ألقى الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى رئيساللجنة الوطنية المصرية لليونسكووممثل مصر فى المجلس التنفيذى لليونسكو اليوم الإثنين، كلمة جمهورية مصر العربية أمام المجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو فى دورته (216)، بحضور أودرى أزولاى المديرالعام لمنظمة اليونسكو، والسفير سانتياجو إرازابال موراو رئيس المؤتمر العام لليونسكو فى دورته الـ41، والسيدة تامارا راستوفاك، رئيسة المجلس التنفيذى للمنظمة الدولية، والسفير علاء الدين يوسف سفير مصر بفرنسا والمندوب الدائم لمصر لدى اليونسكو، والدكتور محمد سمير حمزة القائم بأعمال رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات والمُشرف على اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، وبمشاركة العديد من سفراء ومُمثلى الدول الأعضاء، وذلك بمقر اليونسكو بباريس.
وخلال كلمته، أعلن الوزير تأييد مصر لبيان كل من: المجموعة العربية الذى ألقاه المندوب الدائم لدولة الكويت، وبيان المجموعة الإفريقية الذى ألقاه المندوب الدائم لجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكذلك بيان مجموعة عدم الانحياز الذى ألقاه المندوب الدائم لجمهورية أذربيجان لدى المنظمة.
وأشار الدكتور أيمن عاشور إلى أن الأشهر الماضية شهدت منذ انعقاد الدورة الأخيرة لهذا المجلس خطوات بالغة الأهمية على صعيد توطيد علاقات التعاون المُثمرة بين مصر واليونسكو، من بينها إعلان المنظمة دعمها لمبادرة "التكيُّف والصمود فى مجال المياه" AWAReالتى أطلقتها مصر على هامش الدورة السابعة والعشرين لمؤتمرCOP 27الذى عُقد بمدينة شرم الشيخ فى نوفمبر 2022، وتسجيل الاحتفالات المُرتبطة برحلة العائلة المقدسة مؤخرًا على قوائم اتفاقية 2003، مشيرًا إلى أن تلك العلاقات الفريدة بين مصر ومنظمة اليونسكو يمتد تاريخها للإسهامات المصرية فى صياغة الميثاق المُنشئ، مرورًا بحملة إنقاذ معابد النوبة، والتى تُعد أكبر قصة نجاح للمنظمة، وألهمت المجتمع الدولى لصياغة اتفاقية حماية التراث الطبيعى والثقافي.
ونوه الوزير إلى المؤتمر الصحفى الذى عقده رئيس مجلس الوزراء يوم 4 أبريل الماضى، والذى أُعلن فيه عن ترشيح د. خالد العنانى وزير السياحة والآثار السابق لمنصب مدير عام المنظمة، وما أوضحه سيادته من أن الترشيح يأتى استنادًا لمؤهلاته وإنجازاته الأكاديمية والتنفيذية الملموسة، وإسهاماته الكبيرة والقيّمة، على الصعيدين الوطنى والدولى، فى العلوم والتربية والثقافة، والتى تُعد أيضًا نتاجًا لخبراته المًمتدة لأكثر من 30 عامًا فى التدريس الجامعى، والبحث العلمى، وعلوم المصريات، والآثار والتراث والمتاحف والسياحة، بخلاف أنشطته وإسهاماته بالعديد من كُبرى الجامعات والمؤسسات البحثية والعلمية داخل وخارج مصر.
وأكد د. أيمن عاشور أن هذا الترشيح يتوافق مع دور مصر النشط ومُساهماتها فى صياغة العديد من المبادرات لتعزيز دور لمنظمة، كالمبادرات والقرارات التوافقية الأخيرة المرتبطة بمحاربة الإتجار غير المشروع فى الممتلكات الثقافية فى إطار رئاسة مصر للجنة الفرعية لاتفاقية 1970، والدور الذى اضطلعت به مصر فى صياغة الاستراتيجية التنفيذية لأولوية إفريقيا، لاسيما فى قطاع الثقافة وتطوير القدرات الإفريقية فى مجالى استرداد المُمتلكات الثقافية وصون التراث الثقافى، فضلًا عن قرار تفعيل دور اليونسكو فى المحيطات، بخلاف القرارات العديدة التى شاركت مصر فى صياغتها بالتعاون مع وفود الدول الأعضاء.
ولفت الوزير إلى أن موعد هذه الدورة يأتى وسط مهام وتحديات جِسام تواجهها المنظمة على نحو يقتضى حشد كل الجهود من أجل تدعيم دورها الرائد وتمكينها من إنفاذه بكفاءة وفاعلية، سعيًا إلى تحقيق الأهداف التنموية المنوطة بها، مشيرًا إلى أن مصر ترى أن تعزيز ذلك الدور البالغ الأهمية لليونسكو ينبغى أن يتأسس على دُعامات رئيسية، وهى التوافق بين الدول الأعضاء حول استراتيجيات وخطط المنظمة مع الالتزام بالطابع الموضوعى البعيد عن أية توجهات أو أغراض سياسية، وكذلك السعى من أجل ضمان استدامة الموارد المالية وترشيد استخدامها لتنفيذ مبادراتها وأنشطتها، وكذا تنسيق المنظمة جهودها مع المنظمات والوكالات الأممية أخرى درءًا لأى ازدواجية فى العمل.
كما أشار الدكتور أيمن عاشور إلى اهتمامنا بتطوير عمل مكتب اليونسكو الإقليمى بالقاهرة فى كافة المجالات، بما فى ذلك قطاع التعليم الذى شرعت مصر فى وضع الخطط والبرامج التنموية الرامية إلى تعزيز عملية التنمية المُستدامة الشاملة، وقامت الحكومة المصرية منذ سنوات بتطوير نظام تعليمى وتدريبى عالى الجودة يوفر المهارات اللازمة للطلاب والمتدربين للتفكير بشكل إبداعى، لافتًا إلى الدولة أولت اهتمامًا كبيرًا لتطوير منظومة التعليم الجامعى من خلال التوسع فى إنشاء الجامعات والتخصصات غير التقليدية كالذكاء الاصطناعى والطاقة النظيفة، فضلًا عن زيادة المُكون التكنولوجى وتبنى التعليم الهجين وتطوير آليات تقييم الطلاب.
ونوه الوزير إلى أنه فى ضوء التطورات الميدانية التى تمر بها جمهورية السودان فى الوقت الراهن، يدعو وفد مصر الأمانة إلى تأجيل تطبيق عملية إعادة هيكلة مكتبها الإقليمى بالقاهرة، لحين استقرار الأوضاع فى السودان، وإعادة تقييم الموقف الميدانى، مع قيام المنظمة فى ذات الوقت بتدعيم المكتب بالموارد البشرية اللازمة من أجل ضمان استمرار عمله بالكفاءة المطلوبة فى مجالات اختصاصه الموضوعية والجغرافية، على ضوء تعليق عمل مكتب المنظمة بالخرطوم وإجلاء أفراده.