قالت الدكتورة نفين القباج ، وزيرة التضامن الاجتماعي ،إن المجتمع المدني هو عصب قوة في مصر ، وهو من أهم مقومات الدولة الحديثة التي تنشأ على مبادئ المواطنة والمشاركة واحترام الآخر.
وأكدت خلال افتتاح مؤتمر " المجتمع المدنى .. نحو شراكة فعالة بالجمهورية الجديدة" بمكتبة الإسكندرية اليوم ، أن المجتمع المدني شهد مؤخرًا انطلاقة كبيرة من قيادة سياسية حكيمة وواعية، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية عام 2022 عاماً للمجتمع المدني، داعياً مؤسساته للتحرك والانطلاق، وتعميق الشراكة مع كافة مؤسسات الدولة، من أجل تحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات.
وأضافت أنه بالشراكة بين وزارة التضامن الاجتماعي ومكتبة الإسكندرية، تم تنظيم مؤتمراً هاماً في العام الماضي، تناول أوضاع المجتمع المدني في الجمهورية الجديدة، وناقش التحديات التي يواجهها من أجل التطوير والاستمرارية والتأثير في تنمية المجتمع. وقد أنتجت الحوارات المهمة لهذا المؤتمر مجموعة من المقترحات، أخذتها وزارة التضامن الاجتماعي بعين الاعتبار ووضعتها محلًا للدراسة والتنفيذ.
وأفادت القباج أن رؤية وزارة التضامن الاجتماعي في الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني، تعتمد على عدد من الأسس أهمها استقلالية المجتمع المدني، وقدرته على وضع أجندة أولوياته بما يتناسب مع احتياجات المجتمع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وبما يتلاءم مع الظروف الوطنية في كل مرحلة.
وتحدثت القباج عن مجموعة من التطورات والإنجازات التي تحققت في عمل المجتمع المدني، حيث أشادت بقدرة المجتمع المدني على تقديم نماذج ثقافية ملهمة، وقدرته الفعالة على الوصول للمجتمعات المحلية. وأضافت: "سعداء بالجمعيات الشبابية، فهي تقدم نماذج ملهمة استطاعت أن تحدث وتجدد في دماء المجتمع المدني".
وأشارت إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي طورت آليات الشراكة مع المجتمع المدني في إطار عدد من المحاور منها إطار قانوني مشجع، حيث اعتمدت فلسفة قانون الجمعيات الأهلية 149 لعام 2019 ولائحته التنفيذية على تعزيز الشراكة بين الدولة والجمعيات الاهلية. كما تم ميكنة منظومة العمل الأهلي بما يتيح سهولة الوصول إلى المعرفة، وتبادل المعلومات الخاصة بالعمل الأهلي في مصر، وتسهيل كافة الإجراءات والخدمات الداعمة له، وتحقيق أعلى مستوى من الشفافية المبنية على المعلومات والمعرفة.
وأوضحت القباج أنه تم تطوير الشراكات مع مؤسسات المجتمع الأهلي، حيث تعتمد وزارة التضامن الاجتماعي بشكل أساسي على الجمعيات الأهلية في إدارة العديد من الخدمات التابعة للوزارة، مشيرة إلى أنه مع أزمة وباء كورونا الممتدة من (2020- 2022) قد طور نوع آخر من أنواع الشراكات المهمة ألا وهو "شراكة الاستجابة للأزمات"، وهو نموذج ليس له سوابق في الشراكة بين الحكومة ومؤسسات العمل الأهلي في الزمن المعاصر، نظراً لعدم وجود خبرات صحية أو مجتمعية سابقة في التعامل مع مثل هذا النوع من الأوبئة، ونظرا لطول المدة وتنوع الأزمات الناشئة عنه، كما أنه في إطار التجربة الإنسانية المؤلمة التي يعيشها أشقاؤنا السودانيون، فإن الدروس المستفادة من " شراكة الاستجابة للازمات" قد ساهمت بشكل كبير في سرعة وكفاءة الاستجابة لاحتياجات الوافدين السودانيين والتخفيف عنهم.
وأكدت أنه في إطار تطوير الشراكات مع المؤسسات العمل الأهلي في مجال التغيير الثقافي الاجتماعي ونشر الوعي المجتمعي الصحيح والتأثير في الرأي العام حول العديد من القضايا والممارسات الاجتماعية السلبية، أطلقت الوزارة العديد من حملات الوعي المجتمعي بالشراكة مع مؤسسات العمل الأهلي والاعلام.
وقال الدكتور سامح فوزي؛ منسق المؤتمر، إن المؤتمر يأتي في إطار التعاون والشراكة بين مكتبة الإسكندرية ووزارة التضامن الاجتماعي، واستكمالًا لمؤتمر مماثل عقد في مطلع نوفمبر الماضي، وتمخض عنه مقترحات وتوصيات عدة. كما يأتي المؤتمر في سياق مبادرة مصر الغد، التي أسسها الدكتور أحمد زايد عقب توليه مديرًا للمكتبة بهدف تسليط الضوء على جهود التنمية، ودور المجتمع المدني في المشاركة والتنمية.
من جانبه، تقدم الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، بالشكر للدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، على الشراكة الفعالة والمثمرة بين المكتبة والوزارة، مثمنًا كافة جهود الوزارة وعملها المميز في تحقيق مفهوم التضامن الاجتماعي في المجتمع المصري.
وأكد زايد أن هذا المؤتمر يأتي ليؤكد على مفهوم الشراكة، فقد استطاعت منظمات المجتمع المدني أن تعمل في دائرة الوسط بين الدولة والمجتمع، وأن تلعب دورًا كبيرًا في تحقيق التضامن الاجتماعي. ولفت إلى أن المؤتمر يسعى للتأكيد على مفهومي التشبيك والشراكة من خلال اكتساب الخبرات ونقلها وسماع الأصوات المختلفة من محافظات مصر المتنوعة في مجال العمل الأهلي.
وأضاف زايد أن معرض منتجات الجمعيات الأهلية المقام على هامش المؤتمر يعكس قدرة المجتمع المدني على عرض خدمات إنتاجية وإبداعية، وتقديم الكثير من الاسهامات التي ترفع شأن المجتمع وتقويه. وأكد أن المجتمع المصري يتمتع بطاقات إبداعية هائلة، لافتًا إلى أن مكتبة الإسكندرية بصدد تنفيذ مشروع لرصد هذه التدفقات والطاقات الإنتاجية التي تساعد المجتمع على تحقيق الدعم والاكتفاء الذاتي.