كشف مرصد الازهر لمكافحة التطرف عن مواصلة مؤشر العمليات الإرهابية التي تشنها التنظيمات المتطرفة في إفريقيا الهبوط التدريجي؛ حيث سجّل شهر مارس 2023 انخفاضًا نسبيًّا مقارنة بشهر فبراير الماضي بمعدل 9.1%؛ بواقع (30) عملية إرهابية خلال هذا الشهر، ورغم هذا الانخفاض، إلا أن هناك ارتفاعًا كبيرًا في عدد الضحايا؛ فقد أسفرت عمليات هذا الشهر عن سقوط (243) ضحية، وإصابة (31)، واختطاف ( 8 ) آخرين. بينما بلغ عدد العمليات في شهر فبراير المنصرم (33) عملية إرهابية، خلّفت (180) ضحية، و(67) جريحًا، و(23) مختطفًا. وفقًا للإحصائية، فقد احتلت منطقة شرق إفريقيا المرتبة الأولى من حيث عدد الهجمات الإرهابية، والمرتبة الرابعة من حيث عدد الضحايا؛ حيث سجلت المنطقة (10) عمليات إرهابية، بواقع (33.3 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، أسفرت عن مقتل (29)، وإصابة (17) آخرين. كان لدولة الصومال أكبر معدل لعدد العمليات في المنطقة؛ إذ شهدت (9) عمليات إرهابية أدت إلى سقوط (24) وإصابة (14). أما "كينيا" فقد تعرضت لعملية إرهابية وحيدة أسفرت عن سقوط (5) من الضحايا، وإصابة (3) آخرين. ، بينما جاءت منطقة غرب إفريقيا في المركز الثاني من حيث عدد العمليات الإرهابية، والثالثة من حيث عدد الوفيات، إذ هاجمها تنظيم "داعش غرب إفريقيا" وغريمه "بوكو حرام" الإرهابي بـ (9) عمليات إرهابية، أي بما يعادل (30 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، أدت جميعها إلى مقتل (32)، وإصابة واختطاف (6)، كان لنيجيريا النصيب الأكبر منها، حيث تعرضت الدولة لـ ( 8 ) هجمات إرهابية أسفرت عن سقوط (30)، وإصابة (4) واختطاف (6).
كما احتلت منطقة الساحل والصحراء المركز الثالث من حيث عدد العمليات الإرهابية، والثاني من حيث عدد الضحايا؛ إذ هاجمتها التنظيمات الإرهابية العاملة في المنطقة كـ "نصرة الإسلام والمسلمين"، و"داعش فرع الصحراء الكبرى"، و"أنصار الإسلام"، بـ (6) عمليات إرهابية، أي بما يعادل (20 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية في القارة خلال الشهر)،
وفى إطار جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية (487) قتيلًا و(16) معتقلًا، فضلًا عن استسلام (2654) من العناصر الإرهابية. ففي شرق القارة الإفريقية وتحديدًا في الصومال، قتلت الحكومة (319) من مقاتلي الحركة، واعتقلت (7)، فيما استسلم إرهابي وحيد. وفي غرب القارة حيث التنافس والتصارع بين "بوكو حرام" و"داعش غرب إفريقيا" على السلطة والنفوذ، استسلم (1693) من إرهابيي التنظيمين المتطرفين. وفي منطقة الساحل أدت جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية إلى تحييد (160)، فيما استسلم (960) آخرون. وفيما يخص دول وسط إفريقيا فقد أدت جهود المكافحة إلى مقتل ( 8 ) من العناصر الإرهابية واعتقال (9) آخرين.
ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن العمل العسكري الدؤوب والعزم على اجتثاث الإرهاب والقضاء عليه، كان أحد الأسباب الرئيسية التي عرقلت وصول تلك التنظيمات إلى الإمدادات المهمة، مما أوقع خسائر نفسية في صفوف مقاتليها، وزاد من سوء الأحوال المعيشية للإرهابيين في المناطق المتضررة، وهو ما شجّع المتطرفين على الانسحاب والاستسلام.
وتم رصد موجة استسلامات كبيرة شهر مارس من قبل التنظيمات الإرهابية خاصة من عناصر بوكو حرام وداعش غرب إفريقيا، مما يدفعنا إلى أن نطلق على هذا الشهر "شهر الاستسلامات". وهذا يرجع إلى التقدم الملحوظ الذي أحرزته القوات الحكومية في حربها ضد التنظيمات الإرهابية خلال الآونة الأخيرة، وتمكنها من استعادة مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت تقبع تحت سيطرتها.
ودعا المرصد الجهات المعنية إلى تقديم يد العون للعائدين من تلك التنظيمات والتائبين من أفعالها الإجرامية، لإحلال السلم والأمان، وضرورة أن تكون هناك خطوة ملموسة على أرض الواقع تتمثل في إعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع، وذلك فيما يُسمى بعملية "الممر الآمن"، وتقديم جميع الخدمات والإرشادات الاجتماعية والنفسية والدينية.