استقبل المهندس أسامة كمال رئيس جمعية المهندسين المصرية ووزير البترول والثروة المعدنية الأسبق رفقة المهندس فاروق الحكيم الأمين العام للجمعية ، نيافة الأنبا أرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الارثوذكسي، وصناع الفيلم التسجيلي "بين التلين" في احتفالية خاصة أقامتها الجمعية بمناسبة العرض الخاص الثاني للفيلم ، وذلك فى حضور المهندس سيف أبو النجا رئيس جمعية المعماريين وكبار العلماء وخبراء السياحة وشخصيات عامة ومحبى العمارة والفنون والتراث القبطى.
واستعرض "كمال "الدور التاريخي للجمعية لكونها الذراع العلمي الهندسي للدولة المصرية وأنها بمثابة أكبر تجمع هندسي مهني داخل مصر وإفريقيا والشرق الأوسط ، موضحًا أنها منذ نشأتها بقرار ملكي عام 1920 كانت صاحبة الرأي الأول والأخير في كل المشروعات التي شهدها القطر المصري .
ونوه "كمال" إلى ان نقابة المهندسين ولدت من رحم جمعية المهندسين المصرية بهدف تقديم خدمات اجتماعية للمهندسين ، موضحًا إن الجمعية قد عانت من عصور الظلام والإهمال الجسيم خلال الفترات الماضية واصفًا المبنى حينها ب "الهزيل"، مشددًا على ان المجلس الحالي كان قد عقد العزم منذ توليه قيادة الجمعية على تطويرها على كافة الأصعدة حتى عادت لدورها الريادي من جديد.
وأشاد "رئيس جمعية المهندسين المصرية " بالفيلم التسجيلي" بين التلين" الذى أضاف للحضور الكثير من المعلومات التاريخية الهامة حول الدير ، علاوة على الرؤية والعرض المبهر الذى تضمنه الفيلم ، معبرًا عن شكره لكل من ساهم في اخراج هذا العمل الفني الذي يقدم أيضًا روية لكيفية استثمار دور الدير سياحيًا.
من جانبه أعرب نيافة الأنبا أرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الارثوذكسي عن سعادته بدعوة الجمعية لعرض ومناقشة فيلم بين التلين من الناحية الهندسية وإعادة احياء هذا الآثر التاريخي من قبل المهندسين المصريين الأمناء سواء من المسلمين أو الأقباط ، مؤكدًا على ان المهندسين يعدون ركيزة اساسية في بناء الوطن وترقيته الى أعلى المستويات من النجاح والازدهار .
وأوضح رئيس المركز الثقافي القبطي الارثوذكسي ان دور المهندسين يعتبر حاسمًا في العديد من المجالات ومن بينها المجال الاثري والتاريخي ،من خلال اكتشاف المواقع الاثرية وتصميم وتنفيذ المشروعات اللازمة لحماية هذة المواقع من التلف والتآكل ، مطالبًا جمعية المهندسين المصرية بان تكون منارة مصر للعالم من خلال المزيد من الاكتشافات الجديدة على الأراضي المصرية ونقل هذة الاكتشافات الى العالم بأكمله.
وبدوره قال المهندس فاروق الحكيم الأمين العام لجمعية المهندسين المصرية ، ان الفيلم يجسد اعجاز هندسي بكافة المقاييس ، مشيرًا إلى أنه لم تقتصر أهميته على كونه يحمل قضية علمية وهندسية فقط بل تمتد أهميته باعتباره يتحدث عن مسار العائلة المقدسة وهي قضية تهم الشعب المصري باكلمه.
وطالب " الحكيم" بضرورة ان يقع الدير ضمن مخطط الدولة المصرية والأمم المتحدة سياحيًا كأحد النقاط الهامة للعائلة المقدسة ، وان يتم تسليط الضوء على هذا الدير التاريخي وضرورة تنسيق العديد من الزيارات الخارجيه له .
وشدد "الحكيم " على ان الجمعية حرصت خلال الفترة الماضية على تقديم العديد من الأنشطة المتنوعه والمختلفة ، بالاضافة أيضا الى حرصها على تقديم الخدمات للمهندسين مما يساهم في الارتقاء بالمهنة .
وكانت الاحتفالية قد بدأت بعرض الفيلم التسجيلي "بين التلين "الذى يحاكي الظاهرة الكونية لتعامد الشمس على الثلاثة مذابح بكنيسة الملاك الجليل ميخائيل بدير الملاك بكفر الدير كذلك التاريخ والعمارة والفنون والدور الاثري والتراثي الذي يميز المكان.
إذ أوضح الفيلم عظمة الفن والعمارة في ظاهرة فريدة وهى تعامد الشمس كل عام على مذابح القديسيين في أعيادهم، فتتعامد الشمس على مذبح الملاك الجليل ميخائيل في عيده 19 يونيو، وفي الأول من مايو تتعامد الشمس على مذبح القديس العظيم مار جرجس الروماني فى عيد استشهاده، كما تتعامد الشمس يوم 22 أغسطس على مذبح السيدة العذراء مريم في عيدها.
واستعرض الفيلم مخطوطات ومقتنيات الدير ، ورصد المعالم المعمارية لكنيسة الدير المبنية بالطوب الأحمر والحجارة يسقفها قباب مرتفعة على شكل صليب متساوى الأضلاع على نظام أديرة وادي النطرون، وتضم الكنيسة مدافن الرهبان الآباء القدامى وبئر قديم من أيام الملك شيشنق واللقان الأثري الذي يعود إلى القرن الرابع الميلادي المستخدم فى أعياد خميس العهد وعيد الغطاس وعيد الرسل.
وفي ختام الحفل تم تكريم نيافة الأنبا أرميا من قبل رئيس الجمعية وأمينها العام نظير الدور الذي يقوم به المركز الثقافي القبطي الارثوذكسي في تعزيز الثقافة والوعي داخل المجتمع المصري.