قبل الـ "بوكيمون جو" وسنينه..ياما لعبنا السيجة والحنجيلة و"استغماية" قبل أن تصبح "خالويص" فى شوارع قريتنا..ألعاب بسيطة لتنمية الذكاء والنشاط الرياضى وبدون فلوس كمان

السيجة الحُنجيلة النطّة استغماية "الصُداع" "التعلب فات" ..هذه أسماء عينة بسيطة وقليلة من الألعاب التى رافقتنا ورافقناها خلال مرحلة الطفولة والمراهقة فى قريتى بمنهره مركز إهناسيا المدينة محافظة بنى سويف ، حزمة الألعاب هذه مثل حارس أمين ، يقف على أبواب قريتنا والقرى المجاورة ، بل على مستوى القرى المصرية من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها ، يقوم الحارس أو تقوم الألعاب بعملية تسليم وتسلم يوميا ، تستقبل كل يوم أطفالا جُدد ، وتودّع ويودعونها من ترك مرحلة الطفولة والمراهقة إلى مرحلة الشباب ، وبدأ يدخل فى مرحلة جديدة ومراحل عمرية لا تتناسب مع تلك الألعاب التى كان يمارسها بالأمس ، كان أجمل مافى هذه الألعاب ومازال أنها مجانا أى بدون دفع أى فلوس ، بمعنى أنها كانت متاحة لجميع الأطفال ، الفقير منهم والغنى .


كان من جمال وحلاوة هذه اللعبات أيضا أنها لم تكن تحتاج إلى من يسمح لك كطفل أن تمارس هذه اللعبة أو يمنعك من الانخراط فيها ، كما يمكن أن يشارك فيها الأطفال ذوى السن المتقارب ، بحيث يكونون قدر الإمكان متقاربون فى القوة والسرعة والتفكير ، و تتميز هذه الألعاب كذلك بتنمية الذكاء والنشاط الرياضى وسرعة البديهة ، وسرعة ردود الأفعال والمراوغة بحركات الجسم يمينا ويسارا ، بعضها مازال فى الريف المصرى حتى الآن ، وإن اختلفت المسميات لهذه الألعاب من قرية لأخرى ومن مدينة ومحافظة لأخرى ، وبعضها الآخر حاصرته مدنية القرية من أضواء وشوارع مرصوفة وتحول بيوت القرى إلى شقق وفيلات مع غياب الجلباب البلدى الذى كُنّا نرتديه فى الطفولة ليساعدنا فى بعض هذه الألعاب .

يا صداع..يا صداع.."العضم" ضاع

لعبة "الصداع" وهى باختصار تتكون من فريقين من الأطفال أو المراهقين ويكون لكل فريق كبير أو كابتن بالمعنى العصرى ، ويبدأ عدد الفريق من ثلاثة إلى خمسة ، ووقت اللعبة ليلا وليس نهارا ، بحيث يقف كبيرى الفريقين فى مكان بجوار بعضهما البعض ، ويذهب باقى أفراد الفريق للوقوف على بعد لا يقل عن 40 مترا من الكبيرين أو الكابتنين ، ثم تبدأ القرعة لاختيار من يبدأ اللعب أولا ، فيمسك كبير الفريق الذى سيلعب أولا "قولحة" وهى لمن لا يعرفها من أبناء المدينة الشىء الصلب داخل كوز الذرة ، ثم يقول يا صداع يا صداع ، فيرد عليه باقى الفريقين ، العضم ضاع ، فيقول الكبير بين السِنّه والصداع ، ثم يلقى بالقولحة على طول ذراعه ، وعندما تسقط على الأرض يمسك بها من يحصل عليها من أفراد الفريقين ، ويحاول الوصول بها إلى كابتن فريقه حتى يحصل على نقطة ، بينما يحاول الفريق المنافس انتزاع "القولحة" التى نسميها "العضماية" منه ، على طريقة كرة البيسبول الأمريكية .

الطاقية فى العبّ

لعبة أخرى من ألعابنا الريفية الجميلة والبسيطة التى كُنّا نسعد بها ، وهى عبارة عن فريقين من الأطفال يجلسون على هيئة صفين متوازيين على الأرض وممددى الرجلين ، ويرتدون الجلباب البلدى ، ثم يختارون كبيرا أو كابتنا لهم ، ويبدأ الكبير فى محاولة وضع أو إخفاء طاقية الرأس تحت أحد أعضاء فريقه الذين يجلسون على الأرض ، وفى نفس الوقت يحاول كابتن الفريق الآخر أن يتعرف على مكان وضع الطاقية ، ثم يقول مع فلان ، فإذا ثبت فعلا أنها مع الشخص الذى اختاره ، يحصل الكابتن على الطاقية ويبدأ مرحلة اللعب مع فريقه ، وهكذا حتى يفوز أحد الفريقين بالنقاط .

الحنجيلة لعبة خفة الحركة والمراوغة يمينا وشمالا

الحُنجيلة وهى لعبة تتكون من عدد من الأطفال والمراهقين خمسة أو سته أو سبعة ، طريقة اللعب تتم بإجراء القرعة لخروج أحد الأطفال ليقوم بلعب دور المساك ، ثم رسم مربع كبير على الأرض بالجير أو "التبن" وهو قش القمح بعد عملية الدراس أو رسم المربع الكبير بالرمال ، بعد رسم المربع الكبير لحوالى 5 متر فى 10 متر ، ينزل الفريقين فى هذا المربع ، كما ينزل فرد واحد فقط يمشى ويتحرك على رجل أو قدم واحدة ويحاول أن يجرى داخل المربع الكبير وخلف باقى الفريق ليحاول لمس أحدهم ، ومن يتم لمسه ينزل الحُنجيلة ، ويحاول أن يلمس الآخرين وهو يتحرك على قدم واحدة .


النّطّه ثقيلة وخفيفة

النّطّة الخفيفة والثقيلة ، وهى لعبة تتكون من عدد من الأطفال أو المراهقين ، يقوم أحدهم بعد إجراء القرعة واختياره بالانحناء "يميل" إلى درجة 90 درجة مئوية مثلا ، وتختلف درجة الميل والانحناء حسب قدرة باقى الأطفال على القفز والنط من فوقه ، وهو فى وضع يشبه إلى حد كبير وضع الركوع فى الصلاة ، ثم يصطف الأطفال فى صف طويل ثم يقفزون من فوق الطفل المّنحنى واحدا وراء الآخر ويرددون كلمات ذات ترتيب معين ، حتى يُخطىء طفل من الذين يقفزون فيقوم من كان "نازل" أى مُنحنى ليبدأ القفز ويميل المُخطىء ، وهكذا .

ألعاب فرعونية غير مُسجلة

الألعاب أو اللعبات الشعبية فى الريف والحضر المصرى قبلى وبحرى ، كان منها مايعود إلى العصور الفرعونية ، ومنها ما هو ابتكار واختراع وتفتق للذهن حسب الظروف التى كان يمر بها الأطفال فى البيئة التى كانوا يعيشون فيها ، وكثيرا ما كان يأسف على تراجع هذه الألعاب واندثارها الشعراء والأدباء والرواة الذين يهتمون بالأدب والألعاب الشعبية ، مثلما كان يتألم "فارس خضر" الشاعر والمتخصص فى الدراسات الشعبية من هجمة الفيديو جيم ، ويراه السبب فى تراجع الألعاب الشعبية ، كما كان يبكيها الأديب والراحل الكبير خيرى شلبى وينعى الإهمال فى جمعها وتسجيلها والتفريط فيها وخلو موسوعات الألعاب الشعبية من أغلبها .

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;