عقد الجامع الأزهر اليوم، فعاليات ملتقى الظهر "رياض الصائمين" بالظلة العثمانية، تحت عنوان" رمضان شهر الإحسان"، بحضور الدكتور أحمد علي، مدير عام الإدارة العامة للإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد عبد الخالق، الواعظ بالجامع الأزهر.
في بداية اللقاء قال الدكتور محمد عبد الخالق، الواعظ بالجامع الأزهر، إن شهر رمضان هو شهر الإحسان والمغفرة والنفقات والبركات، يرتبط بمعاني جليلة من الخير والهدى والرشاد، تتجلى فيه الرحمة بأبهى صورها، وأعظم معانيها، فحين يذكر شهر رمضان يذكر الجود والكرم والقرآن والإحسان، مؤكدا أنه على المسلم أن يستغل أيامه خير استغلال، ويستثمرها خير استثمار، موضحا أن الصدقة تعد معنى بسيط من معاني الإحسان، الذي هو أعلى وأرفع وأجل، فالإحسان هو الإتقان وزيادة، وقد جاء بالقرآن الكريم آيات عظيمة عن الإحسان، قال تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾
وأوضح الدكتور أحمد علي، مدير عام الإدارة العامة للإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، أن لفظ الإحسان في اللغة يعني إتقان الشئ وإتمامه، وقال عنه نبينا المصطفى "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، أي تكون مراقبة الله وإتقان العبادة بمثابة الإحسان بين العبد وربه، فيؤدي الصلاة على وقتها ولا يتهاون في أمرها، كذلك يصوم ويحج ويتصدق كما أمره ربه ووفق منهج نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، بحيث يتخذ الله سبحانه وتعالى رقيبا.
ولفت مدير عام الإدارة العامة للإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، إلى أن هناك إحسان بين العبد وغيره من العباد، فيكون بينه وبين زوجه وأبنائه ووالديه وأصدقائه وغيرهم، قال تعالى "وبالوالدين إحسانا"، كما يعمل على إعانة المحتاج وإغاثة الملهوف وعدم التعدي على حقوق غيره، حتى مع الخصوم، دعا الإسلام إلى الإحسان إليهم، فقد وصى الرسول أصحابه في غزوة مؤتة قائلا "انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"
وأضاف الدكتور أحمد علي أن هناك أيضاً إحسان حتى إلى المخالفين في العقيدة، حيث قال تعالى"وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين"، مضيفا أن هناك أيضا إحسان العمل، حيث ينبغي على المسلم أن يتقن ما يعمله ويصنعه، حتى يرضى عنه الله ويسخر له من يقدم له عملا متقنا، مؤكدا أن الإسلام يحث دائما على الاجتهاد والتميز في جميع المجالات، وأن يستخدم المسلم مواهبه ومهاراته لخدمة الآخرين والمجتمع، مما يعتبر جزءا من العمل الصالح والإحسان.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (260 مقرأة- 52 ملتقى بعد الظهر- 26 ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية 20 ركعة يوميا بالقراءات العشر- 30 درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم 6 احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- 5000 وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ 140 ألف وجبة.