نظم الاتحاد الأفريقى جلسة وزارية ضمت وزراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات برواندا وتونس والسنغال وكذا مديرة الاندماج الإقليمى بالبنك الدولى والمدير التنفيذى لتحالف أفريقيا الذكية ضمن فعاليات قمة "تحول أفريقيا" “Transform Africa ” التى عقدت فى الفترة من 26 إلى 28 أبريل 2023، فى فيكتوريا فولز، بدولة زيمبابوي.
وأبرز الحضور استراتيجية الاتحاد الأفريقى للتحول الرقمى (DTS)، حيث يمثل النفاذ الشامل إلى الإنترنت بحلول عام 2030 أحد أهداف هذه الاستراتيجية.
وفى مداخلتها، قالت الدكتورة أمانى أبو زيد " أن هناك تقدما مستمرا فى القارة من خلال القطاع الخاص مع الشركات الأفريقية مثل Liquid Intelligent Technologies و MTN و Benya التى تستثمر فى الاتصال الرقمى عبر إفريقيا، كما توسعت Safaricom مؤخرًا خارج حدود كينيا إلى إثيوبيا، كما يواصل المشغلون الدوليون مثل Orange و Vodaphone الاستثمار فى أفريقيا.
وأشادت الدكتورة أمانى أبو زيد بأن اضافة أكثر من 75 مليون مواطن مصرى للإنترنت فائق السرعة فى مصر من خلال برنامج حياة كريمة يعد انجاز ضخم و غير مسبوق فى افريقيا.
وأشارت إلى قيام الاتحاد الافريقى مؤخرا بربط رقمى لـ ١٧ دولة افريقية اضافية فيما بينها بكابلات الألياف الضوئية الإقليمية خلال المرحلة الأولى من البرنامج الافريقى للبنية التحتية PIDA)، و هذه هى أيضًا بعض الأمثلة الملموسة على الإنجازات.
وقالت مفوضة الاتحاد الأفريقى " لكن بينما يتم إحراز تقدم، نحتاج إلى تسريع سد الفجوة الرقمية فى إفريقيا من خلال معالجة أوجه عدم المساواة وضمان الربط فائق السرعة وبأسعار معقولة للجميع، و إيلاء الاهتمام الواجب للعلاقة بين الطاقة والرقمنة كجزء من الجهود المبذولة لسد الفجوة الرقمية الريفية الحضرية.
واضافت " أن 40 ٪ فقط يستخدمون الإنترنت فى أفريقيا، 64٪ منهم فى المناطق الحضرية و 23٪ فى المناطق الريفية .
وتابعت " كما يجب سد الفجوة بين الجنسين، ففى عام 2022، كانت نسبة الإناث من مستخدمى الإنترنت فى إفريقيا لا تتعدى 34٪.
واكدت الدكتورة أمانى أبو زيد أن سد الفجوة الرقمية بين الجنسين مهم لأسباب عديدة، حيث تحد هذه التفاوتات من وصول المرأة إلى مجموعة كاملة من الفرص التى توفرها الرقمنة، وان القدرة على تحمل التكاليف لزيادة الاستخدام أمر ضرورى أيضًا.
وأضافت مفوضة الاتحاد الافريقى : " نحن بحاجة إلى تسريع رحلة التحول الرقمى فى إفريقيا بينما نتحرك معًا فى نفس الوقت كقارة دون أن نتخلف عن الركب العالمي"
ومن ناحية، أخرى نظرًا لأن الأزمات العالمية الحالية لها تأثيرات خطيرة على إفريقيا، اعتبرت الدكتورة أمانى أبو زيد أنه يمكن للرقمنة أن تمكّن من التحول الاقتصادى نحو مسار نمو أخضر وقادر على الصمود وشامل، مشيره إلى أن العلاقة بين التحول الرقمى والمناخ والأمن الغذائى وأمن الطاقة تعتبر ذات أهمية قصوى نظرًا للتأثيرات الخطيرة على إفريقيا بسبب الأزمات العالمية الحالية، وقالت " لذلك هناك حاجة ملحة لتوسيع نطاق الوصول إلى التقنيات الرقمية الذكية للمناخ والخدمات المرتبطة بالبيانات فى جميع القطاعات، على المستوى القارى .
ولفتت الدكتورة أمانى أبو زيد إلى أن مفوضية الاتحاد الأفريقى تعمل على تطوير سياق السياسات والاستراتيجيات حول الرقمنة، حيث تم تطوير استراتيجية التحول الرقمى لأفريقيا واعتمادها كاستراتيجية شاملة وتحدد رؤية للتحول الرقمى فى إفريقيا.
وقالت " بينما تؤكد معظم الاستراتيجيات الرقمية الوطنية على المزايا الاجتماعية والاقتصادية للرقمنة، فإن كل دولة تواجه تحديات ومستويات مختلفة من التطور الرقمي.
وأوضحت أنه تحقيقا لهذه الغاية، وكجزء من تنفيذ استراتيجية التحول الرقمى لأفريقيا، شرعت مفوضية الاتحاد الأفريقى فى تطوير أطر قارية شاملة لتسهيل التنسيق القاري، وقالت " وتشمل هذه ما يلى ؛ إطار سياسة بيانات الاتحاد الأفريقى، لتسهيل تدفق البيانات عبر القطاعات والحدود مع ضمان خصوصية البيانات وأمنها .
إضافة إلى إطار عمل التشغيل البينى فى الاتحاد الأفريقى للمعرف الرقمى - لبناء وتحديث أنظمة معرف رقمى شاملة وموثوقة وقابلة للتشغيل المتبادل ؛ والإستراتيجية القارية لسوق رقمية واحدة لإنشاء سياسة تمكينية وبيئة تنظيمية مواتية لإنشاء سوق رقمية واحدة فى إفريقيا بما يتماشى مع منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية .
ومن ضمن هذه الأطر وفقا لما ذكرته الدكتورة أمانى أبو زيد تحديث اتفاقية الاتحاد الأفريقى بشأن الأمن السيبرانى وحماية البيانات الشخصية لتوفير إطار عمل للمواءمة الفعالة للأدوات القانونية لأفريقيا فى مجال المعاملات الإلكترونية وحماية البيانات الشخصية والأمن السيبرانى، والاستراتيجيات الرقمية القطاعية فى التعليم والزراعة والصحة والتجارة الإلكترونية، لتسهيل توسيع نطاق الوصول إلى التقنيات الرقمية الذكية والخدمات المرتبطة بالبيانات فى جميع القطاعات، التمكين الرقمى للمرأة و دعم المزيد من النساء فى مراكز السلطة و اتخاذ القرار للمشاركة فى الثورة الصناعية الرابعة.
وفى ثانى أيام القمة، احتفل المشاركون بيوم "الفتيات فى تكنولوجيا المعلومات" Girls in ICT الذى تقيمه منظمة الامم المتحدة للاتصالات ITU، حيث قامت السيدة دورين بوجدن سكرتير عام المنظمة بالقاء كلمة بهذه المناسبة بحضور لفيف من طالبات المدارس فى دولة زيمبابوى و اللاتى تتلقين تدريبات فى مهارات تكنولوجيا المعلومات .
وفى الجلسة الوزارية بهذه المناسبة، ذكرت الدكتورة امانى ابوزيد مفوضة الاتحاد الأفريقى للبنية التحتية و الطاقة و الرقمنة " أن الاتحاد الأفريقى يدعم و يعزز المساواة بين الجنسين على جميع المستويات بما يتماشى مع الهدف 6 من الاستراتيجية الافريقية أجندة 2063 و ذلك فى كافة مشلريع الاتحاد و مبادراته و برامجه، حيث يعمل الاتحاد الأفريقى على تحقيق التوازن بين الجنسين بنسبة 50/50 ويدعم جميع المبادرات الوطنية والإقليمية التى تدعو إلى المشاركة الكاملة النساء والفتيات الأفريقيات فى بناء المجتمع الأفريقى الحديث والاقتصاد الرقمى الشامل من اجل غد مشرق للجميع .
وأكدت مفوضة الطاقة والبنية التحتية والرقمنة بالاتحاد الأفريقى أن تحسين حياة وفرص النساء والفتيات يعد هدفًا أساسياً للاتحاد الأفريقى وينعكس ذلك جيدًا فى استراتيجية التحول الرقمى لأفريقيا واستراتيجية الاتحاد الأفريقى للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (GEWE) التى تؤكد على الحاجة إلى خلق بيئة مواتية لتعزيز مشاركة أكبر للنساء والفتيات فى جميع جوانب التحول الرقمى من تطوير السياسات والاستراتيجيات إلى تنفيذ البرامج والمشاريع. وقالت " وتعتبر محو الأمية الرقمية للفتيات ذات أهمية كبيرة وهى تتماشى مع سياسات الاتحاد بشأن تعميم مراعاة المنظور الجنسانى فى هذا القطاع.
وأضافت " فى الوقت الحاضر، يمثل الوصول إلى الأدوات والمحتوى الرقمى عامل تغيير فى اللعبة بالنسبة للمرأة الأفريقية، حيث أنها تعزز الإدماج الاجتماعى والاقتصادى، وتوفر فرص عمل وفرص تعليمية أكبر .
ولفتت الدكتورة أمانى أبو زيد إلى أن مفوضية الاتحاد الأفريقى طرحت العديد من المبادرات التى تدعم تمكين المرأة فى الفضاء الرقمى بما فى ذلك توفير المعرفة والمهارات الرقمية , منها على سبيل المثال: فتح الاتحاد الأفريقى أبواب مقره لأكثر من 250 مدرسة ثانوية للبنات من أديس أبابا للاحتفال بيوم الفتيات فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأوضحت أنه كجزء من الاحتفالات، يتم دعوة اللجان رفيعة المستوى المؤلفة من مرشدات ونماذج يحتذى بها من قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للقطاعين العام والخاص لتبادل الخبرات حول كيفية استخدامهم لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى أنشطتهم التجارية اليومية وإلهام الفتيات الصغيرات فى التنمية. مهاراتهم وقدراتهم الرقمية.
وأشارت إلى تعاون مفوضية الاتحاد الأفريقى مع الاتحاد الدولى للاتصالات وهيئة الأمم المتحدة للمرأة فى "مبادرة الفتيات الأفريقيات يمكنهن البرمجة (AGCC)" التى تهدف إلى تمكين وتجهيز 2000 امرأة وفتاة أفريقية بين 17 و 25 عامًا بالمهارات والكفاءات اللازمة لترميز وتطوير تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. والحلول.
وقالت " حتى الآن، أقيمت العديد من المعسكرات الرقمية فى جميع أنحاء القارة واستضافت الجامعة الأمريكية بالقاهرة اثنين منها.
كما أنشأت مفوضية الاتحاد الأفريقى شبكة النساء الأفريقيات من أجل البنية التحتية (AWIN) فى عام 2019، وتهدف هذه المبادرة إلى توجيه مشاركة الدول الأعضاء فى حوارات السياسات لتعزيز مشاركة المرأة فى الثورة الصناعية الرابعة باعتبارها أفضل طريقة لإخراج الفتيات والنساء من القطاع غير الرسمي. .
وأطلق المركز الدولى للاتحاد الأفريقى لتعليم الفتيات والنساء فى إفريقيا (AU / CIEFFA) فى عام 2019 مبادرة تهدف إلى الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لإعادة دمج الفتيات خارج المدارس من خلال إزالة الحواجز التى تحول دون جودة التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية.
وقالت الدكتورة أمانى أبو زيد " علاوة على ذلك، شارك AU / CIEFFA فى تعاون استراتيجى بين القطاع الخاص والمجتمع المدنى وشركاء التنمية والحكومات الأفريقية لإصلاح أنظمة التعليم والدعوة إلى مراعاة خصوصية الفتيات والشابات من خلال سياسات مستجيبة للنوع الاجتماعى تعزز تعميم مراعاة المنظور الجنسانى فى التعليم وسياسات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كوسيلة لكسر الصور النمطية التى تعيق مشاركة الفتيات فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات , لتمكين الفتيات الأفريقيات من المشاركة فى تشكيل المستقبل الرقمى لأفريقيا من خلال لعب دور قيادى ليس فقط كمستخدمين نشطين ولكن أيضًا كمبدعين لتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمحتوى الذى يستجيب لاحتياجات أفريقيا
جدير بالذكر أن هذه هى المرة العاشرة التى تنعقد فيها قمة "التحول الرقمى فى افريقيا" و هى المرة الأولى التى تنعقد فى فيكتريا فولز بزيمبابوى، و ليس فى كيجالى برواندا مما فى المرات السابقة، و فى هذه النسخة العاشرة، حضر القمة ٥ رؤساء دول، 44 وزير و 4000 مشارك من 91 دولة.