طالب وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، باختيار مجموعة من الأئمة والقساوسة يتواصلون سويا ويتواجدون بين الشباب فى مراكز الشباب والملتقيات والمدارس مع تنظيم ندوات فكرية مشتركة لتعظيم القيم الإنسانية والمشترك الإنسانى الحضارى الذى يعكس الشخصية المصرية الحقيقية التى تتسم بالتسامح والتعايش والألفة والتعاون ونبذ الغلو والتطرف.
كما نفى وزير الأوقاف وجود أى طائفية فى مصر، مؤكدًا أن الشعب المصرى يتسم بالسماحة والتعاون والقدرة على العمل والاندماج، وأن ما طرا عليه من فكر متطرف ناتج عن محاولات الجماعات الإرهابية بتغيير الهوية والشخصية المصرية، مطالبا بالعودة إلى السمات المصرية الأصيلة واستعادتها فى سلوكنا لمواجهة أى ملامح للفتنة الطائفية.
جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية بعنوان الهوية الثقافية والخطاب الدينى والطريق لمجتمع مترابط متحد، والمنعقدة على هامش المؤتمر القومى الأول للشباب بشرم الشيخ تحت رعاية رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتى شاركت بها الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة والمصرين بالخارج، والدكتور أسامة الأزهرى وكيل لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب والقس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة المصرية ولفيف من العلماء والطلاب والمختصين.
كما أكد وزير الأوقاف على ضرورة الابتعاد عن أى شعارات دينية فى المدارس أو المستشفيات أم مؤسسات المجتمع المدنى التى تقدم خدماتها لكل المصرين والاهتمام بالقيم الأخلاقية للإديان كالعمل والإنتاج والتسامح والصدق والخير ونبذ العنف والتدمير والغلو والتطرف ليستعيد المجتمع المصرى طبيعته السمحة المعروفة عنه عبر التاريخ.
وأشار إلى الجهود التى تقوم بها وزارة الأوقاف لنشر خطاب دينى معتدل سمح من خلال الاهتمام بالأئمة والوعاظ وتنظيم قوافل دعوية بكل المحافظات وتطوير الكتاتيب لحفظ القران والتمسك بقيمه الأخلاقية.
من جانبها، طالبت وزيرة الهجرة والمصرين بالخارج بإعادة تدريس مادة التربية الوطنية وتخصيص مادة أخرى عن الوحدة الوطنية وتدريسهما بالمدارس لتعميق الانتماء الوطنى لدى الطلاب والطالبات وإدارة حوار مفتوح بين الشباب سواء المسلم والمسيحى حول مختلف قضايا الوطن.
وكشفت وزيرة الهجرة عن انتخاب مصريين إثنين بالبرلمان الاسترالى أحدهما قبطى وهو بيتر خليل والأخر نائبة مسلمة اسمها عزة على وهو ما شهدته خلال زيارتها الأخيرة لأستراليا معربة عن سرورها لهذا الحدث خاصة عندما علمت أن مسلم فى استراليا هو الذى تولى الدعاية الانتخابية للنائب المصرى المسيحى على نفقته الخاصة مما يؤكد الشخصية المصرية واللحمة الوطنية بين المصرين فى الخارج.
من جانبه، طالب الدكتور أسامة الأزهرى وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب باستعادة سمات الشخصية المصرية والتى تقوم على التدين الصانع للحضارة وليس الهدام كما تفعل داعش والتنظيمات الإرهابية، والتمسك بالعلم والإعمار والريادة والقوة فى مواجهة الأزمات وتقديم الخير للإنسانية والتوازن والاندماج وترفض التخريب والتدمير، مبينا أننا بحاجة لتلك السمات لنستعيد نهضتنا
كما شدد الأزهرى على ضرورة تكاتف كل أبناء الشعب المصرى لصد أى فتنة أو خلاف والاهتمام بالتعليم والثقافة والتنوير ليستعيد المواطن المصرى ذاته.
بدوره طالب القس بوليس يوحنا بتضافر جهود كل المؤسسات المعنية بالتعامل مع الإنسان المصرى فى هيئة واحدة ولتكن باسم "وحدة الوطن" مهمتها العمل الجماعى لنشر قيم المواطنة والأخلاق وخلق تيار مستنير فى المجتمع يدفع أى توجه للفتنة.
وأشار إلى جهود الكنيسة المصرية لإعلاء الوطن والتأكيد على قيمة أن مصر للمصرين وأن الجميع مواطنون مصريون بعيدا عن الدين أو الجنس والإتفاع عن أى مذهبية أو طائفية أو تصنيف.
ونوه إلى أن الشخصية المصرية تعرضت لخواطر غريبة عنها بعد ثورتى 25 يناير و3 يوليو وتأثر بالمتغيرات من حولها غير أنها قادرة على استعادة طبيعتها السمحة المتفردة عبر التاريخ.
كما استعرض شباب البرنامج الرئاسى المشارك فى الحلقة الدراسة التى اعدوها عن الفتنة الطائفية وأسبابها التى تتمثل فى الجهل بالآخروغياب ثقافة الحوار ولخطاب دينى متشدد من البعض سواء المسلم أو المسيحى وللإعلام الطائفى والفن والدراما التى تردد مظاهر الفتنة الطائفية وكأنها ظاهرة مطالبين بسيادة القانون على الجميع بلا استثناء وتدريس مادة الأخلاق فى المدارس وتفعيل دور المجتمع المدنى والجمعيات والمدارس ومراكز الثقافة لمواجهة تلك الأسباب.
كما أكد المشاركون فى الحلقة أن وحدة أبناء الشعب المصرى كانت ولا زالت هى العامل الأساسى لنهضة وتقدم المجتمع وان تعميق قيم الانتماء الوطنى القيم الأخلاقية والإنسانية بين كل أفراد المجتمع وتحسين الوضع الاقتصادى ومواجهة الجهل هى أسس التصدى لأى فتنة طائفية.