حينما هتف الأقباط "الله أكبر" فى حرب أكتوبر.. بطولات قبطية فى ذاكرة الوطن

43 عاما مرت على حرب 6 أكتوبر العظيمة، اختلطت فيها دماء المصريين جميعا دون تفرقة بين مسلم ومسيحى، مرددين صيحة واحدة "الله أكبر"، فالجميع وهب حياته للدفاع عن أرضه وشعبه، والجميع رفعوا على الأعناق من الشيوخ والقساوسة وكافة أطياف الشعب المصرية، وفى ذكرى حرب أكتوبر نقص عليكم عدد من بطولات أقباط سطروا أسمائهم فى تاريخ بطولات الشعب المصرى.

لواء بحرى أركان حرب - سامى لويس مكرم

1


كان قائدا للوحدة 962 مدفعية ساحلية أثناء حرب أكتوبر من مواليد يوليو 1944 حاصل على بكالوريوس العلوم العسكرية عام 1964 تم تعينه بالقوات المسلحة برتبة ملازم أول بحرى عام 1964 وبعث لدراسة أنظمة الصواريخ الساحلية بفرنسا عام 1980 وحصل على ماجستير العلوم العسكرية ودورة أركان حرب عام 1981 ثم دراسات عليا فى إدارة الاعمال بالجامعة الأمريكية عام 1985 وقد كانت فترة خدمته بالقوات المسلحة فى الفترة من 1964 إلى 1995 حيث أحيل إلى المعاش برتبة لواء أ.ح بحرى بعد ان تولى العديد من الوظائف القيادية من قائد فصيلة، قائد سرية، قائد كتيبة ’ قائد لواء مدفعية "صواريخ ساحلية حتى رئيس وحدات المدفعية والصواريخ الساحلية وأخيراً قائد المنشآت التعليمية للقوات البحرية"

فى حرب يونيو 1967 كان سامى لويس ضابطاً برتبة ملازم أول بحرى لنظام إدارة نيران بموقع الأبطال محطة العريش العسكرية قرب الحدود المصرية الإسرائيلية، وفى حرب الاستنزاف اشترك بكافة أعمال التراشق بالنيران مع العدو الإسرائيلى المتمركز شرق خليج السويس بما فيها مستودعات ومعامل تكرير البترول وقد تم تدمير وحدتين هاونزن 155 مم للعدو فى رأس مسلة وعيون موسى إضافة إلى مهمة حماية خط المنع الولى بخليج السويس حيث تم إصابة إحدى ناقلات جنود العدو حاولت عبور خط المنع.
وفى حرب أكتوبر1973 وتحديدا فى ليلة 20 و21 أكتوبر عام 1973، قررت قيادة القوات البحرية عمل كمين ساحلى للعدو اللإسرائيلى فى منطقة بالقرب من خليج رشيد شرق الإسكندرية، على أثر تعرض بعض الوحدات البحرية المصرية لكمائن إسرائيلية فى منطقة خليج أبو قير- رشيد، وقد تم تكليف الرائد سامى لويس بقيادة الوحدة رقم 962 مدفعية ساحلية معدلة ومطورة من مدافع 100مم مضادة للطائرات بالإضافة إلى أنظمة وإدارة نيران مدافع 37مم، وتم التمركز شمال شرق رشيد تحت ظروف إدارية وطبوغرافية وهندسية وفنية صعبة للغاية فى ظل التعديل المطلوب ليناسب نظام المدفعية الساحلية، وتم منع العدو الإسرائيلى من الاقتراب أو التعرض لوحداتنا البحرية فى بورسعيد والإسكندرية بمجرد استطلاعه وعلمه (وجس نبضه) عدة مرات بوجودنا فى الكمين وبذلك نجحت قواتنا البحرية فى تحقيق الهدف بمنع العدو من التواجد نهائياً فى منطقة أبو قير- رشيد.

وحصل سامى لويس على العديد من الأنواط والأوسمة منها نوط الخدمة الممتازة فى يونيو 1994، ونوط الواجب العسكرى من الطبقة الثانية، ووسام الجمهورية من الطبقة الثانية .


2



اللواء طيار: حلمى رياض حلمى
3


كان يعمل ١٨ ساعة يوميا وفى عام ١٩٦٧ كان له دور بطولة فى رفع الحالة المعنوية للجنود فقد ارسله الجيش لقاعدة المنصورة حتى يستطيع ان يقوم بطلعات جوية، وذلك بداية من ٩ يونيو وعلى الرغم من الخسائر اليومية إلا أنه استطاع ان يشغل القاعدة بصورة يومية وحتى إيقاف إطلاق النار فى ١٢ يونيو، ولذلك تم تكريمه وأخذ نيشان الواجب بعد الحرب وتم ترقيته استثنائيا وفى عام ١٩٦٨ أصبح رئيس التدريب الجوى باختيار من الرئيس جمال عبد الناصر، وأصبح مسئولا عن أعداد القوات الجويه والطيارين للحرب بصفته رئيس التدريب من عام ١٩٦٨ حتى عام١٩٧٩و كان يضع خطط التدريب وينفذها على مستوى القوات الجويه، وخدم أطول مدة لواء بالطيران، وتوفى البطل فى 2014 تاركا سيرة عطرة وبطولات مجيدة وحبا للوطن


اللواء سمير عزيز ميخائيل


قال عنه اللواء أحمد كمال المنصورى: "الطائرة التى يقودها سمير عزيز ميخائيل تئن منها الاشجار، ويمكنك عندما تنزل تحتها أن ترى اللون الاخضر ودهان الطائرة قد تشوه نتيجة اصطدامه بأوراق الاشجار الخضراء"
عزيز كان قناصا ماهراً لطائرات العدو، يتميز بالجراءة والجسارة والإقدام

4



فهوهو من الطيارين القلائل الذين يوصفون بأنهمBorn to Fly أى ولد ليطير، وأسقط للعدو 3 طائرات بما فيهم المقاتلة الميراج الذى أسقطها يوم 20/7/1969 وكان يقودها ايتان بن الياهو الذى أصبح فيما بعد قائد سلاح الجو الإسرائيلى فيما بين 1997 إلى 2003.

البطل سمير عزيز ميخائيل كان من أشهر طيارى القوات الجوية، وأجمع زملائه الطيارين على جرأته الشديدة وقدرته على تطويع الطائرة لتلبى ما يريده.

وتخرج عزيز من الكلية الجوية عام 1963 بالدفعة 14 برتبة ملازم طيار، ثم تم توزيعه على جناح المقاتلات.

وأثناء حرب الاستنزاف أقلع بمفرده من مطار الغردقة وبدون أوامر وبدافع الغيظ تجاه أحد مطارات العدو فى جنوب سيناء (رأس نصرانى – شرم الشيخ حاليا) لكى يبث الفزع فى نفوس الإسرائيليين القابعين فى أرض مصر ويستمتعون باللهو والراحة، فما كان منه إلا أنه درس الموقف تماما ورسم لنفسه خط سير ليفاجئ الإسرائيليين مفاجأة تامة، ويعود لقاعدته بدون أن يخبر أحدا عن ذلك، ويظل ذلك سرا فى داخله حتى يبوح به للمؤرخين.


5



سمير عزيز فور تخرجه وأثناء الخدمة فى سرب الميج 17

وقد حكى البطل المقاتل عن مشاركته فى حرب أكتوبر قائلا: بدأ جو من الاستعداد للحرب من خلال الاستدعاءات المفاجأة فى الاجازات، وكنت لا أهنأ بإجازة، ففى كل استدعاء أعود للمطار مستعدا لشيء ما لكنه لا يحدث. ثم جاء يوم 5 اكتوبر 1973 وليلا جمعنا العقيد احمد نصر قائد اللواء 104 بالمنصورة حيث كان يوجد السرب 44 والسرب 46 والسرب 42 تم نقله سرا إلى الاقصر، وأبلغنا أن غدا الحرب وألزم الجميع بالراحة التامة، وكان معى زوجتى بالمنصورة فأمرت أحد الجنود ان يأخذها فى سيارة السرب ويعود بها إلى القاهرة.

وفى صباح 6 أكتوبر كنا على استعداد تام وكان كل ما يقلقنى أن يتأجل موعد الحرب كسابقه ويكون نوع من التدريب فقط. وفى حوالى 11 صباحا طلبوا منا طلعه تدريب، فأقلع تشكيل من السرب 46 بقيادتى وتشكيل من السرب 44، وقمنا بعمل طلعه التدريب وفقا لما رأه قائد اللواء، لكن الهدف لم يكن التدريب، إنما استمرار مسلسل الخداع للعدو.

وبعد انتهاء التدريب عدنا للمطار فى الـ12 ظهرا، وقبل الساعة الثانية بدقائق أقلعنا من مطارنا وروحنا المعنوية تناطح السحاب الذى نخترقه، ونفذنا مراحل الخطة التى تدربنا عليها طويلا، وفى الثانية ظهرا عبرت الطائرات القناة وكانت مهمتنا فى السرب عمل مظلات فى عدة مناطق وكنت قائد تشكيل من أربع طائرات فى مظلة شرق الإسماعيلية.

6


اول يمين عبد المنعم همام – اسامه الحفنى – مجدى كمال – مدخت عرفه – على مهران –سمير عزيز – مدحت عبد التواب- قدرى عبد الحميد يرتدى نظاره – ماهر شعراوى- قعود صلاح – على عبد الحميد – نصر موسى – حسن صقر- نبيل فؤاد – عزمى عاشور

ويستطرد عزيز: بعد انتهاء الضربة عادت الطائرات، وكان من المفترض أن أعود معها، ولكنى انتظرت حوالى 5 دقائق لكى اشتبك مع أى طائرات معادية تأتى بدلا من أعود بلا اشتباك، وأبلغنى الموجه بالعودة، وفى طريقى للعودة وبالقرب من المطار أطلق علينا صاروخ سام مصرى فانفجر بينى وبين رقم3 وكان لدينا طيار يسمى حسن خضر وكان وقتها بغرفة عمليات المطار وأبلغ ان طائراتنا كلها عادت ولم يعد لنا طائرات فى الجو، فظن الدفاع الجوى أننا هدف معادى، نظرت اسفلى رأيت باقى الصواريخ تنطلق نحونا فأبلغت قائد اللواء اننا نضرب، اذ اطلق علينا حوالى 6 صواريخ .لكننا عدنا إلى المطار بسلام، وعلمنا بنجاح الضربة، فعلمت وقتها أننا انتصرنا.

واستكملنا باقى اليوم فى طائراتنا فى حالات الاستعداد أو فى مظلات طائرة فوق مناطق عملنا، وليلا رأينا طائرات تى يو16 تطلق صواريخها من فوق المنصورة تجاه أهداف فى عمق العدو مستخدمة صواريخ جو ارض متوسطة المدى تسمى كيلت، وخلال هذا اليوم المشهود فى تاريخ مصر لم يقم العدو بأى طلعات مضادة فى ذلك اليوم.

وتابع اللواء البطل: فى صباح يوم7 أكتوبر قلت لقائد اللواء نقلع بمظلات فرفض، وفى الساعه7:30 وجدنا طائرات معاديه تضرب المطار، وكنت بجانب احدى الدشم وقت الضرب، فمرت بجانب اذنى شظيه سمعت صوتها جيدا، وبعد انتهاء الهجوم كانت هناك قنبلة بجانب استراحة الطيارين، وكان الطيارين والميكانيكية قلقين منها، فقال لى مجدى كمال قائد السرب ” تعالى معايا” ذهبا بالسيارة إلى القنبلة ثم نزلنا بجوارها مباشرة ودرنا حولها ننظر اليها فقال لى ببساطه " دى شكلها زمنيه، طب يلا نرجع بأه".

كان رجلا عظيما وشجاعا بحق .بعدها مباشرة اقلعنا انا وعبدالمنعم همام بمظلة وكان هناك قنبلة لم تنفجر بجوار الممر الفرعى والرئيسى، واستمر الطيران طوال اليوم بشكل طبيعى رغم عدم انفجار تلك القنبلة .

ويوم 28 أكتوبر اقلعت 4 مظلات بدون اشتباكات، وكنت مصاب بأنفلونزا واعالج منها حتى أستطيع الطيران، وفى الرابعة عصرا وكنت قد انهيت حالا مظلة وقادم منها تجاه استراحة الطيارين فوجدت قائد السرب مجدى كمال والذى قال لى انه متعب جدا وطلب منى ان اقلع مكانه. كان مجدى كمال اضخم منى من حيث الجسم والوزن، وبمجرد دخولى استراحة الطوارئ انطلقت خرطوشه اسكرامبل فأقلعت مباشرة وكان نمرة 2 صلاح ورقم3 القبانى ورقم4 عبدالمنعم همام.

وأقلعت بدون أن أضبط الأحزمة على جسمى وكثيرا منا تدرب وأقلع وهو يربط الأحزمة أثناء الاقلاع طمعا فى كسب عدة ثوان كفيلة بقلب نتيجة أى معركه، وأعطانا الموجه اتجاه بورسعيد وقال انها تُضرب من الطائرات المعادية، وعند اقترابنا من بورسعيد أمرت التشكيل بألقاء الخزانات الإضافية تمهيدا للاشتباك، وفوجئت ان خزانات طائرتى الثلاث لم تلق، فقال لى صلاح ”يا فندم الخزانات مترمتش“.

رأيت 4 طائرات ميراج أعلى منا فارتفعنا قليلا، وبدأت الميراج فى النزول إلينا، فأنفصل القبانى وهمام .فى لحظه ارتفاعنا لملاقاة الميراج كان هناك مظلة أخرى ميراج ـسفل منا لم نرها دخلت خلفنا وضرب صلاح فى أول لحظات الاشتباك ولم اشعر به فنظرت بجانبى لأتأكد منه فلم اجده، فنظرت خلفى فوجدت 4 طائرات ميراج خلفي…شعرت ان الدنيا اظلمت، بدلا من ان نكون 4 طائرات اصبحنا 3 فقط، وبدلا من ان يكون المعادى 4 اصبحوا 8 .

حاولت تعمير المدفع فلم يستجب، فقد حدث عطل فى الدى سى الخاص بالدائرة الكهربائية المسئولة عن التسليح، فأصبحت اطير ب 3خزانات وبدون تسليح يعمل بما يعنى أن طائرتى كانت مجرد قطعه حديد طائرة لا نفع منها .
دخلت خلفى طائرتين فقمت بالمناورة لليمين فرأيت طائرتين اخرتين خلفى ايضا، ابلغت بالاسلكى ان خلفى 4 طائرات باستمرار، فقال لى الموجه ان هناك تعزيز قادم لي، استمر الاشتباك على هذا المنوال وكل طائرتين تحاولان ضربى أو وضعى فى مكان جيد للطائرتين الاخرتين، واصبحت السرعات بطيئة ولا فرصه لأكتساب سرعه، فاتجهت بالطائرة إلى المياه لاكتساب سرعه، حتى وصلت على ارتفاع منخفض جدا واتجهت إلى المنصورة، مستغلا السرعة التى اكتسبتها للفرار من الطائرات المطاردة لى

سمير عزيز يتوسط عددا من طياريه فى المنصورة

7

وبعد حوالى 4 ثوان قلت لنفسى ” هتسيب القبانى وهمام لوحدهم؟” فعدت إليهم لكى اساعدهم بأى شيء حتى لا يكونوا بمفردهم، فقمت بالارتفاع والرجوع مره أخرى، فرأيت طائرات ميراج على يمينى وقبل ان اتجه اليها شعرت بأن شيء صدمنى بشده جدا بمؤخرة الطائرة، وبدأت الطائرة تدور بلا أى تحكم أو سيطرة ونظرت خلفى فلم أجد الذيل، والنار مشتعلة والطائرة متجهة إلى البحر مباشرة قفزت من الطائرة على الفور واذ بى اشعر بألم رهيب بظهري، وذلك لعدم احكام الأحزمة على جسدى والتى كان يجب على ان اعدلها على حجم جسمي، وكنت قد قرأت ان الالم يمكن ان يقتل الانسان فكنت اكرر “مش لازم اموت مش لازم اموت”

وقبل أن أصل إلى المياه شعرت أنى سيغمى على من شدة الألم فقمت بنفخ جاكت النجاه لكى يضغط على الدم واظل بوعيى وساعد على ذلك اصطدامى بالمياه أفاقتنى أيضا وبدأت افك البراشوت فأمسك بقدمى اليسرى، وبدا الهواء يسحبنى على سطح الماء وبدأت اشرب من ماء البحيرة، وفجأة توقف الهواء، وفك البراشوت من نفسه من قدمي.

ثم رأيت مركب صيد ممن تسير فى البحيرات الضحلة بعصا كبيرة تقترب منى بهدوء، ورأيت أحد الصيادين يرفع تلك العصا وينزل بها على رأسى وحركت نفسى قليلا فسقطت بجانبي، فوجهت لهم السباب بلهجة مصرية فشكوا أنى لست إسرائيليا وفاقتربوا منى بهدوء، وامسكنى احدهم من خلفى وكتفنى، واخذوا المسدس منى، وسألونى اذا كان معى سلسلة ذهب، فقط لهم معى واحد بها الاسم والرتبة، فسألوا اذا كانت ذهب فقلت لهم انها صفيح، فرفعونى على القارب وبعد لحظات جاء قارب خفر السواحل ونقلنى إلى قاربهم.

9


صفحه من أحد الكتب الاجنبية التى تتحدث عن الطيارين المصريين وصوره سمير عزيز تعلو الصفحه نسخه مكبرة لنفس الصفحه وفيها تعليق على الصورة (سمير عزيز ميخائيل طيار مصرى مسيحى، كان من أحد افضل طيارى الميج 21 فى مصر، لديه إصابتين محققتين ضد طائرات إسرائيلية، تم تصوير إحداها، ويرى هنا فى كابينة طائرة ميج 21 MF تقريبا فى فترة عام 1973).


وسألوا الصيادين عن المسدس فأعطوهم إياه، وأخذونى إلى مستشفى المطرية وجاء شخص من المخابرات وسألنى ان كنت احتاج شيئا فقلت له ان يبلغ ماهر شنودة قائد قاعدة انشاص بسلامتى ويبلغ اهلى، لأنه كان من العائلة، وطلبت منه إيصالى إلى مطار المنصورة، واثناء نقلى كان الألم فى ظهرى اقوى من تصفه كلمات، وكانت رداءة الطريق سببا آخر فى ازدياد الالم وعدم توقفه وفى مطار المنصورة قابلت امير رياض ونبيل فؤاد وحذرتهم من ان اليهود دائما ينصبون الكمائن وان ينظرون خلفهم اكثر من الامام تحسبا للعدو، وبعدها أعطونى ادويه فنمت.

ليلا استيقظت وجدت زوجتى وابى وأمى وحمايا، وسمعتهم يقولون انى مصاب بالشلل نتيجة القفز، فقد أحدث كسرا فى احدى فقرات العمود الفقرى وضغط احداها، وقاموا بتجبيس ظهري، وفى منتصف اليل تم نقلى إلى مستشفى الفرنساوى، ومنعوا الزيارات، واقتصروها يوما لأبى ويوما لزوجتى فقط.

وكنت أسمع اخبار الحرب والثغرة من الاطباء والإذاعة فقلت للطبيب أريد ان اذهب للمطار فقال لي” انت بتهرج؟” فحثثته على المحاولة وبمجرد ملامسه قدمى الارض صرخت لأن الفقرات لم تلتأم فبكيت لعدم مقدرتى على المشاركة فى الحرب واستمر الوضع هكذا لا أتحرك لمدة 21 يوما من على السرير، وبعدها علاج لمدة 6 شهور، وبعدها عدت إلى الطيران والخدمة حتى اصبحت قائد لواء ميج 21 ببنى سويف وخرجت من الخدمة عام 82.


فدائى عونى عازر


عونى عازر ورجائى حتاته

10


فى يوم 5 يونيو 67 الساعة الحادية عشرة من صباح ذلك اليوم صدرت الأوامر بخروج زورقين من زوارق الطوربيد المصرية فى مهمة استطلاعية أمام شاطئ بورسعيد

وكان الأول بقيادة النقيب عونى أمير عازر والثانى بقيادة النقيب ممدوح شمس
وفى أثناء مهمتهما أبلغا بوجود وحدات بحرية اسرائيلية تتكون من المدمرة "إيلات" وثلاثة لنشات طوربيد فى المياه المصرية، وكانت الأوامر للقطع المصرية تنص على عدم الاشتباك والاستطلاع فقط.

إلا أن العدو الإسرائيلى اكتشف وجود الزورقين المصريين فأطلق عليهما النار فى الحال فدمر زورق النقيب ممدوح شمس
ولم يتمكن من تدمير زورق النقيب عونى عازر الذى كان فى إمكانه الانسحاب بزورقه، إلا أنه أراد الثأر للنقيب ممدوح شمس فأمر بتجهيز الصواريخ استعدادا للاشتباك، غير أن العدو سارع بإطلاق النيران على الزورق فاستشهد عامل أنابيب اطلاق الصواريخ، وعلى الفور قرر النقيب عونى عازر القيام بعمل انتحارى فوجه زورقه فى اتجاه المدمرة ليصطدم بها ويفجرها .

واستشهد النقيب عونى واستشهد معه رفيقة الملازم اول رجائى حتاتة فى مشهد تاريخى بطولى مؤثر زاد حماس ومعنويات رجال البحرية المصرية عندما علموا به


الرقيب عادل موريس حنين



البطل الرقيب / عادل موريس حنين
11


درس فى مدرسة الدفاع الجوى سنة 1970 وحارب فى 1973 وكان عمره وقت الحرب 22 عاما، وتفوق فى الامتحانات التى تمت على مستوى الدفاع الجوى، واحتل المركز الأول على الفرقة، والثانى على جميع كتائب الدفاع الجوى بالرغم من انة كان خريج تجارة وليس حتى هندسة.
لكنة تعلم جيدا من الروس وتفوق وكان من ضمن من تم ترشيحهم للسفر إلى الاتحاد السوفيتى


والتحق بالفرقة الخامسة دفاع جوى سام 2، و هذة الفرقة قامت بأسقاط أول طائرة بدون طيار فى الشرق الاوسط، و كانت الطائرة أمريكية قادمة من قبرص وتم ضربها بصاروخين فوق مطار القاهرة يوم 8 اكتوبر 1973، و ضربوا يوم 14 طائرة فانتوم فوق القنطرة وتم أسر الطيار وتم ضربها باربع صواريخ هرب الطيار من 3 والرابع اصابه, الملاح مات والطيار اّسر وكان بلجيكى الاصل.

وتم تكريم الرقيب عادل موريس من القائد سعد اليد الشاذلى رئيس اركان الجيش أنذاك ومن السيدة جيهان السادات لاسقاط الطائرة بدون طيار من نوع تريدان ريان فاير بى الامريكية.


اللواء باقى زكى يوسف.. مخترع ومحطم أسطورة "خط بارليف"
12


باقى زكى يوسف ضابط قبطى استطاع تدمير وتحطيم أكبر ساتر ترابى فى التاريخ «خط بارليف» المنيع، الذى قال عنه موشى ديان ودافيد إليعازر وحاييم بارليف إن عبوره يستحيل التفكير فيه، وإنه إذا حدث فسيكون مقبرة للمصريين.

وكان خط بارليف من أكبر العقبات التى واجهت القوات الحربية المصرية فى عملية العبور إلى سيناء، خصوصا أنه تم إنشاؤه بزاوية قدرها 80 درجة؛ لكى يستحيل معها عبور السيارات والمدرعات وناقلات الجنود، إضافة إلى كهربة هذا الجبل الضخم.

«باقى» كان سببا ً فى تحقيق الانتصار العبور عن طريق اختراع مدفع مائى يعمل بواسطة المياه المضغوطة، ويستطيع أن يحطم ويزيل أى عائق أمامه أو أى ساتر رملى أو ترابى فى زمن قياسى قصير وبأقل تكلفة ممكنة مع ندرة الخسائر البشرية.

اللواء باقى يوسف تخرج فى كلية الهندسة جامعة عين شمس سنة 1954، ثم انتدب فى العام نفسه للقوات المسلحة كرئيس لفرع المركبات برتبة مقدم فى الفرقة 19 مشاة الميكانيكية، وفى هذه الفترة شاهد عن قرب عملية تجريف عدة جبال من الأتربة والرمال فى داخل مشروع السد العالى بمحافظة أسوان، وقد استخدم فى عملية التجريف مياها مضغوطة بقوة، وبالتالى استطاعت إزالة هذه الجبال، ثم إعادة شفطها فى مواسير من خلال مضخات لاستغلال هذا الخليط فى بناء جسم السد العالى.
تطورت الفكرة فى ذهن المقدم، وقد أجريت تجربة عملية عليها فى جزيرة البلاح بالإسماعيلية على ساتر ترابى نتج عن أعمال التطهير فى مجرى قناة السويس الملاحى والذى يشبه إلى حد كبير خط بارليف أو الساتر الترابى، وعندما تم الاستعداد للعبور عام 1973 قام الضابط «باقى» مع بعض زملائه بتصنيع طلمبات الضغط العالى التى سوف توضع على عائمات تحملها فى مياه القناة، ومنها تنطلق بواسطة المدافع المائية وتصوب نحو الساتر الترابى.

وقد نوقشت من قبل عدة أفكار لإزالة هذا الجبل الترابى، هل يمكن إزالته بواسطة قصف مدفعى أو بواسطة صواريخ أو تفجير أجزاء منه بواسطة الديناميت؟، وبعد مناقشات طويلة ومباحثات استقر رأى الأغلبية من قيادات الجيش على تنفيذ اختراع الضابط باقى زكى يوسف.
وفى ساعة الصفر يوم 6 أكتوبر انطلق القائد باقى زكى يوسف مع جنوده، وقاموا بفتح 73 ثغرة فى خط بارليف فى زمن قياسى لا يتعدى الـ3 ساعات، وقد قدرت كميات الرمال والأتربة التى انهارت وأزيلت من خط بارليف بنحو 2000 مترمكعب، وهذا العمل يحتاج إلى نحو 500 رجل يعملون مدة 10 ساعات متواصلة.

وبعد أن تم تحقيق الانتصار قررت الدولة والحكومة المصرية ترقية الضابط باقى زكى يوسف إلى رتبة اللواء وإعطائه نوط الجمهورية من الدرجة الأولى؛ تقديرا لامتيازه وبطولته فى 6 أكتوبر عام 1973.

وحول مدى نجاح الفكرة وتأثيرها فى إتمام عملية العبور يحكى المهندس باقى قائلاً: يوم 6 أكتوبر بدأ العمل فى فتح الساتر الترابى منذ انطلاق الحرب، وفى تمام الساعة العاشرة مساء كان مفتوحا 60 ثغرة على طول امتداد الضفة الشرقية للقناة وكانت كافية لإتمام العبور على مدار ذلك اليوم، وفى الساعة الثامنة ونصف عبر لواء مدرع شرق القناة قبل ميعاد عبوره بساعتين من ثغرة تم فتحها بالمياه، وذلك دون وقوع أى خسائر بشرية عدا 87 جنديا فقط فى الموجات الأولى للعبور بدلا من 20 ألف شهيد، وعبر الجنود من 60 ثغرة وكأنها كانت شرايين فى الجسم تضخ للناحية الثانية، وهذه غيرت المفاهيم القتالية لفتح الثغرات وجعلت العدو مرتبكا لأن فتح الثغرات كان من بورسعيد للسويس.



الشهيد طيار ألبير مترى اسكاروس
13


عرف عنه الحذر الشديد فى قتاله، وكان يضع حسابات كثيرة لكل عملية يكلف بالقيام بها، وعندما كان زملاؤه الطيارون يداعبونه قائلين، هل تستحق حياتك كل هذه المشقة فى الحساب، كان يرد قائلا نعم ولكننى ساضحى بها يوما ما رخيصة

فى يوم 18 أكتوبر كان العدو قد قام بفتح الثغرة وأراد ان يدعم قواته بكميات ضخمة من المعدات والأسلحة، وصدر للتشكيل امر قتال بمهاجمة قوة للعدو تنقل معدات وأسلحة للدفرسوار، وكان العدو قد تمكن من إقامة المعبر ومدرعاته وسياراته تقف فى صف واحد طويل استعدادا للعبور، و طائراته تحمى قواته البرية لتتمكن من العبور سالمة، ترك الطيار البطل زملاؤه يقاتلون طائرات العدو واختار ان يقوم ببطولة اخرى، فانقض على الكوبرى يقذفه بالقنابل والصواريخ ونجح بالفعل فى تدمير عدد كبير من المعدات والمدرعات، قاربت ذخيرته على النفاذاستمر فى ضرب طابور الدبابات حتى نفدت ذخيرته لكن الصيد أمامه كبيرا ولم يرغب فى تركه سالما، واتخذ القرار بالشهادة وارتفع بالطائرة بطلعة مرتفعة جداً، تحدث مع زملاؤه عبر اللاسلكى وقال حانت اللحظة المناسبة، وانقض بالطائرة على الكوبرى بالطائرة مرة واحدة واحاله إلى شظايا مدمرا كل ما عليه من دبابات .

الشهيد اللواء شفيق مترى سدراك

ولد سِدراك فى قرية المُطيعة بمحافظة أسيوط 1921، وعاش 45 عامًا حتى وافته المنية شهيدًا فى السادس من شهر أكتوبر عام 1973 يوم حرب أكتوبر التحق بالكلية الحربية، وتخرج منها ضابطًا بسلاح المُشاة، فأهله ذلك للانتقال إلى السودان عام 1948.
14


تبدأ قصته قبل حرب أكتوبر بساعات قليلة، حينما جمع العميد شفيق مترى سدراك، قائد اللواء الثالث مشاة التابع للغرفة 61 بالجيش الثانى الميدانى جنوده، وخطب فيهم وأخذ يحمسهم بهذه الكلمات "إن أبناء مصر من عهد مينا إلى الآن ينظرون إليكم بقلوب مؤمنة وأمل باسم، وقد آن الأوان أن ترفرف أعلام مصر على أرض سيناء، وأنا أعدكم أن كل علم سوف يرفع فوق أحد مواقع القوات الإسرائيلية فى سيناء سيكون موضع إعزاز وتقدير من أبناء مصر وقادتها ولكل من ساهم فى رفع هذه الأعلام، وختامًا أذكركم بقوله تعالى "لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)” صدق الله العظيم، هكذا تعلم كل من شارك فى الحرب أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي.

*وفى 6 أكتوبر 1973 قاد أحد ألوية المشاة التابعة للفرقة 16 مشاة من الجيش الثانى الميدانى بالقطاع الأوسط فى سيناء، ووصل بقواته إلى قرب الممرات، حيث كان يجيد فن القتال بالدبابات فى الصحراء، وكان دائمًا يتقدم بقواته ليبث فى نفوسهم الشجاعة والإقدام، وكان يعلم أنه ذاهب ليتمركز فوق الأرض الأسيرة بعد تحريرها، وحقق أمجد المعارك الهجومية ثم معارك تحصين موجات الهجوم الإسرائيلى المضاد.

فى يوم 9 أكتوبر 1973م، وأثناء إدارته للمعركة فى عمليات تحرير النقطة 57 جنوب الطالية، كان شفيق سدراك يقاتل برجاله داخل عمق بلغ مداه ما يقرب من 14 كيلومترًا فى سيناء وكان يتقدم قواته بمسافة كيلومتر وهى مسافة متميزة فى لغة الميدان والحروب، ولكنها خاصية القائد المصرى التى أظهرتها العسكرية المصرية فى معركة العبور، وعندما أصيبت سيارته بدانة مدفع إسرائيلى قبل وصوله إلى منطقة الممرات فى عمق الممرات، استشهد هو ومن معه فى المركبة وكانوا خمسة أبطال آخرين، ليحظى بشرف الموت فى سبيل مصر ويسهم فى رد الاعتبار لمصر والأمة العربية.

وهو أول بطل كرّمه رئيس الجمهورية الراحل أنور السادات فى الجلسة التاريخية الوطنية بمجلس الشعب صباح 19 فبراير 1974، إكباراً وتكريماً لسيرته العسكرية وكفاءته القتالية وقتاله البارز فدية للنصر والأرض والعرض وإخوانه وأهله والوطن.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;