شنط رمضان ووجبات إفطار ومساعدات للبسطاء.. حكاية صُحبة جمعها حب الخير

فريق شبابي يضم جيشا من المتطوعين، اجتمعوا على العطاء وحب الخير، أطلقوا عنان فكرهم ليخرجوا بالعشرات من المبادرات الخيرية التى تخفف أعباء الحياة على البسطاء وتدخل السرور على قلب كل محتاج إيمانا منهم بروح التعاون ومساعدة الغير.. هم 10 شباب بدأوا رحلتهم في عمل الخير منذ 4 سنوات حتى تخطى عددهم الـ100 شاب ووصلوا بعطاءهم لمختلف القرى والمراكز والمدن تحت شعار "صُحبة الخير". تعاهد الأصدقاء على ألا يقطعوا أواصر العمل التطوعي على مدار السنة وأن يخصصوا جهدهم ووقتهم إلى جانب دراستهم الجامعية في عمل الخير، فتكفلوا بإفطار عدد من الأسر الأولى بالرعاية وتوزيع الوجبات الساخنة على العمّال والمحتاجين وتقديم المساعدات العلاجية للذين ثقلت عليهم تكلفة العلاج وإنقاذ الغارمين والغارمات، وتوزيع الشنط الرمضانية على غير القادرين في الشهر الكريم. يقول عمارة محمد طالب بكلية التجارة جامعة الأزهر ومؤسس الفريق: "أشارك في العمل التطوعي منذ أن كنت في الصف الأول الثانوي، انضممت للعديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية الكبرى، والتي شاركت معها في قوافل خيرية عديدة خضت خلالها تجربة العمل التطوعي بكافة صوره وأشكاله من توصيل وصلات المياه وترميم أسقف المنازل في القرى الأكثر احتياجا والمشاركة في إعداد الوجبات للأسر الأولى بالرعاية وتوزيع شنط رمضان على البسطاء والمحتاجين في شهر رمضان الكريم". ويضيف صاحب الـ24 عاما في تصريحاته لـ"انفراد": "جائحة كورونا كانت السبب الرئيسي في تأسيس الفريق وانطلاق أعماله الخيرية في مختلف مناطق القاهرة والجيزة، فانتشار الوباء في عام 2020 وما فرضه من قيود حظر التجوال والمكوث في المنازل ومنع التجمعات وغلق الأماكن العامة وجميع المحال التجارية والمتاجر والمساجد والخدمات الترفيهية كان عائقا أمام القوافل الخيرية والتطوعية في مواصلة أعمالها ونحن على مشارف حلول الشهر الكريم". ويتابع: "قبل رمضان بـ11 يوم تقريبا شعرت بالملل الشديد من مكوثي بالمنزل بعد أن خضت مختلف تجارب المتعة والترفيه الممكنة لكسر حاجز الملل والتحقت بدورات تدريبية مختلفة لتطوير مهاراتي أون لاين، حاولت بشتى الطرق أن أتخطى قيود الأزمة ولكن دون جدوى، فحبي للعمل التطوعي والذي كنت قد سلكت طريقه منذ 10 سنوات دفعني للبحث عن حل يمكنني من مواصلته ودعم ومساندة الأسر الأولى بالرعاية وإضفاء البهجة عليهم مع قرب الشهر الكريم رغم انتشار الجائحة، فعرضت على 9 من أصدقائي أن نستغل وقت فراغنا ومكوثنا في المنزل طوال اليوم بسبب كورونا بشكل إيجابي ومفيد نحول به المحنة إلى منحة، وبمجرد أن عرضت الفكرة عليهم وافقوا دون تردد ولأول مرة تكاتفنا سويا وخضنا سباق الخير بمفردنا رغم خبرتنا البسيطة في مجال العمل التطوعي وانطلقت مبادرتنا بشنط رمضان تزامنا مع قرب الشهر الكريم آنذاك". ويستطرد: "بالرغم من ضعف إمكانياتنا وقلة خبرتنا وصغر سننا، فعند انطلاقتنا الأولى كان معظمنا لا يتخطى العشرين من عمره، لم يقف عائقا أمامنا لتأسيس الفريق والمشاركة بقوة في فعل الخير، قررنا أن تنطلق مبادرتنا في بداية أعمالها في نطاق ضيق، وذلك بتجهيز 50 شنطة رمضانية بالجهود الذاتية خلال الـ10 أيام التي تسبق شهر رمضان وتوزيعها على المستحقين قبل حلول الشهر الكريم لنكون أول من يساند ويُسعد أهلنا من الأسر المستحقة". "رمضان شهر الخير، وفي أسر بيوصل لها أكتر من شنطة في الشهر الكريم، فكان أملنا إننا نسبق كل فاعلي الخير ونكون أول شنطة توصل لتلك الأسر".. بهذه الكلمات تابع "عمارة" حديثه فيقول: "بدأ كل واحد منا يجتهد ويسارع ويبحث في دائرة معارفه عن المستحقين من الأولى بالرعاية والأرامل ومرضى السرطان وغيرهم، اعتمد كل واحد منا على أسرته ومعارفه وأصدقائه لجمع التبرعات وشراء مستلزمات شنط رمضان، فكانت عائلاتنا الداعم الأول لنا والمصدر الرئيسي لفعل الخير، وفى كل خطوة نجد منهم دعما معنويا وماديا قويا للإكمال فيما بدأناه". ويضيف: "مرت الأيام وبدأنا نشعر باليأس والإحباط من عدم نجاحنا في تجميع المبلغ المستهدف لتجهيز الشنط الرمضانية ولم يعد يتبقى على الشهر الكريم سوى 48 ساعة فقط، كل لحظة كانت بالنسبة لنا تحد واختبار نحاول اجتيازه لتحقيق حلمنا في فعل الخير، وفي لحظة أكرمنا الله بمضاعفة عدد فاعلي الخير من أشقائنا ومعارفنا ونجحنا في تجميع مبلغ مالي أكبر مما كنا نستهدف جهزنا به ما يقرب من 94 شنطة رمضانية مجهزة تحتوي على أهم السلع الأساسية (3 كيلو أرز وعبوتين زيت وكيسين سكر و2 كيلو مكرونة ونصف كيلو من الشعرية والفاصوليا والعدس بنوعيه وكيس ملح وكيلو بلح وعبوة شاي وغيرها) إلى جانب مبلغ مالي بسيط، تم توزيعها على الأسر الأشد احتياجا في مناطق عدة أهمها الأميرية وحدائق القبة والزاوية الحمراء والمطرية وعين شمس وبولاق الدكرور والعمرانية والوراق والعجوزة". وأشار إلى أن في العام التالي أصر أصدقاؤه على مواصلة فعاليات المبادرة بالرغم من أن معظمهم لم يكن قد خاض تجربة العمل التطوعي من قبل، فانطلقت أعمال المبادرة في العام الثاني على التوالي بكل حماس وقوة، زاد عدد المتطوعين من الشباب، وزادت أفكار المبادرة وتنوعت، وبدأ الكثيرون من خارج دائرة معارفنا يشاركوننا في فعل الخير، ومع مرور الوقت لم تعد المبادرة مجرد شنطة للسلع يتم توزيعها على البسطاء في شهر رمضان بل خير وعطاء ممتد طوال أيام السنة، فمع دخول شهر رجب جهزنا 350 وجبة إفطار وقمنا بتوزيعها في السادسة صباحا وعلى مدار شهرين على عمال النظافة والباعة في الشوارع، ومع قرب شهر رمضان بدأنا على قدم وساق تنفيذ خطة تجهيز الشنط الرمضانية وتوفير الدعم المادي عن طريق أسرنا ومعارفنا وأصدقائنا ونجحنا بالجهود الذاتية في تجهيز ما يزيد عن 200 شنطة تحتوي على أجود أنواع السلع. "كل سنة بنخطط نجهز عدد محدد من الشنط ولكن ربنا بيكرمنا بعدد أكبر حتى يصل الرزق لمستحقيه".. بهذه الكلمات تابع "عمارة" حديثه، فيقول: "في السنة الثالثة كانت ظروفنا صعبة جدا وكنا مشغولين في دراستنا وعملنا، فقررنا نقلل الجهود ونوزع 100 شنطة رمضانية بس، ولكن بفضل الله زاد عدد المتطوعين وقدرنا نجهز عدد أكبر من الشنط ونوصل الخير لأكبر عدد ممكن من الأسر المستحقة في مناطق مختلفة، وفي السنة الرابعة خططنا نجهز 100 شنطة ونجحت جهودنا في تجهيز 180 شنطة وتزويد محتوياتها بأجود أنواع السلع، فإلى جانب السلع الأساسية من الأرز والسكر والزيت والبقوليات بأنواعها المختلفة قمنا بإضافة نوع من أنواع اللحوم أو الحلويات بكل شنطة رمضانية". لم يكتفى شباب الخير بشنط رمضان فقط، وأقدموا على فعل الخير بصوره وأشكال المختلفة طوال العام، يقول "عمارة": "شنط رمضان بالنسبة لنا خير ثابت نُقدم على فعله عام تلو الآخر، ولكن جهودنا لا تتوقف عند ذلك الحد فقط، فخلال العام نبادر بالجهود الذاتية في مساندة البسطاء بأي شكل من الأشكال، فخلال 4 سنوات جهزنا عرائس وقدمنا مبالغ مالية لأيتام وأرامل وسددنا ديون لعدد من الغارمات وقدمنا مساعدات علاجية وساهمنا في إجراء عمليات إلى جانب توزيع وجبات إفطار وغذاء على العمال والطلبة المغتربين، وأقدمنا هذا العام على ذبح عجل خصصنا جزء من لحمه لتوزيعه نيء على الأسر الأشد احتياجا وجزء منه سيتم تجهيزه ضمن وجبات ساخنة سيتم توزيعها خلال أيام على 220 طالب أزهري من الوافدين بالإضافة إلى جزء آخر سيتم تجهيزه ضمن وجبات ستوزع على عدد من الأسر المستحقة في الجيزة". "بحلم يكون لينا أثر في كل شبر في مصر ونوصل بالخير لمختلف دول العالم".. بهذه الكلمات اختتم "عمارة" حديثه قائلا: "العمل التطوعي طوّر من شخصيتي وغيّر منها للأفضل، كنت أعاني من الانطوائية الشديدة ومنذ مشاركتي في العمل التطوعي كوَّنت صداقات وتوسعت دائرة معارفي، تعرفت على ثقافات مختلفة، تعلمت مهارات واكتسبت خبرات جديدة، وأصبح لي بصمة وأثر ملموس في المجتمع، ونجحت في الوصول بعمل الخير لكل المحافظات الممتدة على خط النيل، ما قدمناه خلال 4 سنين مجرد بداية لحلم أكبر نستهدف تحقيقه والوصول إليه وهو تأسيس مؤسسة خيرية كبرى تعمل في إطار عالمي تمكننا من توسيع دائرة العمل التطوعي وتطويره والوصول بعمل الخير لمختلف أنحاء العالم".


































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;