قال الدكتور حسن الصغير، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر، إن للأزمات وقعا شديدا على الإنسان ومعها قد تتداخل الخطوط وتتعثر الخطوات حينها يحتاج الناس إلى كلمة سواء تجمع ولا تفرق، وتقدم قيمة المصلحة العامة على الخاصة، وتستنهض الهمم للعمل وتواجه العقول للفهم والوعي، وترشد الناس إلى مستقبلهم، انطلاقا من تعاليم ديننا الحنيف وتعلي قيمة العلم وترفع راية العمل في إطار ضروريات الإسلام من حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال.
وأضاف الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر، خلال كلمته بالمؤتمر العلمي الدولي الخامس لكلية الإعلام بجامعة الأزهر، والذي جاء تحت عنوان" الإعلام الرقمي وإدارة الأزمات"، أن الإسلام عنده من المرونة ما جعله يقبل كل جديد نافع، فالثقافة الإسلامية تمتلك خاصية العالمية والانفتاح على الآخر؛ لأنها رسالة الله إلى الناس جميعا، وقد استوعبت رسالة الإسلام الأزمان في تعاقبها والأمكنة على اختلافها، والأحوال بكل نوازلها، وحقق المسلمون معادلة "التحدي والاستجابة" لكل جديد ونافع من العلوم والفنون والتقنيات المستحدثة في كل عصر.
وبيّن الدكتور الصغير أنه فيما يتعلق بالإعلام الرقمي فإننا أمام تكنولوجيا ثقافية معقدة تتطور بشكل مستمر، وقد غيرت التقنيات نظم المعرفة والتلقي ونظم التواصل الأفقي، هذه الوسائل الجديدة ليست مجرد قنوات محايدة إنما هي "أيدلوجيا " جديدة وطريقة لمعرفة جديدة، ولم يعد بمقدرونا التفكير في الإنسان بمعزل عن الآلة، مبينا أن من أهم خصائص الإعلام الرقمي التشاركية والتفاعلية والانتشار وهذا يطرح أزمات جديدة قبل أن يُسهم في حل أزمات قائمة بالفعل.
واختتم الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر كلمته بأن من أهم أدوار الإعلام الهادف مكافحة تأثير حروب المعلومات واستهداف المجتمعات والرد على المهاجمين، ودحر الشائعات و مقاومة الحرب النفسية التي تستهدف الشخصية في معتقداتها وروحها ومقدراتها، كما أن الإعلام الرقمي عليه دور مهم وخطير وهو مكافحة التطرف والإرهاب الفكري والمعنوي والعقائدي والنفسي، من أجل المحافظة على الروح المعنوية، وكسب الرأي العام العالمي لقضايا المسلمين، كما أننا بحاجة إلى تفعيل مفاهيم ومناهج التربية الإعلامية الرقمية بحيث يتحول الفرد إلى ناقد ومحلل يحسن انتقاء ما يستخدمه من مضامين.