذا قال الطبيب بضرورة فطره.
أضاف خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، عبر برنامج «كل يوم فتوى»، المذاع على قناة صدى البلد، أن على المسلم أن يستثمر شهر رمضان في ترسيخ معنى المراقبة، وهي قيمة عظيمة في الشريعة الإسلامية؛ حيث إنها أساس تربية الضمير، وإرساء قواعد التعامل مع النفس ومع الآخر ومع الله، وذلك من خلال المكاشفة التي تحافظ على اتساق الإنسان مع نفسه.
وردًّا على سؤال عن حكم صيام أصحاب الأعمال الشاقة أوضح مفتي الجمهورية أن على المكلف إذا كان يعمل عملًا شاقًّا لا يستطيع التخلي عنه في نهار رمضان، لحاجته أو لحاجة مَن يعول؛ ولا يتسنَّى له تأجيل عمله الشاق لما بعد رمضان، أو جعله في لياليه فإن الصيام لا يجب عليه في أيام رمضان التي يحتاج فيها إلى أن يعمل هذا العمل الشاق في نهاره؛ لكونه محتاجًا إليه في القيام بنفقة نفسه أو نفقة مَن عليه نفقتهم، كعمل البنائين والحمَّالين وأمثالهم، وخاصة مَن يعملون في الحرِّ الشديد، أو لساعات طويلة، أو أمام الأفران أو السائقين لمسافات طويلة ومرهقة، وكذلك الحال مع كبار السنِّ أو أصحاب الأمراض المزمنة الذين يتضررون من الصوم، وعلى هذا الشخص الفدية إذا كان استمر هذا الحال طوال عمره، وهي إطعام مسكين فدية عن كل يوم.
كما أكد أن نقل الدم من الصائم لا يُفسِد الصومَ، لأن الفطر مما دخل لا مما خرج، وكذلك لا يبطل الصوم بنقل الدم إليه؛ وذلك لعدم دخوله من منفذ مفتوح، فنقل الدم لا يؤثر على صحة الصوم، لكن بشرط أن يأمن الصائم على نفسه الضعف أو الضرر.
من جانب أخر، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصري، إن الله تعالى أنزل شريعته هادية للناس إلى طريق الحق، وحاكمة أقوالهم وأفعالهم إلى يوم القيامة، وجاءت أحكامها إجمالا في كتاب الله تعالى القرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وأحكامها تلك لا بدَّ أن تكون شاملة وثابتة لا يعتريها قصور أو نقصان أو تبديل أو تحريف.
أضاف، أن التراث الذي خلفه علماء الأمة تراث عظيم وثروة بيانية وبلاغية ومعرفية ساعدت في فهم آيات القرآن الكريم، ومن هنا ينبغي تقبُّل فكرة إعادة النظر فيما دوِن ومناقشته علميًّا في ضَوء المقاصد الربانية الثابتة، والقواعد الكلية المستقرة، والتي فسر هؤلاء العلماء العظام القرآن في ضوئها.
وأثنى على العديد من التفاسير القديمة المنضبطة، وكذلك التفاسير المعاصرة كتفسير التحرير والتنوير للإمام ابن عاشور الذي جمع العديد من القراءات والجوانب اللغوية والبلاغية والأصولية، وكذلك جهود الدكتور دراز وابنه في خدمة القرآن وعلومه، وأيضًا تفسير الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي يُعد من باب التفسير السهل الممتنع، وهو من أروع التفاسير المعاصرة المبسطة.