أزمة تهدد حياة ما يقارب من 160 مريضًا يلجأون للغسل الكلوى بمستشفى الريان فى المعادى، وذلك بعدما أصدرت إدارة المستشفى قرارًا بغلق وحدة الغسل الكلوى اعتبارًا من أول ديسمبر المقبل.
ووضعت إدارة المستشفى لافتة بعنوان "هام جدًا" وموقعة من الدكتور أيمن عبد العزيز، رئيس وحدة الغسل الكلوى، تحمل مضمون: "السادة المترددين على وحدة الغسل الكلوى بالمستشفى، يرجى العلم بأنه سيتم غلق الوحدة اعتبارًا من 1/12/2016، نظرًا لعدم وجود الفلاتر والمستلزمات اللازمة لعملية الغسيل".
مستشفى الريان يتبع الجمعية الإسلامية الخيرية بنادى المعادى الرياضى واليخت مسجلة برقم 2863 القاهرة، ويتردد على وحدة الغسل الكلوى ثلاثة أنواع من المرضى، إما تابعين للتأمين الصحى، أو مرضى يتلقون العلاج على نفقة الدولة، وهؤلاء لا يسددون أى أموال للمستشفى، وآخرين حالات طارئة.
المستشفى للمرضى: ابحثوا عن البديل
ولم تكتف إدارة المستشفى بتعليق تلك اللافتة، بل لتأكيد القرار أرسلت إخطارًا بالأمر للمرضى فى منازلهم، وخاطبتهم قائلة: "نرجو من سيادتكم البحث بمعرفتكم عن البديل المناسب لكم، وذلك لظروف طارئة". وأثار الأمر ذعر المرضى وأهاليهم، حيث إنه من الصعب إيجاد وحدة بديلة، حيث تقتصر كل وحدة على علاج عدد معين من المرضى، وهو ما يهدد حياة المرضى الذين يحتاجون لأكثر من جلسة أسبوعيًا للغسل الكلوى.
وتروى هبة مجدى، ابنة أحد المرضى فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، تفاصيل الأزمة، قائلة إن الوحدة يتم بها علاج 160 مريضًا يلجأون للغسل 3 مرات أسبوعيًا، مشيرة إلى أن والدها يتم علاجه بالوحدة منذ سنوات، حتى صدر القرار الأخير، مشيرة إلى أنهم تحدثوا مع إدارة المستشفى فكانت حجة الغلق بسبب عدم توافر المستلزمات الطبية والمحاليل.
مرضى مهددون بالموت
واستنكرت هبة مجدى قرار المستشفى، قائلة: "إن البحث عن بديل هو أمر مستحيل، حيث إن كل وحدة تستقبل عددا معينا من المرضى، ومفيش سرير فاضى"، مضيفة أنه حتى إن وجد 10 منهم أماكن خالية فى بعض الوحدات، فكيف سيكون مصير الباقين من عشرات المرضى.
وأشارت هبة مجدى إلى أن إدارة المستشفى أكدت أن أموال التـأمين الصحى لا تكفيهم، حيث يتحمل المستشفى أكثر من 36 ألف جنيه شهريًا، مناشدة وزارتى الصحة والتضامن الاجتماعى بالتدخل لحل تلك الأزمة باعتبار الجمعية تابعة لها.
أموال التأمين الصحى لا تكفى
وروت المحامية مى شمس الدين، لـ"انفراد"، تفاصيل المأساة، قائلة: "إن الوحدة تحتوى على 25 ماكينة للغسل الكلوى، وتعمل على مدار 3 شيفتات فى اليوم، وإن والدتها تتردد على الوحدة للعلاج منذ 13 عامًا، لكنها فوجئت يوم الخميس الماضى بإصدار قرار بإغلاق الوحدة، ما دفع أهالى المرضى للتوجه لدى المسئولين عن تلك الوحدة.
وأشارت مى شمس الدين إلى أن مسئولى الوحدة أخبروهم أن ثمن "الغسلة الواحدة" الذى يسدده التأمين الصحى 140 جنيهًا فقط، بينما تضطر إدارة المستشفى لشراء الفلتر الواحد بمبلغ 160 جنيهًا إن وجدوه، ويأتى ذلك بالإضافة للمحاليل والتعقيم والماكينات وغيرها من تكاليف.
محاضر ضد المستشفى
وأضافت مى شمس الدين أن 15 مريضًا توجهوا لقسم شرطة المعادى أول أمس الجمعة، وحرروا محضرًا لإثبات حالة بالموقف، إلا أنه تم حفظ المحضر فى النيابة، وبررت الأمر بأن ذلك يعد طبيعيًا، حيث إن القرار لم يتم تفعيله بعد ولم يُمنع أى مريض حتى الآن من الدخول لإجراء جلسة الغسل الكلوى فى المستشفى، مطالبة بتدخل وزارة الصحة لحل الأزمة.
الصحة تنفى نقص الفلاتر
جدير بالذكر أن الدكتور خالد مجاهد المتحدث، الرسمى لوزارة الصحة والسكان، كان قد أكد أول أمس الجمعة، أن الأرصدة الموجودة حاليا بمخازن بعض المديريات والمستشفيات تكفى لمدة 21 يومًا، والبعض الآخر يكفى لمدة 45 يوما.
وأضاف "مجاهد" أنه لم ترد شكاوى حتى الآن من وجود نقص، كما أنه لا يوجد أى مريض لم يحصل على جلسة الغسل الكلوى بسبب نقص الفلاتر أو مستلزمات الغسل الكلوى، وتقدم خدمة الغسيل الكلوى على أكمل وجه فى جميع المستشفيات.