استقبل الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكى الأردنى للدراسات الدينية، خلال زيارته للقاهرة.
فى بداية اللقاء رحب الإمام الأكبر بسمو الأمير فى رحاب الأزهر الشريف، مؤكدًا أنَّ العلاقات الأردنية المصرية كانت وستبقى علاقات استراتيجية وتاريخية على المستويين الرسمى والشعبى، خاصة العلاقات الوثيقة بين الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية الأردنية التى تشهد تطورًا كبيرًا فى المجالات التعليمية والدعوية والثقافية.
وأضاف أن زيارة الأمير الحسن بن طلال والوفد المرافق له، وإلقائه المحاضرة المهمة التى سمعها الآلاف فى قاعة الإمام محمد عبده التاريخية، تأتى ضمن دعوة الأزهر للشخصيات البارزة الكبرى صاحبة التأثير فى المسيرة الثقافية للعالم العربى والإسلامى، للتركيز على نشر ثقافة الحوار والتطبيق العملى لها بحضور الشباب، خاصة شباب جامعة الأزهر، فاليوم كان هناك أكثر من ثلاثة آلاف طالب من أكثر من 102 دولة شهدوا هذه المحاضرة وتأثروا بها.
من جانبه، أعرب الأمير الحسن بن طلال عن تقديره للأزهر الشريف ورسالته الوسطية، وجهود فضيلة الإمام الأكبر فى نشر ثقافة السلم والتعايش المشترك فى العالم كله، وسعيه الدؤوب لجمع الشمل الإسلامى على قلبٍ واحد، فى وقتٍ عصيبٍ تنتشر فيه الخلافات الطائفيّة ويسيطر فيه الفكر التكفيرى وتعلو سطوة التفسيراتِ المتطرفة.
وكان سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكى الأردنى، قد ألقى، صباح اليوم، محاضرة عن "الإسلام وبناء السلام محليا وعالميا"، بقاعة الإمام محمد عبده، بجامعة الأزهر بالدراسة، أكد خلالها أننا فى هذا الوقتِ بحاجة، أكثر من أى وقتٍ مضى، إلى جهودِ المُصلحينَ الذين يَحمون الدين من أن يصبحَ مطيّةً للفئاتِ المُضلَّلَةِ والمُضلِّلَةِ وأصحابِ الأهواءِ من شتّى الانتماءات والمشارِب.
وأشار الأمير الحسن بن طلال إلى أنَّ الأزهرِ الشريف يُمثل بحقٍّ ضمير الأمة العربية والإسلامية، ويشكّل منبرًا قَلَّ نظيرُه فى مكانتِه ورؤيتِه للحوارِ المعمَّق بأبعادِه وآدابِه وشروطِه، وأنَّه يستند فى هذا المسعى إلى ثوابتِ الأمّةِ وتراثِها العربى الإسلامى الحضارى الغنى بالتنوّعِ والاختلاف والتعدديّةِ الثقافيّة، مؤكدًا أنه لا ريْب فى وجوب التركيز على رسالة الاعتدال والإنسانية والسلامِ التى يُنادى بها الإسلام؛ هذا الدينُ الحنيفُ وشريعتُه التى بُنيَت على التّعدّديّة واختلاف الرأى.
وأضاف الأمير الحسن، أنه يجب على علماء الدين وقادة الرأى فى العالم الإسلامى السعى الحثيث نحو نشر السلام والتعايش السلمى بين الشعوب بمختلف دياناتها وثقافاتها.