أكد سفير سلوفينيا بالقاهرة ساشو بودلسنيك أهمية مصر كلاعب إقليمي مهم وأهم شريك تجاري لبلاده في إفريقيا وتتقاسم الدولتان إرثا متوسطيا.. مشيرا إلى تشابه المواقف بين مصر وسلوفينيا حيال معظم القضايا في العلاقات الدولية.
وثمن سفير سلوفينيا- في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد بمناسبة ذكري مرور 32 عاما على استقلال سلوفينيا- مواقف وآراء مصر القيمة للغاية ، لا سيما في القضايا مثل عملية السلام في الشرق الأوسط والتطورات الإقليمية الأخرى ، بما في ذلك ليبيا والسودان والقرن الإفريقي وشرق البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف: أن جولة من المشاورات السياسية الدورية عقدت مؤخرا في سلوفينيا حيث ناقش المسئولون المصريون والسلوفينيون رفيعو المستوى، عددًا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ، بما في ذلك تعزيز التعاون في مجالات التجارة والثقافة والأمن والأمن الغذائي.. معربا عن أمله أن تمهد هذه المشاورات الطريق أيضا لزيارة مسئول مصري رفيع المستوى لسلوفينيا بنهاية هذا العام.
وأفاد بأن العلاقات الثنائية شهدت التطورات الإيجابية بتبادل الزيارات رفيعة المستوي بما في ذلك المستوي الرئاسي عام 2016 للقاهرة ، موضحا أن وزيري خارجية كلا البلدين يجتمعان بصفة منتظمة على هامش الأحداث الدولية المختلفة، لافتا إلي دعم كلا البلدين لبعضهما البعض ، وتنفيذ المبادرات خاصة في القضايا مثل الأمن والتنوع البيولوجي .
وأوضح أن سلوفينيا تدعم بقوة التعددية الفعالة والجهود المشتركة من أجل السلام والاستقرار وأنها تتطلع إلى مواصلة العمل، على هذه القضايا مع شركائها مثل مصر وذلك بعد أن توليها المعقد غير الدائم في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بداية من عام 2024 .
وعن التعاون الاقتصادي، قال إن الدورة الأولي للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي عقدت في عام 2019 لاستكشاف مجالات التعاون المحتملة علي مستوي وزيري الخارجية.. مشددا على ضرورة أن توفر الدورة المقبلة للجنة المشتركة الفرصة لبحث بمزيد من التفصيل في كيفية تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وأكد على أهمية بحث للفرص الجديدة للتعاون الثنائي في مجالات الخدمات اللوجستية والإلكترونيات والهندسة الكهربائية ،والطاقات المتجددة والصحة والسياحة والزراعة والري وإدارة المياه والغذاء والصناعات الدفاعية والاستثمار.
وقال بودلسنيك إن التبادل التجاري بين البلدين بلغ رقما قياسيا يقدر ب406 مليون يورو عام 2022 بزيادة تقدر ب106 مليون يورو عام 2021، من بينها صادرات مصرية بقيمة 316 مليون يورو بينما صادرات سلوفينيا لمصر بلغت 90 مليون يورو ، مما يتطلب بذل الجهود لتحقيق التوازن في التجارة الثنائية، مشيرا إلي أن صادرات مصر لسلوفينيا تشمل الوقود المعدني والزيوت و الفواكه والمكسرات والخضروات بينما تستورد من سلوفينيا الأدوية والمنتجات الورقية والآلات ومنتجات الألومنيوم .
وأوضح أن بلاده تولي اهتماما كبيرا بالأمن الغذائي والزراعة المستدامة وحماية التنوع البيولوجي ،و كان إعلان الأمم المتحدة لعام 2017 بشأن اليوم العالمي للنحل الذي يوافق 20 مايو جاء نتيجة لمبادرة سلوفينية والذي ساهم بشكل كبير في زيادة الوعي بأهمية النحل وتعزيز التعاون الدولي لحمايتها، مشيرا إلي بحث التعاون في هذا المجال مع اتحاد النحالين العرب والسلطات المصرية ذات الصلة بهدف الترويج للنحل وتربيته كأحد ركائز الاستدامة البيئية ، وكذلك للتأكيد على الآثار الاقتصادية الإيجابية من خلال دعم التنمية الريفية وخلق فرص العمل وتعزيز السياحة المحلية.
وأفاد بأن مصر تعد واحدة من المقاصد المشهورة للسائحين السلوفينيين الذين يأتون لقضاء إجازاتهم على الشواطئ المصرية ، والتعرف على التراث الثقافي الغني والمعروف عالميا ، مضيفا أن نحو 430ر19 ألف سائح سلوفيني زاروا مصر عام 2022 ، بما يمثل 872ر162 ليلة مبيت ..مشيرا إلي افتتاح القنصلية الفخرية في مدينة الجونة للترويج للسياحة والتجارة بين البلدين .
وأعرب عن أمله في جذب السائحين المصريين لزيارة سلوفينيا في السنوات المقبلة حيث تتمتع بالطبيعة المحفوظة ،وتمتلك إمكانيات جذب متنوعة مثل الغابات دائمة الخضرة ووديان الأنهار والكهوف والتلال الثلجية وغيرها من مظاهر الجذب السياحي .
وحول التعليم والثقافة قال إن جامعة ليوبليانا تبحث مع جامعة عين شمس التعاون على المستوي الأكاديمي ،وكذلك مجال رقمنة التراث الكتابي والحفاظ عليه ، مشيرا إلي تنظيم معرض للنحات السلوفيني بوشتيان كافتيتشتش الشهر الماضي في المتحف الحضارة المصري، و يمثل فنه رابطًا بين التراث الثقافي السلوفيني والمصري.
كما تعتزم الجمعية السلوفينية المصرية تنظيم عدة عروض في مدينتي القاهرة والإسكندرية في وقت لاحق هذا العام للترويج للفولكلور السلوفيني.