أكد الدكتور حسين العطفى الأمين العام للمجلس العربى للمياه، أن هناك فجوة معلوماتية ومعرفية تعانى منها معظم دول المنطقة العربية رغم أن العالم يشهد اليوم واقعًا جديدًا يتميز بالديناميكية وسرعة التغيير نتيجة الثورات التى وقعت ولاسيما ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتى أدت إلى زيادة الاهتمام فى إنتاج المعلومات التى يجب أن ترسل إلى صناع القرار فى الوقت المناسب، لاتخاذ قرارات عقلانية، والمساهمة فى دفع عجلة التنمية المستدامة.
وأضاف العطفى فى كلمته خلال ورشة العمل الإقليمية لمعالجة وتبادل البيانات، أن من يملك المعرفة يملك القوة، وبالتالى تأتى أهمية بناء القدرات وتبادل الخبرات فى مجال معالجة البيانات بين دول المنطقة حول مخاطر المياه والبيئة، ووضع قاعدة معلوماتية موثقة عن نوعية المياه، ومناطق السيول والأمطار، ومعرفة دقيقة بأحوال الأرصاد الجوية، وإدارة الأمن المائى لدول المنطقة خاصة الدول العربية منها.
وتواصلت فعاليات ورشة العمل الإقليمية لتبادل ومعالجة البيانات لليوم الثانى، حيث تناولت عرضا للمكتب الاستشاري بشأن البيانات الميتورولوجية وكيفية تجميعها والخصائص الواجب توافرها لاختيار مواقع محطات الرصد وكيفية الربط بالبيانات الواردة من المحطات الأخرى فضلاً عن معالجتها من أجل المساعدة في للإعداد قاعدة بيانات وشبكة معلومات علاوة على استعراض الخبرات المتراكمة في مجال أنظمة الانذار المبكر للفيضانات، في ضوء شرح حالة دراسية من دولة اسبانيا عن شبكة الري والزراعة في شمال اسبانيا.
كما تم خلال الورشة تقديم حزمة من المعلومات المتعلقة بالنواحي الهيدرولوجية والتي تشمل حصر كميات المياه في الاحواض وكيفية تجميعها بدقة عالية وتحليل تلك البيانات ومعالجتها للاستفادة بها في وضع خطة لإدارة الموارد المائية حيث، تم مناقشة حالة دراسية تعكس أهمية انشاء منظومة متكاملة لرصد وتبادل البيانات، بالإضافة الى عرض أهم المعايير نوعية المياه والمشكلات الخاصة بها وكيفية إعداد نظم لمراقبتها والحفاظ على الحياة البيولوجية بالمجاري المائية وأحواض الانهار.
كما تم استعراض حالات دراسية من عدة دول أوروبية ونموذج لشبكة معلومات لتبادل البيانات الهيدرومترولوجية والبيانات الخاصة بنوعية المياه، فضلا عن تقديم محاضرة عن الاستشعار عن بعد وكيفية الاستفادة من تطبيقاته في مجال جمع البيانات ومعالجتها.
وقامت الدول المشاركة في ورشة العمل باستعراض خبراتها والتحديات التي تواجهها من خلال عروض تقديمية في مجال التعامل مع التحديات الناجمة عن الجفاف والفيضانات وتغير المناخ، حيث لوحظ في السنوات القليلة الماضية كثرة هذه التحديات والتي تترك آثارا مدمرة وأصبحت تعاني من ارتفاع درجات الحرارة وشدة البرودة.