ونحن في هذة الأيام العطرة المباركة، وبمناسبة موسم الحج نعيد عليكم نشر مقطع فيديو قديم ونادر صورته شركة ستوديو مصر، لتسجيل مناسك الحج إبان حكم الملك عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية في يناير عام 1938 م، الموافق 1357 هـ، عندما كانت تعرف ببلاد الحجاز.
مقطع الفيديو تخلله كلمة خص بها الملك عبد العزيز ستوديو مصر جاء فيها: الحمد لله الذي جعل البيت مثابة للناس وأمنًا وجعله أول بيت وضع للناس، قال تعالي "إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين".
ثم تابع الملك عبد العزيز حديثه قائلاً: "في هذه البقعة المباركة جعل الله بيته العتيق، ومن هذه البقعة الشريفة بعث الله صفوة أنبيائه ورسله، نبينا محمد صوات الله وسلامه عليه، لذلك كان الواجب علينا وعلى المسلمين في هذا البلد الأمين خاصة، وفي البلاد الأخرى عامة، التناصح بالدين والدعوة إلى الله وإعلانها، وإني في موقفي هذا في بلد الله الحرام أتوجه إلى المسلمين عامة، بالتفهم بحقيقة الدعوة المحمدية والتمسك بها، وقد جاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون".
الفيلم التسجيلي تسادت في خلفيته أنشودة قديمة خاصة بالحج، صاحبت رحلة القائمين على صناعته منذ أن ركبوا السفينة "كوثر" المبحرة إلى بلاد الحجاز، وعلى متنها عدد من الحجاج المصريين، حيث استعرض الفيلم أحد أهم شوارع جدة، وهو شارع التجار، والذي يربط شمالها بجنوبها، ثم بعد ذلك حط الحجاج المصريون راحلتهم في "أم السلم" للإستراحة وأداء الصلاة خلال توجههم إلى مكة المكرمة، ثم استعرض الفيديو النادر مناسك الحج منذ الطواف بالكعبة المشرفة، وحتى باب السلام أحد أبواب الحرم النبوي الشريف، وانتهاءًا بالقبة الخضراء الشريفة التي تُظل قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.