قال الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامى والخطيب بالأوقاف، إن الحلقة الأخيرة من مسلسل "رسالة الإمام"، شهدت عدة رسائل للإمام الشافعى:
١- الرسالة: "الإمام الشافعي يتجاوز عمره 53 ويملي تلميذه ليكتب في كتابه: أن الله قد أوجب للشهادة على الزنا بأربعة رجال عدول وبالدين والوصية بشاهدين أو برجل وامرأتان".
* الخلاصة: (حرص الإسلام أن تكون الشهادة على الأعراض شهادة دقيقة ومعقدة حفاظا على أعراض المسلمين من أن ينهشها حاقد ممن يسعون للغيبة والفرقة بين الناس لمجرد شك في نفسه".
٢- الرسالة: "طفل صغير يأتي إلى بيت الشافعي ليطلب منه أن يساعده في كتابة كتبه .. فيفرح به ويدخله معه ليشاركه وتلاميذه كتابو كتبه".
* الخلاصة: (العالم الحق ليس من حقق جماهيرية عريضة فقط بل يجب أن يترك لنا تلاميذا ليكملوا مسيرته ويشجعهم علي ذلك حتي ولو كانوا صغارا".
٣- الرسالة: "الشافعي يقف في المسجد بين صفوف المصلين ينتظر إقامة الصلاة ليؤمهم أحد منهم ممن كانوا يعادونه بالأمس ويغضبون بسبب اجتهاده الفقهي الجديد فيطلبون منه في ود وسكينة أن يتقدم هو ليكون إمامهم في الصلاة."
* الخلاصة: (علي العالم صاحب المنهج الصحيح الذي يدعو إلي التفكير والتطوير أن يثبت ويصبر علي من خالفوه .. فلعل الله أن يرزقهم الهداية فيفوزون جميعا.)
٤- الرسالة: " الشافعي يقف يدا بيد مع أهل مصر .. في مواجهة أعدائها كمصري يقف إلي جوار وطنه ليمنع العدوان عليها .. فيخطب فيهم ويقول: يا أهل مصر جئتكم طالبا للعلم فعلمتموني وأكركتموني ولكك في رقبتي دين .. سنحمي مصر بكل مالدينا من قوة .. ثم دعا لمصر وأهلها."
* الخلاصة: (العالم هو من يعترف بفضل وطنه الذي احتضنه وعلمه .. أما من يقف ضد وطنه فهذا ليس بعالم ولاقيمة لما يحفظ من علم .. حتي وإن لاقي بعض الصعاب في حياته فهذه هي الدنيا وعليه إما أن يحاول تطوير وطنه بعلمه هذا ليغير ما يرفضه بالقنوات الشرعية أو أن يسافر لسعي أو لعلم أفضل أو أن يصبر علي اختبار الله له .. أما يهرب من الميدان في معركة الوطن ليقف مع من يعادي وطنه مدعيا أن هذا هو الصواب فهذا ليس بعالم ولا يُجتاج إلي علمه لأن العالم هو مايفيد أهله بعلمه لا من يقف ضدهم به.)
٥- الرسالة: "رجل يحاول أن يقتل الشافعي ليخرس لسانه ويسكت علمه الذي يقف به في وجه المعتدين .. فينقذه أحد الرجال ممن كان من أعداء الوطن بعد أن أدرك أنه مخدوع ممن حرضه للخروج علي وطنه ويقول : لطالما كان العلم ورجاله أعداء للجهلة من الساسة والعامة ..!! ولقد خدعوني بقولهم أنهم سينشرون العلم والدين في وطني وها هم يهمون بقتل العلم والعلماء"
* الخلاصة: اللص دوما يختار معسول الكلام لينشره بين الناس طمعا في استمالتهم إليه وقد يظهر في ثوب الورع مدعيا أخوة المسلمين .. وهو في الحقيقة لايرمي إلا لسرقة هذا الوطن بتحقيق أهداف سياسية أخري لانفع فيها إلا لمصلحة خاصة له ولعشيرته فقط .. لذلك ليحذر كل عامىٍ أو عالم مسلم ولينظر كل منا لمن يستمع وعمن يأخذ دينه وليكن مع أهله ووطنه دوما .. أما السياسة وشؤونها ..أما العالم الفقيه فليس سياسيا وإنما هو تابعا لوطنه وشعبه وما يجمعون عليه مهما حدث.)
وأخيرا أقول أن خلاصة رسائل الإمام الشافعي طوال سنة عمره القليلة هي النصر .. فلقد انتصرت مصر .. وانتظر الفكر بانتصار منهج الإمام الشافعي وعلمه الذي وقف ثابتا شامخا ضد كل من عادى وعارض الفكر والاجتهاد .. انتهي من وقفوا وحاربوا وعارضوا التطوير والإجتهاد ولم يتذكرهم أحد .. واستمر التطوير والاجتهاد ومن سار في طريقه الصحيح متسلحا بالعلم إلي يومنا هذا .. وانطلق تلاميذ الإمام الشافعي ينشرون منهجه وفقهة ..
فهاهو تلميذه البويطي صار أحد كبار الفقهاء في مصر وسافر الي بغداد لينشر الفقه والاجتهاد بين الناس .. أما المُزَنِى فصار كبير فقهاء مصر وغيرهم ممن تأثر بمنهج الإمام الشافعي وعاصره ونقله لنا ليثبت للجميع أن الفكر المستقيم لا يموت بموت صاحبه إنما يظل المنهج قائما ثابتا والفكر متغيرا متطورا إلي ماشاء الله).