قال الشيخ مظهر شاهين أمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن شعائر الإسلام تميزت بالوسطية، وأنها تحمل بين طياتها أخلاقيات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذى أرسله الله عز وجل ليتمم به مكارم الأخلاق، فالصلاة يجب أن ينعكس أثرها على المؤمن المصلى فى أخلاقياته وتعاملاته، فحينما يقبل الإنسان على الله مصليا يتعرض لشحنة إيمانية، وعندما يخرج ليتعامل مع الناس فينعكس أثر الشحنة على تعاملاته وأخلاقياته.
وأضاف مظهر شاهين خلال خطبة الجمعة بعنوان "الحج مدرسة أخلاقية"، أن الحج مدرسة أخلاقية كفيلة بتهذيب أخلاق الأمة إذا ما التزم المسلمون بتطبيق ما فيها من شعائر وما تحمله من رسائل أخلاقية، كما أن الصلاة مدرسة أخلاقية إذا التزم الإنسان بآدابها، لأن الذى يحافظ على صلاته دون أن ينعكس أثرها على تعاملاته مع الناس كأنه لم يصل، لأن الله لا يستفيد شيئا من قيامه وسجوده، وإنما المستفيد هم عباد الله، وأن كلا من الصيام والزكاة يمثلان شحنة إيمانية، فيجب أن ينعكس أثرها على أخلاقيات المؤمن بعد ذلك، حيث قال تعالى "فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج "، أى أن مغفرة الله تعالى للمؤمن مرهونة بأن يلتزم بأخلاقيات الإسلام وهو يؤدى تلك المناسك.
وأشار شاهين إلى أن الإنسان يحج إلى بيت الله الحرام لوجه الله وليس للناس، ولا ليتباهى على الناس وحتى لا يقال إنه حج وأدى المناسك، فيجب مراعاة أن يكون الإخلاص لوجه الله تعالى عند أداء الحج، وأنه على الإنسان أن يجمع بين الدنيا والآخرة وأن يوازن بينهما، مشددا على ضرورة أن يكون الإنفاق على الشعائر أو المناسك التى شرعها الله، وأن يكون من مال حلال، حيث قال رسول الله (ص) "إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ".
وأكد شاهين أن الله تعالى نهى عن الرفث والفسوق والسباب والشتائم والجدال فى الحج على الرغم من الناس يتزاحمون فى مكان واحد وأعدادهم بالملايين، ومدعاة الجدال موجودة ومتوفرة، ولكن الله تعالى أراد أن يعلم المؤمنين كيف يتحملون ويصبرون .
وأوضح شاهين أن من حكمة الله تعالى أنه فرض الحج على من يستطيع، فغير المستطيع إذا صدق النية مع الله ونوى الحج عندما يرزقه الله الصحة والمال فى المستقبل، فالله يكتب الثواب بنيته الصادقة وتلك رحمة واسعة.
ودعا شاهين، الله تعالى أن يحفظ مصر وبلاد الحرمين وسائر بلاد المسلمين وينصرهم على أعدائهم.