استضافت وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، للمرة الأولى وفي مقرها بالعاصمة الإدارية الجديدة، الاجتماعات الخاصة بالزيارات القُطرية لفريق عمل منظمة الكوميسا، والتي تُعقد بالوزارة على مدار يومين في إطار المشاورات مع الدولة المصرية لتحسين تنفيذ الأدوات القانونية وقرارات المجلس الوزاري بشأن حرية تنقل الأفراد، كجزء لا يتجزأ من تيسير حركة التجارة في إطار مشروع تيسير التجارة الخاص بالسوق المشتركة للشرق والجنوب الإفريقي.
وشارك في هذه الاجتماعات عدد من ممثلي الجهات الوطنية المصرية وهي: وزارات الخارجية والتجارة والصناعة والعمل والعدل، وكذلك الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وذلك إلى جانب أعضاء فريق عمل الكوميسا.
وفي مستهل الجلسة الافتتاحية، رحبت السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، بكل أعضاء فريق عمل الكوميسا، وممثلي الجهات الوطنية المصرية، وأكدت على أن الدولة المصرية منذ أن انضمت إلى تجمع دول الكوميسا في عام 1998، فإنها قد بذلت الكثير من الجهود بهدف زيادة معدلات التعاون الاقتصادي، وتفعيل التكامل الإقليمي بين دول الكوميسا.
وأوضحت وزيرة الهجرة أن هدف زيارة وفد الكوميسا رفيع المستوى هو التشاور ما بين دول الإقليم بشأن إمكانية تطبيق اتفاقيات حرية التنقل والحركة مع دول المنطقة تشجيعا للتجارة البينية وإمكانية تنفيذ القرارات الوزارية ذات الصلة، حيث إن هذه الاتفاقية لم تُطبق بعد إلى أن يتم النظر في إمكانية تفعيلها وتخطي التحديات وأية معوقات في طريق ذلك.
وأكدت الوزيرة على ضرورة تكاتف الدول الإفريقية للتنسيق بين مؤسسات الدول الإفريقية المختلفة المعنية بمكافحة الإرهاب والأعمال غير المشروعة، وتابعت: "في كل الأحوال فإننا نهدف في المقام الأول الى إنجاح عمل منظمة الكوميسا لكونها منظمة تحاكي الإتحاد الأوروبي والمؤسسات الأوروبية ذات الصلة التي تحرص على التنسيق الأسبوعي فيما بينها في دول أوروبا لدعم التجارة والتعاون بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".
من جانبه، رحب جابرييل ماسوكو، منسق برنامج الهجرة بالكوميسا، بالحضور جميعا وتوجه بالشكر لوزارة الهجرة على الضيافة وحفاوة الاستقبال، وقدم عرضَا توضيحيًا موجزًا عن برنامج الزيارات القطرية للكوميسا، كما تلقى عدة أسئلة واستفسارات من الحضور.
وخلال العرض التوضيحي، شرح ماسوكو أن الكوميسا وضعت بروتوكولين وهما البروتوكول المتعلق بالتخفيف التدريجي للتأشيرات وإلغائها في نهاية المطاف، وبروتوكول حرية تنقل الأفراد والخدمة والعمالة والحق في التأسيس والإقامة داخل إقليم الكوميسا من أجل تعزيز التكامل الإقليمي والتنمية، لافتا إلى أنه كان هناك بطء في إضفاء الطابع المحلي وتنفيذ تلك البروتوكولات من قبل الدول الأعضاء بالكوميسا، ولم يتم بعد التوقيع والتصديق على بروتوكول حرية التنقل من جانب غالبية الدول الأعضاء بالكوميسا.
وذكر ماسوكو أن الزيارات القطرية لفريق الكوميسا تسعى إلى مواصلة المشاركة مع الدول الأعضاء بشأن الحاجة إلى التصديق على بروتوكول حرية التنقل، وللاضطلاع بهذه العملية، سيشترك فريق العمل أيضا مع أعضاء المجالس الوطنية والوزارات الحكومية من موريشيوس وإثيوبيا ومدغشقر ومصر وزيمبابوي وزامبيا لتنفيذ الأدوات القانونية والقرارات المتعلقة بحرية تنقل الأفراد في البلاد.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية، تم الاتفاق على أنه من المقرر أن يُعقد اجتماع في شهر أغسطس القادم لوزراء الهجرة والعمل في الدول الأعضاء في الكوميسا، بهدف بحث المزيد من الإجراءات نحو تفعيل البروتوكولات السابق ذكرها.
تجدر الإشارة إلى أن مصر قد ترأست الكوميسا لنحو عامين، وسلمت الرئاسة منذ أيام إلى دولة زامبيا وهي دولة المقر الرئيسي للكوميسا، وقد حققت مصر العديد من الإنجازات في فترة رئاستها للكوميسا والتي قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بإيضاحها في كلمته بمناسبة المشاركة في الدورة الثانية والعشرين للكوميسا التي عقدت الأيام الماضية، وتلك الإنجازات هي:-
أولا: فيما يتعلق بمجال التنمية الاقتصادية أولت مصر اهتماما كبيرا، لتفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية، وتحقيق التناغم بينها وبين اتفاقية التجارة الحرة الثلاثية بين تجمعات «الكوميسا» و«السادك» و«شرق إفريقيا» عبر إجراءات محددة لحث الدول الأعضاء على تنفيذ الإعفاءات الجمركية، وتيسير حركة التبادل التجاري فيما بينها، حيث أسفرت تلك الجهود، عن زيادة الصادرات البينية لدول «الكوميسا» لتصل إلى ١٣ مليار دولار عام ۲۰۲۲، وهي القيمة الأعلى، منذ إنشاء منطقة التجارة الحرة، في إطار التجمع عام ٢٠٠٠ بجانب ارتفاع حجم التبادل التجارى بين مصر ودول الكوميسا في ذات العام إلى أعلى قيمة لها منذ انضمام مصر للكوميسا، ليصل إلى ٤,٣ مليار دولار.
ثانيا: قدمت مصر مبادرة التكامل الصناعي الإقليمي، في إطار استراتيجية التصنيع بالكوميسا ۲۰۱۷ - ٢٠٢٦ والتي تهدف إلى تعميق الإنتاج الصناعى من خلال ربط سلاسل القيمة الإقليمية، وفقا للميزة التنافسية للدول.
ثالثا: ركزت مصر على قطاع البنية التحتية، من خلال تشجيع مشروعات الربط بين الدول الأعضاء ومن أبرزها مشروع الربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط.
رابعا: في مجال التصنيع الدوائي، فقد مصر ،مقترحا، لإنشاء لجنة الصحة بسكرتارية الكوميسا، كما استضافت الدورة الأولى للمؤتمر الطبي الإفريقي لبحث سبل الاستثمار في هذا المجال الحيوي، فضلا عن تزايد الاهتمام الذي وجهته مصر للاستثمار في توطين صناعة الدواء واللقاحات وصولا للإعلان عن تقديم ل ٣٠ مليون جرعة من لقاحات فيروس «كورونا» إلى الدول الإفريقية، وبما يؤكد دور مصر، كمركز إقليمى لتصنيع للقاحات الطبية مصر.
يشار إلى أن الكوميسا COMESA هي اتفاقية السوق المشتركة بين دول الشرق ودول الجنوب الأفريقى، تهدف إلى إلغاء جميع القيود التجارية الموجودة فيما بين دول أعضاء الاتفاقية، وتعد الكوميسا بمثابة دعامة أساسية تجمع بين اقتصاد الدول الأفريقية التي صدر بحقها القرار في قمة أبوجا عام 1991 وجاء بعدها إنشاء الكوميسا عام 1994، وجاء هذا تمهيدًا لإنشاء هذه الدول ما يعرف بالوحدة الاقتصادية فيما بينهم، وتستضيف العاصمة الزامبية لوساكا مقر سكرتارية الكوميسا.