عايزها مجربة ولا مؤدبة؟ عايزاه جان ولا خام؟ سألناها تختارى مين لشريك حياتك قالت: "اللى مقطع السمكة وديلها" سألناه هتختار مين قال: "القطة المغمضة"معايير اختيار شريك الحياة فى مصر بين الولد والبنت

وحدة خاصة للقياس ابتدعها المصريون لمعرفة مدى صلاحية شريك الحياة، ميزان من ذهب يزن عليه كل طرف فى العلاقة ما فعله الشخص الآخر فى الماضى، وبناءً عليه يتحدد الرد سواء بالقبول أو الرفض، وعلى الرغم من أن كلاهما يفكر بالطريقة ذاتها إلا أن الرجل يختلف عن المرأة فى الشروط التى يقدمها حتى يوافق عليها كزوجة، وهى على عكسه تماماً تبحث عن شىء آخر فى هذا الرجل الذى يستقر عليه قلبها ولا ترضى بدون ذلك. مجربة ولا مؤدبة، خبرة ولا ملوش فيها، هنا ستكون الإجابة محسومة بكل تأكيد فـأى بنت مصرية أصيلة تبحث عن شريك للحياة، بشرط أن يكون سبق وأن ارتبط عشرات المرات وليس لديها مانع فى أن يكون وعد غيرها بالزواج وفى النهاية استقر فى الاختيار عليها، هذه التركيبة الغريبة تجعلها أكثر ميلاً لهذا الرجل دون غيره، فهو فى عينها سوبر هيرو الذى جمع من حوله عشرات الفتيات وهو الآن بين يديها، سبب كافِ لكثير من الفتيات للموافقة على شريك الحياة، ووفق تحليل الكثير من هن أن هذه النوعية من الرجال يكون على حد تعبيرهن "شبعان.. وزهق من اللف". أما على الجانب الآخر، فإذا نظرت إلى قواعد "هو" للاختيار فهى مُختلفة بكل تأكيد فى عينه أن من ستنول شرف الزواج منه والحصول على لقب عائلته هذه القطة المغمضة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، تكون أقصى معلوماتها عن الزواج أن "البوسة ممكن تخلينا نخلف"، غير مُطلعة لا تنشغل بغيره اهتماماتها بالحياة محدودة أفكارها وطموحها سقفه أقل بكثير من سقف غرفة النوم، هذه هى المواصفات التى يفضلها الكثير من الرجال فى هذه البؤرة فى العالم، حتى إن ادعوا بغير ذلك، فأى رجل مصرى أصيل يبحث عن امرأة لا تحلم بسواه ولم تعرف عن عالم الذكور إلا ما سيطلعها عليه فقط. هو.. بيحب القطة المغمضة اللى ملهاش فى حاجة مهما اختلفت طريقة تفكيرهم فإجاباتهم لن تختلف كثيراً إذا عُرض عليهم سؤال "تحب تتجوز مين اللى جربت ولا القطة المغمضة؟"، قبل أن تنهى سؤالك ستكون إجابته حاضرة والتى لا تخرج بكل تأكيد عن "طبعاً البنت اللى ملهاش تجارب"، وهى كانت الإجابة ذاتها وقت أن قمنا بطرح السؤال على عدد من الرجال، حيث أكد محمد عمار ضابط شرطة يبلغ من العُمر 28 عاماً "أنا طبعاً أفضل البنت التى لم يسبق لها الارتباط بأى شكل من الأشكال، وهذا لا يعنى أنى أشكك فى أى فتاة أخرى ولكن هذه هى وجهة نظرى فى الارتباط، وأعتقد أن الكثير من الرجال يفضلون الزواج من فتاة لم يسبق لها الارتباط وهو ما أكد محمد مصطفى طبيب بشرى يبلغ من العمر 29 عاماً والذى أكد ساخراً: "أنا أحب البنت اللى تجيلى بالسلوفانة.. تعرف الحياة من خلالى، فهذا أفضل لى، وليس لدى مانع فى أن أتزوج من أخرى سبق لها الخطوبة من آخر، ولكن يجب أن أعرف كل تفاصيل هذه العلاقة، والأسباب التى جعلتها تنتهى، فهذا شىء مهم بالنسبة لى، وإذا لم يتضح من البداية فهذا معناه أن الارتباط لن يتم حتى إذا كنت على علاقة حب معها"، رأى محمد الصارم لم يختلف كثيراً عن رأى غيره من الرجال، حيث أجاب عمرو عبد الحميد 25 عاماً على هذا السؤال، قائلاً: "أنا أتجوز من البنت اللى تكون اتربت على إيدى عشان كده لما أتجوز هتجوز بنت صغيرة فى السن، لا تكون راحت ولا ليها أى خبرات قبل كده عشان أكون ضامنها". إجابتهم لم تخرج خارج هذا الإطار الضيق فى المفاهيم، ونظرتهم إلى النساء بشكل عام، فلأنه يراها مُجرد جسد يعتقد سلعة تباع وتشترى، يتخيل أنه إذا كانت على علاقة بشخص آخر أو حتى سبق لها وأن تمت خطبتها فهى بهذه الطريقة تكون تجاوزت كل الخطوط، وأنها فتاة سلوكها غير جيد، وجهة النظر هذه التى ظهرت واضحة فى رد شريف على، مهندس مدنى، الذى أكد "مفيش راجل مصرى يقبل على نفسه الزواج من فتاة سبق لها الارتباط بأشخاص من قبله، فأنا تحديداً إذا لم تكن زوجة المستقبل بدون خبرات سابقة لن أتزوجها بكل تأكيد لأن لا شىء يجبرنى على الزواج من فتاة سبق وأن كانت على علاقة بأشخاص سابقين". الإجابات جميعها متشابهة والتى تؤكد أن عقلية الرجل المصرى لها حسابات خاصة خصوصاً إذا ارتبط الأمر بـ"الستات"، ترتفع لديه كافة هرمونات الذكورة وأفكاره البدائية ومعتقداته الخاطئة عن المرأة، حتى إذا بلغ درجة كبيرة من الانفتاح فهى مازالت بالسنبة له جسد وشهوة، وهو يبحث بها عن رجولته، لذا يجب أن تكون لم تكن لأحد غيره من قبل، هكذا يرى، وهو ما أكد عليه إجابة أسامة محمد الطالب فى كلية آداب جامعة الزقازيق: "أنا مليش فى البنات اللى تقف مع الشباب فى الجامعة أو اللى يكون عندها أصحاب ولاد أصلا، أنا البنت اللى أرتبط بيها لازم تكون متعرفش أى حاجة خالص فى الدنيا، أنا ولد وأعرف بنات اليومين دول كويس جداً، وعارف إن فى كتير منهم مينفعوش أمهات وأنا استحالة أتجوز بنت من اللى بشوفهم فى الجامعة دول أنا عندى أهون إنى متجوزش خالص ولا أعاشر واحدة منهم فى بنات بردوا كويسين بس الواحد ميضمنش بقى عشان كده يوم ما أقرر أتجوز هختار بنت امى جيبهالى". عمرو، شريف،محمد، جميعهم اتفقوا على أن البنت التى تصلح للزواج هى بكل تأكيد هذه التى لم يسبق لها الارتباط، قانون وضعه بعضهم لاختيار زوجة المستقبل وعلى الرغم من اختلاف ثقافتهم وطبائعهم إلا أن هذه الأفكار المجتمعية البالية ما تحكم هذه العقول وتتحكم فى درجة قياس وتقييم النساء فى بلدنا، فمن سبق لها الزواج مستعملة، ومن ارتبطت قبل الزواج فهى خرجت عن إطار الأدب والأخلاق وأنها يجب أن تُرجم بالنار أو تعاقب بالترك أو الإهمال أو عدم الزواج لأنها بالنسبة له لا تصلح للزواج أو تحمل مسئولية بيت، فبهذه الطريقة يرى الرجل المصرى المرأة، وهذه هى قواعده الظالمة لاختيار الزوجة. هى.. بتدور على الراجل اللى مقطع السمكة وديلها وعرف بنات بعدد شعر راسه على الجانب الآخر، تبحث هى عن زوج وشريك للحياة بمعنى مختلف تماماً غير مفهوم هو عن الارتباط والحب والزواج، هى تبحث بمنطق مختلف لا يتشابه مع منطق "هو" فى الاختيار، إذا كان هو يبحث عن هذه المرأة التى لم يسبق لها الارتباط أو الدخول فى أى علاقة عاطفية من قبل، أما هى تبحث عن شخص مختلف تماماً هذا الذى سبق له الارتباط عشرات المرات وكان له مغامرات عاطفية تتجاوز شعر رأسه، هذا يجعلها أكثر انتشاءً وفرحاً بهذه التجربة، التى تراها مختلفة وستنجح بها، لأنها حصلت على قلب رجل كان له عشرات الحكايات العاطفية وقرر أن يختارها هى دون غيرها، هذا هو توضيح ما عبرت عنه إجابات الفتيات على سؤال "تحب تتجوزى راجل خبرة ولا على نياته"، فقالت سلمى السيد الطالبة بكلية الحقوق جامعة عين شمس رداً على هذا السؤال: "أنا شخصياً أفضل الزواج من الراجل الذى سبق وأن كان له علاقات ولكن بحدود، فهدفى هو أن يكون هذا الرجل على دراية بالحياة والزواج والفتيات وعالمهن الواسع يعرف كيف يتعامل معى، على عكس الرجل الذى يتعامل مع الأمر ببدائية وكأنه يتعامل مع المرأة للمرة الأولى، وهو ما تفضله الكثير من الفتيات، أن يكون زوج المستقبل قد سبق له الارتباط أو حتى الخطبة، لأنه يكون أكثر تفاهماً فى تعامله معها". أما ريهام حمدى المتخرجة فى كلية الاقتصاد تقول: "الراجل اللى عنده تجارب بيكون أحلى بكتير من الراجل الخام، عايزة حد يكون فاهم يتعامل معايا يدخلى إزاى، يعرف إزاى، إنما الخام ده أولاً هيكون مقفل هيستغرب أى رد فعل منى أو تصرف يمكن يكون بالنسبة لرجالة كتير عادى إنما هو هيتعامل بمنطق العيب لدرجة ممكن تخنقنى، وديه من مميزات الراجل اللى يكون صاحب قبل كده، ده غير إن الرجالة اللى من النوعية ديه بيكونوا فاهمين الست قوى، وعارفين مطالبها كويس، وبيقدروا قوى فكرة الست اللى متحررة أو اللى متطلعة للأحسن". أما "بسمة عزب" ست بيت تقول: "أنا شخصياً بدور على الراجل المدردح اللى عارف الستات كويس، عارف إزاى يتعامل معايا، ده غير إنه كده مش هيكبتنى ولا يحسسنى بإنى عبده عنده، هو عنده حياته يحب يبص بره مش مهم المهم أنا اللى باقية وأنا اللى اختارنى، وده مبيخوفنيش أصلاً، لأن الراجل مهما صاحب وحب بيرجع للست المحترمة اللى اختارها، وبعدين الرجالة اللى من النوعية ديه بتكون مفرفشة مش نكدية، ويعرف يدلع ويبسط الست اللى معاه، عشان كده لما اختارت جوزى، قولت لازم يكون مش قفل، اختارت راجل سافر وجيه وراح مش ابن أمه، عشان ده كله هيطلع عليا بعد كده لو مقفل زيادة عن اللزوم هيخلى حياتى سودا وكل حاجة هتكون غلط حتى النفس هيستكتره عليا، ومش أنا بس بحب كده حتى أخواتى البنات لما اختاروا اختاروا بنفس الطريقة". شروط الاختيار الآن تختلف كثيراً عن قواعد الاختيار فى الزمن الجميل، فهى تبحث عن رجل كان له علاقات نسائية كثيرة، فهذا هو شرطها الأساسى فى الزواج، على عكس قواعد الاختيار زمان، وهو ما تحدثت عنه "ولاء مصطفى" تبلغ من العمر 35 عاماً "يمكن أنا من زمن قديم شوية أو مش زى الجيل ده، أنا حبيت واتجوزت راجل محترم، ده اللى كنت بدور عليه فى الراجل اللى هكمل معاه حياتى، مبدورش هو يعرف ولا ميعرفش وكان الأهم بالنسبة لى فى الاختيار إنى أتجوز راجل يحبنى ويصونى ويحترم علاقتنا وده هيخلنى سعيدة، مش إنه يكون مرتبط ببنات كتير قبلى، أنا كنت بدور على راجل أعيش معاه بجد، على عكس اختى الصغيرة، دماغها مختلفة عنى تماماً، بتدور على الواد الجان اللى مجنن البنات، ويكون هو ده اختيارها لزوج المستقبل، والأفكار ديه اتغيرت عن زمان عشان احنا اتغيرنا والمجتمع بالكامل أفكاره ومعتقداته اتغيرت تماماً والمقاييس بقيت مختلفة عشان كده البنات بتدور على الشخص اللى مقطع السمكة وديلها والراجل الخبرة فى الحب والجواز وكل حاجة". لأنها حاسة بالضعف فبتدور على الراجل المسيطر.. ولأنه عنده شعور بالنقص فبيختار المقهورة الغلبانة.. "الطب النفسى بيقول كده" بين هذا وذاك وجد الطب النفسى تفسيراً واضحاً لطريقة تفكير الرجل المصرى والمرأة على النقيض تماماً، أكد مينا جورج الطبيب النفسى بجامعة عين شمس ورئيس قسم التأهيل النفسى بالمستشفى تعليقاً على هذا وفيما يخص الرجل المصرى، قائلاً :"الرجل بطبيعته يعشق السيطرة، ويسعى لاختيار زوجة خام لا خبرة لها فى الحياة بشكل عام لأن هذا هو الأفضل بالنسبة له، وهذه هى الطريقة المضمونة لإثبات رجولته والحفاظ عليها فى الوقت نفسه، فيفضل أن تكون الزوجة مغلوبة مقهورة لا صوت لها، حتى يمارس عليها سلطاته كاملة، فضلاً عن أن هذا المجتمع المصرى ذكورى بطبعه، يعطى المساحة للرجل لكى يجرب كل شىء فى الحياة، ووقت الزواج يبحث عن امرأة خبرتها فى الحياة "زيرو". أما الست المصرية فهى فى الأساس تربت على مبدأ أنها مكسورة الجناح وقليلة الحيلة، ولا رأى لها فى الحياة، وأن كل ما يجب أن تقوم به يجب أن يكون من خلال رجل، وهو ما يجعلها تبحث عن رجل "سيطرة" بمعنى أنه سبق وأن ارتبط عشرات المرات، فهذا يضمن لها رجل قوى من وجهة نظرها، كما أن فكرة أنه ارتبط قبل ذلك تُشعرها بالثقة الزائدة بالنفس وأنها بذلك أفضل من كل النساء اللاتى ارتبط هو بهن، وهذا يجعلها تشعر بأنها "ست مفيش زيها اتنين"، وهذا يجلها تثق بنفسها أكثر، فهى تتعامل هنا بمنطق الحصول على "سيد الرجالة" وهو أمر يجعلها تشعر بالتميز عن غيرها من النساء الأخريات. وعن اختيار كلاهما فيؤكد مينا جورج، أن هذه الاختيارات لا تنذر إلا بأننا نعيش فى مجتمع مريض، ونقص فى أنفسنا، لذا يبحث كلاهما عن ما ينقصه فى الشخص الأخر، لكى يشعر بالطمآنينة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;