اتخذ قدماء المصريين وادى النيل سكنا لهم، حيث وفرة المياه وتعلموا الزراعة وشيدوا معابدهم الضخمة وأقاموا الأسواق التجارية، كما استخدموا القمح وهو أشهر منتجاتهم الزراعية فى ذلك الوقت مقياسا وأداة للمبادلة فى المعاملات بالأسواق بعد أن واجهتهم صعوبات فى المقايضة بالسلع دون استخدام وسيط للمبادلة.
النقود بمفهومها الحديث لم تكن معروفة فى مصر الفرعونية، وكانوا يتخذون بعض أنواع المكاييل للتعبير عن أسعار السلع بطرق مختلفة لذلك.
ويوضح المهندس مجدى حنفى، عضو الجمعية العالمية للبنكنوت "IBNS"، وحدات المكيال التى كانت تستعمل لوضع أسعار السلع فى زمن مصر الفرعونية فى السطور التالية.
الدبن
الدبن أكثر وحدة استعملها المصريون القدماء فى تقدير السلع ذلك لكونه له وزن معين من النحاس أحيانا من الفضة ونادرا من الذهب، كما أن أغلب الدراسات تشير إلى أن أصل معنى مصطلح "الدبن" حلقة معدنية.
السينور أو الشعتى
السينور أو ما يطلق عليه شعتى هو ثانى وحدة لتقدير السلع استعملها المصريون القدماء للتعبير عن الأسعار، وذلك بمقارنتها بقيمة سلعة، ووزنه كان يعادل 12/1 ومن الدبن أو 7.6 جرام.
وقد وجد العلماء السينور مرسوما على جدران المعابد والمقابر، واختلفوا فى توضيح معنى المصطلح، حيث رأى البعض منهم أن معنى كلمة شعتى "أرغفة الخبز"، والبعض الآخر أرجع معناه بطاسة غسيل الوجه واليدين.
ويؤكد العالم ياورسلاف تشرنى فى تقرير أن السينور عبارة عن قطعة معدنية مستديرة ومسطحة تعادل 12/1 من الفضة بحوالى 7.6 جرام.
الهن
الهن وحدة ذات قيمة ومقاس يعادل 0.48 من اللتر قيمته يعادل 6/1 واحد شعتى أو سنيو، ويعتمد الهن المكيال من زيت السمسم، كما يقال إنه كان يعادل 1 دبن من النحاس.
الخار
الخار أحد الوحدات التى تعبر عن الأسعار فقد كان مكيالا للحبوب من القمح أو الشعير، وهو ما يعادل 76.88 لتر وينقسم إلى 4 ويبة، وتترجم كلمة خار (KHAR) بحقيبة أو غرارة أو جوال وكانت قيمته 2 دبن.
وكان يذكر الدبن والشعتى والخار معا فى الوثائق التى تعود إلى رمسيس الثالث وحتى عهد رمسيس الخامس.
الحقات
هو مكيال للحبوب كثيرا ما يذكر فى الحوارات التى كانت تجرى بين البائعين والمشترين والمسجلة فى مناظر الأسواق فى الدولة القديمة، فكان التاجر يعرض بضاعته بـ"الحقات"، ويبدو أنه كان يستعمل للسلع والمنتجات ذات القيم المنخفضة.