قال الدكتور عبد الفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين سابقا: إن المتشددين الذين يحكمون بالكفر على الأفراد والمجتمعات فهموا فواصل الآيات فهمًا خاطئا، ونزعوها من سياقها العام ، مثال ذلك آيات سورة المائدة" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم ..." وهذا استدلال خاطئ للنص الشريف ، فالمتدبر لآيات الذكر الحكيم حينما يريد فهما صحيحا فلابد أن يراعى سياق الآية فى عمومها، وأسباب نزولها ،وفيمن نزلت مع مراعاة سابقها ولاحقها إلى جانب بقية القواعد التى تطبق للفهم الصحيح للنص الشريف.
جاء ذلك خلال محاضرته بعنوان "ظاهرة التكفير فى الجماعات الإسلامية" لأئمة وخطباء دولة بنين المشاركين بالدورة الشرعية المكثفة خلال الشهر الجارى بمقر المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب.
وأضاف أن هؤلاء المتشددين ركبوا متن الشطط فى فهمهم الخاطئ دون الالتفات إلى الدلالات المعرفية والشرعية والبلاغية فى القرآن الكريم، وفى إدراك عمق ماتقصده الآيات الكريمة، بل إنهم جعلوا من فهومهم الخاطئة معيارا يقاس به صحه الإيمان وسلامة العبادات والمعاملات، وهذا هو الشطط بعينه
ووجه المتدربون مجموعة من الأسئلة التى تتعلق بالإيمان الصحيح ومصطلح الكفر الذى شاع على ألسنة المتطرفين، وأجاب عليها دكتور العوارى بما يوضح سماحة الإسلام ووسطيته، ووجه نصيحته إليهم بأن يكونوا على حذر من المتطرفين، وأن يصححوا أفكار شباب بلادهم من الشبهات والمغالطات التى يحاول المتشددون بث سمومهم فى عقولهم حفاظا على الأفراد وعلى المجتمع.