قال الدكتور شوقى علام –مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم: "إن مصر حريصة على الآنفتاح على العالم وتمد يدها للتعأون مع الدول الأوربية بما يحقق المصلحة المشتركة ويعزز من السلم العالمي".
وأضاف أن العلاقات المصرية الصربية علاقات ممتدة ومتينة، وسنعمل على تعزيزها، مبديًا تطلعه إلى زيارة الرئيس الصربى ووزير الخارجية المرتقبة لمصر.
وأضاف أنه لا غِنى عن التعأون والحوار والتواصل بين الأمم والشعوب، وأتباع الأديان والثقافات داخل الوطن الوأحد وخارجه، فالعيش المشترك وتطبيق مبادئ المواطنة الكاملة له أهمية كبيرة، وهو يجب أن نعمل على تكريسه وتعزيزه فى مجتمعاتنا فى ظل التحديات المتلاحقة التى يواجهها العالم، مؤكدًا أن القيادة السياسية المصرية حريصة أشد الحرص على تكريس مبادئ المواطنة والعيش المشترك والوئام وسيادة القانون.
جاء ذلك خلال لقاء المفتى مع "إيفيتسا داتشيتش" النائب الأول لرئيسة وزراء صربيا، والذى يشغل كذلك منصب وزير خارجية صربيا، ضمن لقاءات زيارته الرسمية إلى بلجراد التى بدأت اليوم وتستمر حتى 9 من يونيو.
وأشار مفتى الجمهورية إلى أن الأديان كلها تسعى لمصلحة الإنسان واستقرار المجتمعات، حتى إن الشريعة الإسلامية وضعت مقاصد عُليا تسعى لتحقيقها، وجميعها يؤدى إلى صلاح الإنسان واستقرار المجتمع.
وأضاف المفتى أن مصر خاضت حربًا ضروسًا ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة، ونجحت على كافة الأصعدة فى اجتثاث جذوره ومحاربة جماعات الإسلام السياسى التى أضرت بالقيم الدينية، مؤكدًا أنَّ جماعة الإخوان الإرهابية هى الأم الحاضنة للجماعات الإرهابية ولا يمثلون الدين الإسلامي.
وعرض خلال اللقاء ما تقوم به دار الإفتاء المصرية من جهود حثيثة لتفكيك الأفكار المتطرفة والرد عليها بشكل علمى لتحصين الشباب من الوقوع فى براثن التطرف، مشيرًا إلى أن الجماعات المتطرفة فى العقود الأخيرة نشرت فتأوى مغلوطة تعمق من روح الصدام والكراهية؛ مما تسبب فى نشر الإرهاب والخوف من الإسلام لدى كثير ممن لم يقرأ ويعرف حقيقة الإسلام؛ لذا حرصت دار الإفتاء على مواجهة هذه الأفكار والرد عليها.
من جانبه أكد وزير الخارجية، "إيفيتسا داتشيتش"، النائب الأول لرئيسة وزراء صربيا، أنَّ مصر دولة محورية ومؤثرة على الصعيد الإقليمى والدولي، وأن زيارة الرئيس السيسى لصربيا مؤخرًا دشنت لمرحلة جديدة من العلاقات الصربية المصرية.
وأضاف أن العلاقات المصرية الصربية علاقات متميزة؛ لأنها ترتكز على التفاهم والتعأون المثمر على كافة الأصعدة، ونحن نعمل على تطوير هذه العلاقات وتبادل الخبرات فى كافة المجالات.
وقال وزير الخارجية الصربي: "تربطنى بمصر علاقة محبة وثيقة، وأنتوى زيارة مصر قريبًا رفقة رئيس الجمهورية"، مبديًا اعتزازه بزيارة مفتى الجمهورية لبلجراد، والذى يعد أحد أهم القيادات الدينية الوسطية فى العالم.
وأكد أن الشعب الصربى باختلاف طوائفه يعيش فى وئام كنسيج وأحد، فجميعهم مواطنون متسأوون فى الحقوق والواجبات، وأضاف: التنوع الدينى فى الشعب الصربى ثروة حقيقية، ونحن نسعى جاهدين للحفاظ على التعايش السلمى وتعزيز الوحدة الوطنية.