قال الدكتور محمد عثمان الخشت، نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب وأستاذ فلسفة الأديان والمذاهب الحديثة والمعاصرة، إنه يجب تجديد فهم المسلمين للدين، عن طريق ثورة فى التعليم والإعلام، حتى تحل الرؤية العلمية للدين والعالم محل الرؤية اللاهوتية السحرية القائمة على النقل والحفظ والاتباع الأعمى.
وأضاف الخشت - خلال ندوة حملت عنوان "نحو تأسيس خطاب دينى جديد" أقيمت بقاعة الفكر، ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الشارقة الدولى للكتاب فى دورته الخامسة الثلاثين خلال الفترة من 2 إلى 12 نوفمبر الجارى، واستضافت الدكتور محمد عثمان الخشت للمشاركة فى فعالياته الثقافية - أن الإسلام اليوم ليس الإسلام الذى نعرفه، قائلا: "إننا نشهد اليوم من يحاولون تغيير مفهومنا عن الإسلام، ومن غير الممكن تأسيس عصر دينى جديد دون تفكيك بعقل الدينى التقليدى".
وأكد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، أن تجديد الخطاب الدينى التقليدى أشبه بعملية ترميم بناء قديم، والأجدى هو إقامة بناء جديد بمفاهيم ولغة ومفردات جديدة.
ودعا الخشت، حسب بيان إعلامى، إلى ضرورة تكوين خطاب دينى من نوع مختلف، مؤكدا أن المشكلة ليست فى الاسلام، بل فى عقول المسلمين وحالة الجمود الفقهى والفكرى التى يعيشون فيها منذ أكثر من سبعة قرون.
ولفت الخشت إلى أن تجديد التفكير الدينى يتم من خلال تغيير طرق التفكير فى الدين، وتغيير المرجعيات الفكرية والدينية، مؤكدا على الحاجة إلى ثورة وعقلية على طرق التفكير الحاكمة لحياتنا .
وتوقف الخشت، عند الرؤية الأحادية للإسلام منها النظرة إلى الإسلام من زاوية واحدة وضيقة، مبينا عددا من الفئات التى تعتقد أنها تحتكر الفهم الصحيح والأوحد للإسلام .
ورأى أن تجديد المسلمين لذواتهم بات يقتدى بالدرجة الأولى تغيير رؤية العالم فى مخيلاتهم، لأن هذه الرؤية هى الأساس النظرى للفهم والتفكير، إضافة إلى تغيير طرائق تفكير الناس العادية فى الحياة اليومية وفى العمل والمجتمع والسياسة وتغيير طريقة ادراك المسلمين لمفهوم الدين.
وشدد الخشت، على ضرورة تفكيك البنية العقلية التى ترقد وراء هذا النوع من الخطاب الدينى عبر تفكيك العقل المغلق والعقل النقلى والفكر الإنسانى المتصلب المقنع بأقنعة دينية، فضلا على ضرورة تخليص الاسلام من الموروثات الاجتماعية.
وحول الخلق بين المقدس والبشرى، قال الخشت: بدأت الكلمة الإلهية فى الاسلام بـ(( اقرأ باسم ربك الذى خلق))، وانتهت بـ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا))، فالدين اكتمل بإعلان إلهى، وهذه هى كلمته الأخيرة، وهنا انغلقت "دائرة الكلمات المقدسة"، إذن كل ما جاء بعد ذلك فى التراث ليس "دينا"، بل هو مجرد اجتهادات بشرية فى فهم الدين واستنباط الأحكام.
يشار إلى أن معرض الشارقة الدولى للكتاب فى دورته الخامسة الثلاثين نوفمبر 2016، شارك فى فعالياته أكثر من 1400 دار نشر من 60 دولة، ومئات المنظمات الحكومية وشبه الحكومية والجامعات والناشرين والمكتبات العامة ومراكز البحوث، وشهد أكثر من مليونى زائر. وسجلت مصر، خلاله، نسبة مشاركة عالية بعد دولة الامارات العربية المتحدة ب 163 مشاركة.
وكانت جامعة القاهرة حاضرة فى المشاركة، ومثلها فى معرض الشارقة، مركز اللغات الأجنبية والترجمة، بجناح خاص ضم أكثر من 15 عنوان لمؤلفات عالمية مترجمة، ومجلات ودراسات علمية صادرة عن كليات الجامعة ومجلدات ثقافية ومعرفية، من بينها معجم الأديان للدكتور محمد عثمان الخشت الصادر عن مشروع جامعة القاهرة للترجمة.