حاضر الدكتور ربيع جمعة الغفير مدرس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، والشيخ مصطفى عبد السلام إمام وخطيب مسجد سيدنا الحسين (رضي الله عنه)، والقارئ الشيخ صلاح الجمل قارئًا، والمبتهل الشيخ محمد السوهاجي مبتهلًا، فى ملتقى الفكر الإسلامى بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بعنوان: "انتصارات العاشر من رمضان" وبحضور الدكتور هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، والشيخ السيد عبد المجيد رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم، والدكتور خالد صلاح مدير مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والشيخ عبد الفتاح عبد القادر جمعة مدير عام الإدارة العامة للإعلام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، وجمع غفير من جمهور ورواد المسجد، وقدم للملتقى الإعلامي حسن الشاذلي المذيع بقناة النيل الثقافية.
وفي كلمته قدم الدكتور ربيع جمعة الغفير الشكر للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على هذه الملتقيات الروحانية التي تبعث فينا التفاؤل والأمل، وتربطنا بكتاب الله ( عز وجل) وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، مؤكدًا أن من دواعي الفخر والعزة والشرف أن نتذكر أيام البركات والنفحات والانتصارات قال (سبحانه): "وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ"، وإن من أعظم العبر والدروس أن نتذكر فضل الله (عز وجل) علينا بالنصر قال (سبحانه): "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ"، مبينًا أن شهر رمضان لم يكن للراحة وممارسة العبادات فقط، بل ظل على مر التاريخ شهرًا لتحقيق الانتصارات الكبرى والفتوحات العظيمة، التي شكلت جزءًا مهما من التاريخ الإسلامي على مر العصور، مبينًا أن أول هذه الانتصارات كانت في يوم بدر هذه المعركة التي أكسبت روحا معنوية عالية للمسلمين، أعطتهم الثقة في أنفسهم لمواجهة أعدائهم، كما أشار إلى أنه عبر مرور التاريخ العريق حفل هذا الشهر بالانتصارات حتى وصل بنا الانتصار إلى العاشر من رمضان، حيث تأييد الله لجنده في مصرنا الحبيبة، مؤكدًا أن السبب في هذه الانتصارات أننا في شهر الصيام نتحلى بالصبر ودائمًا لا يتمسك أحد بالصبر إلا أكرمه الله، فالصيام يحقق التقوى ويجعلك مع الله فإذا كان الله معك فأنت في نصر على نفسك وعلى عدوك قال (سبحانه): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
وفي كلمته أكد الشيخ مصطفى عبد السلام أن الله أمد المحاربين في يوم العاشر من رمضان بجند من جنوده وانطلقت صيحات التكبير كأنها قذائف لا تخطئ قلوب العدو، ما جعلهم يستعيدون الكرامة لجموع الشعب ليصبح هذا اليوم يومًا مشهودًا محفورًا في ذاكرة الأمة المصرية نستلهم منه الدروس والعبر، ومنها الثبات عند الشدائد لأن الله (عز وجل) هو الذي يدخل الطمأنينة على القلوب، قال (سبحانه): "هو الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا"، كما بين أن من أسباب النصر تحمل المشاق والصبر على الشدائد والمحن قال (سبحانه): "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ"، كما أشار إلى أن من أسباب النصر في العاشر من رمضان ما عايشه الشعب المصري من الوحدة الوطنية فكان الشعب المصري بكل أطيافه على قلب رجل واحد، كما أوضح أنا أسباب النصر أيضا الأخذ بالأسباب مع الثقة بنصر الله عز وجل قال (سبحانه): "إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ"، وقال (سبحانه): "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"، مختتمًا حديثه بأن الله يحفظ مصر ويرعاها بإخلاص شعبها وجيشها وتفانيهم في الحفاظ على أوطانهم والعمل على بنائه.