ينشر "انفراد" تفاصيل مبادرة "مشروع المائة كتاب" لتلاميذ وطلاب المدارس والجامعات المصرية لبناء جيل قادر على الإضافة إلى العالم وتأهيله بما ينبغى من مقومات العالمية، التى أطلقها الدكتور شريف الجيار أستاذ مساعد النقد والأدب المقارن بجامعة بنى سويف، والوكيل السابق لوزارة الثقافة.
وكان الجيار عقب إطلاق مبادرته، التقى النائبة ماجدة بكرى أمين لجنة التعليم بالبرلمان، بدعوة من اللجنة، واصفة المبادرة بـ"الممتازة جدا"، معربة عن أمنيتها بتطبيقها بعد دراستها من اللجنة الفترة المقبلة.
وأوضح الجيار، فى متن مبادرته، أن فكرة مبادرته تتمثل فى تَبَنِّى الدولة المصرية مشروعًا قوميًّا للمعرفة بين الشباب والخريجين، يتجاوز فكرة محو أمية القراءة والكتابة إلى محو الأمية المعرفية ونشر آليات التفكير العلمى، فيتم اختيار مائة كتاب ممثلة لتاريخ الإنسانية ومراحله المختلفة، وتكون دالة على تطور الفكر الإنسانى وكاشفة للجهود التى مرت بها الإنسانية حتى تصل إلى واقعنا الحالى، ثم يتم إعدادها لتطبيقها على مراحل التعليم المختلفة من الابتدائية وحتى الجامعة.
وبيّنت المبادرة أن العديد من التعليقات السلبية تنهال على نظام التعليم فى مصر، ويتخذ الكثيرون من مستوى الخريجين فى الكليات المتخصصة دليلاً على وجود مشكلة كبيرة فى هذا النظام، فالخريج يحصل على شهادة التخصص فى مجاله، إلا أنه لا يتجاوز التخصص، فيمتلئ المجتمع بنماذج تمتلك علمًا فى مجال ما، لكنها فاقدة للمعرفة فى مفهومها البسيط!
وأكد الجيار فى مبادرته أن مشروعه يستهدف مباشرة الشباب فى مراحل التعليم المختلفة، من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة، فيما يستهدق بشكل غير مباشر الأسر المصرية بمختلف طبقاتها وبنياتها، والمجتمع المصرى بكافة طبقاته وبنياته، والمجتمع العربى باختلاف مناطقه الجغرافية ومواقفه السياسية.
ولم تغفل مبادرة الجيار استراتيجيات التنفيذ، مشددة على عدد من الخطوات والإجراءات العلمية والعملية، أولًا: تشكيل لجنة من المتخصصين فى العلوم المختلفة، وترشيح الكتب المهمة فى مختلف المجالات، والتى تنطبق عليها المعايير السابقة. ثانيًا استشارة كبار المثقفين والعلماء المتخصصين فى المجالات المختلفة لتحديد القائمة النهائية للكتب المختارة. وثالثًا ترتيب المائة كتاب، بحسب المراحل الدراسية التى سيتم تدريسها فيها، ورابعًا إعداد الكتب بحسب المرحلة الدراسية، حتى تناسب مستوى فهم الشريحة المستهدفة بها. وخامسًا إعداد مختصر عن طبيعة كل كتاب والتعريف بكاتبه وقيمته من الناحية التاريخية وأثره فى التجربة الإنسانية، وسادسًا تنظيم فعاليات تدريبية للمدرسين الذين سيقومون بشرح هذه الكتب للطلبة لتجهيزهم لهذه المهمة، وسابعًا: إعداد نماذج الاختبارات الشهرية والنهائية، بما يضمن استيعاب الكتاب وعدم الاعتماد على الحفظ والتلقين.
ويتوقع الجيار أن تنتج مبادرته عددًا من النتائج، من بينها ربط المعرفة بالتعليم وتغيير العادات السلوكية للأسر المصرية بالتدريج إلى الأفضل وإلى مواكبة العالم لمتقدم، كذلك بناء جيل قادر على الإضافة إلى العالم وتأهيله بما ينبغى من مقومات العالمية على مدار خمسة عشر عامًا، فضلًا عن زيادة الإسهامات المصرية من العلماء والمفكرين إلى العالم، والتأكيد على الدور الريادى الإقليمى والدولى لمصر ثقافيًّا ومعرفيًّا.