منحت جامعة اللغات والثقافة ببكين أمس الجمعة سفير مصر لدى الصين مجدى عامر الدكتوراة الفخرية ولقب مستشار بمركز الدراسات العربية بالجامعة تقديرا لمساهماته فى تعزيز العلاقات بين مصر والصين على كافة الأصعدة، خاصة فى مجال التربية والتعليم.
وتسلم السفير عامر شهادة الاستاذية وكذلك شهادة العضوية الفخرية باللجنة الأكاديمية بمركز الدراسات العربية بالجامعة فى احتفال أقيم خصيصا بمقر الجامعة تكريما له حضره رئيس الجامعة الدكتور توى سى ليان وعميد كلية الدراسات العربية الدكتور لوه لين ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والطلبة بالكلية وأعضاء السفارة المصرية ببكين.
وقال عامر إن هذا التكريم يعد تكريما لمصر فى شخصه، معربا فى كلمة ألقاها على الحضور عن الامتنان والاعتزاز لمنحه هذا اللقب، وهنأ خلال تكريمه الجامعة بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لإنشائها -والموافق يوم تكريمه- معبرا عن سعادته وأعضاء السفارة المصرية بالتواجد بين أساتذة وطلبة الجامعة فى هذا اليوم لمشاركتهم فى احتفالاتهم.
وأوضح أن منحه درجة الدكتوراة الفخرية ستساعد على تقوية العلاقات بين الجامعة والجامعات المصرية فى المستقبل، وتنفيذ خطوات مشروع إقامة المعهد الصينى المصرى الذى يجرى الإعداد له حاليا، والذى سيأخذ دفعة قوية فى المستقبل القريب حتى يظهر، حيث سيحتضنه الحى التعليمى الدولى لجامعة بكين للغات والثقافة فى مدينة دونغ داى خه بمقاطعة لياونينغ الصينية.
وهنأ كذلك الشعب الصينى على النجاح الباهر لقمة العشرين التى اختتمت مؤخرا فى مدينة هانجتشو، والتى شاركت فيها مصر بدعوة من الرئيس الصينى شى جين بينغ وجهها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي ليكون أحد ضيوف الشرف، مضيفا أن هذا النجاح لم يكن فقط فى تنظيم القمة، ولكن فى إظهار مدى الحكمة الصينية فى التعامل مع المشاكل الدولية القائمة حاليا.
وأكد عامر أن مشاركة مصر والتى تعد الأولى لها فى قمم مجموعة العشرين كانت فعالة وقوية، وأظهرت مدى عمق العلاقات بين مصر والصين، خاصة وأن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت الثالثة خلال عامين، وبالتالى كان حضوره كضيف شرف للقمة عنوان وأكد على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين.
وأشار عامر إلى اتساع نطاق العلاقات بين مصر والصين فى السنوات الأخيرة، لتمتد إلى العديد من القطاعات، سواء كان فى مجال المشروعات أو مجالات التعاون المختلفة والتى تدخل ضمنها التعاون الفضائى والتعليم الفنى والتعليم العالى الذى شهد طفرة كبيرة بين البلدين خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح أن هناك عددا كبيرا من الطلبة المصريين يدرسون فى الجامعات الصينية ومنها جامعة اللغات والترجمة ببكين التى يبلغ عدد الطلبة المصريين بها نصف عدد الدارسين من الطلبة العرب.
وأعرب عن تقديره لقيام الصين بمنح عدد متزايد من المنح للطلبة المصريين سواء فى دراسة اللغة الصينية أو مجال الدراسات العليا.
وأشاد بالتبادل المتزايد على المستوى الأكاديمى بين الجامعات الصينية والمصرية والذى من المتوقع أن يزداد أكثر عندما يفتح المعهد الصينى المصرى أبوابه، وكذلك عندما يرى المشروع الوليد لإنشاء جامعة مصرية صينية فى مصر النور فى وقت قريب.
من جانبه، هنأ رئيس جامعة اللغات والترجمة ببكين السفير المصرى على حصوله على الدكتوراة الفخرية فى يوم مهم بالنسبة للجامعة، والموافق الذكرى الرابعة والخمسين على إنشائها، والموافق أيضا عشية احتفال الدولة الصينية بعيد المعلم.
وتقدم بتهنئة خالصة إلى مصر بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك، معربا عن اعتزازه بالعلاقات المصرية الصينية، وسعادته بما شهدته من تقدم خلال الفترة الأخيرة فى شتى المجالات خاصة فى القطاع التعليمى.
ووصف رئيس الجامعة مصر بالشريك الاستراتيجى للصين، ولفت إلى أنه تعد محطة هامة جدا فى مبادرة طريق الحرير التى تسعى الصين لتنفيذها بالتعاون مع الكثير من دول العالم، مشيرا إلى أن هذا العام يعتبر عاما مميزا بالنسبة للعلاقات المصرية الصينية فهو يصادف الذكرى الستين لإقامة العلاقات بين البلدين كما أنه يوافق العام الثقافى الصينى المصرى.
وأوضح رئيس الجامعة أنه قام برحلة إلى مصر فى عام 2008، حيث قام بزيارة جامعات عين شمس وقناة السويس والإسكندرية، مشيرا إلى أن تلك الرحلة تركت فى نفسه انطباعا عميقا، خاصة عندما علم أن الحضارة المصرية أقدم من الحضارة الصينية وعندما تجول فى معابد الأقصر الرائعة بتاريخها الذى يعود إلى آلاف السنين.
ونوه الدكتور توى سى ليان بالمشاعر الجميلة والطيبة التى يكنها الشعب المصرى تجاه الصين، واصفا البلدين بالأصدقاء القدماء، حيث أن مصر هى أول دولة تعترف بجمهورية الصين الشعبية وبشرعيتها بعد ولادتها.
وقال إن ما ترك لديه أثرا إيجابيا، هو اكتشافه خلال زيارته لجامعة عين شمس أن أكثر من 70 مدرسا واستاذا بها درسوا فى جامعة اللغات والثقافة ببكين، ومعرفته بأن هناك أكثر من 1700 طالب مصرى يدرسون بقسم اللغة الصينية فى الجامعة، وأن الجامعة ترسل كل عام من 20 إلى 40 طالبا ومدرسا من الشباب إلى جامعة اللغات والثقافة ببكين لاستكمال دراستهم العليا.
وأشار إلى أنه وبحسب معلوماته فإن جامعة عين شمس لديها قسم يعتبر أكبر قاعدة لتعليم اللغة الصينية خارج الصين وأن علاقة التعاون والصداقة بين جامعة اللغات والثقافة ببكين وجامعة عين شمس يرجع تاريخها لعام 1962 حيث أنه فى تلك السنة تم إنشاء جامعة اللغات والثقافة وقامت بإرسال أعداد كبيرة من اساتذتها إلى جامعة عين شمس للقيام بالتدريس بها.
ونوه بالتعاون بين جامعته والجامعات المصرية وبالجهد الذى تقوم به معاهد كونفوشيوس التى يوجد معهد منها بجامعة القاهرة وآخر بجامعة قناة السويس فضلا عن ثالث سيتم افتتاحه قريبا فى جامعة الإسكندرية.
وأشار إلى أنه ومنذ إنشاء جامعة اللغات والثقافة ببكين قامت بتخريج أكثر من 170 ألف طالب أجنبى يجيدون اللغة الصينية منهم أكثر من 4 آلاف من العرب، نصفهم من المصريين.