يحمل له الكثير من المتخصصين والعاملين فى المجال السياسى قبل طلابه، حالة خاصة من الشعور بالامتنان والفضل فيما وصلوا إليه من فهم دقيق للعلوم السياسية قبل ممارستها على أرض الواقع، إنه الأستاذ الدكتور محمد السيد سليم، الذى لقى وجه ربه اليوم، ليترك لأجيال كاملة تراثًا علميًا سياسياً زاخراً.
والدليل على صدق ما سبق، ما ذكره الدكتور عمار على حسن عن الدكتور محمد السيد سليم فى نعيه له، قائلاً: "كان الدكتور محمد السيد سليم من أنجب وأعمق علماء السياسة العرب المعاصرين، وزاد على هذا إخلاصه للعلم، واعتداده بنفسه وغيرته على وطنه، ورعايته لتلاميذه فى مجال العلاقات الدولية والدراسات الآسيوية".
سليم عمل أستاذاً للعلوم السياسية، ومديرًا لمركز الدراسات الآسيوية فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وهو المركز الذى استمر لمدة 20 عامًا فى إمداد الباحثين فى العلوم السياسية عامة، والمتخصصين فى السياسات الآسيوية خاصة، قبل أن يتم إلغاؤه، أعقبه التخلص من جميع ملفاته وأرشيفه وإصداراته، حتى الكتب التى أصدرها المركز، خارج مخازن الكلية.
الدكتور محمد السيد سليم، نال درجتى البكالوريوس والماجستير فى العلوم السياسية من جامعة القاهرة، عام 1979، ثم حصل على درجة الدكتوراة من جامعة كارليتون فى كندا.
قام محمد السيد سليم بالتدريس فى كل من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وفى الجامعة الأمريكية بمصر، وجامعة الملك سعود بالسعودية، وإحدى جامعات دولة الإمارات العربية المتحدة. كما عمل أستاذاً زائراً فى جامعات زامبيا، أديس أبابا وفى جامعة "UCLA".
ركز الدكتور سليم فى دراساته على العلاقات الدولية، وخاصة تحليل السياسات الخارجية للدول، إضافة إلى الدراسات الآسيوية.
ألف الدكتور محمد سيد سليم العديد من المؤلفات ذات الصلة بمجال عمله وتخصصه فى الدرسات الأسيوية، كان أبرزها كتب "تحليل السياسة الخارجية"، و"العلاقات بين الدول الإسلامية"، و"النظام العالمى الجديد"، و"آسيا والتحولات العالمية"، و"العلاقات المصرية الآسيوية"، و"عدم الإنحياز فى عالم متغير"، و"العرب والكوريون"، و"الحوار المصرى الكورى"، و"المنظوران المصرى والهندى حول القضايا الجديدة"، و"مشاريع مصر الإقليمية الجديدة"، والعلاقات الأمريكية الأوروبية بعد 11 سبتمبر 2001"، و"التحليل السياسى الناصرى"، و"الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطى: اتجاهات وتجارب"، و"العرب وتركيا: تحديات الحاضر ورهانات المستقبل".
شارك الدكتور محمد سيد سليم فى العديد من المؤتمرات الدولية الخاصة بالقضايا الآسيوية، ثم ركز إهتمامه فيما بعد على العلاقات الأوروبية المتوسطية، وقام بنشر العديد من الأبحاث الأكاديمية فى هذا الشأن، كان أهمها "المفاهيم المتوسطية حول فقدان الأمن والتعاون ودور منظمة الناتو".
كما انتشرت مقالات الدكتور محمد السيد سليم فى العديد من الصحف والمواقع داخل مصر وخارجها، أبرزها " بعد هدوء عاصفة شين شيانج: ماذا بعد؟" و"ولاية الفقيه فى صورتها المعاصرة"، و"هل انتهت حركة التاميل فى سريلانكا؟".
الدكتور محمد السيد سليم جمعتنى به العديد من المواقف، حيث كنت أحد طلابه فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، أذكر منها تدعيمه لى بالعديد من كتبه ومؤلفاته الخاصة بالدراسات الآسيوية، عندما كنت أحتاجها لإجراء عدد من الأبحاث ذات الصلة بهذا الشأن، كما أذكر له مساعدة العديد من طلابه فى الحصول على فرص عمل بمراكز بحثية كثيرة حول العالم وخاصة فى بعض الدول الآسيوية التى كان يزورها كأستاذ محاضر أو مدير لمركز الدراسات الآسيوية فى جامعة القاهرة، وأخيراً مداومته على حث طلابه على الالتزام بأخلاقنا المصرية قبل الاهتمام بتحصيل العلم، تغمد الله فى رحمته الواسعة صاحب أكبر موسعة من المؤلفات الخاصة بالسياسات الآسيوية فى مصر والوطن العربى، الدكتور محمد السيد سليم.