أعلن بعض الباحثين والأثريين أن ساقين محنطتان معروضتان فى متحف تورينو الإيطالى من المحتمل أن ينتميا إلى الملكة نفرتارى، زوجة الملك رمسيس الثانى خلال الفترة الأولى من عصر الأسرة التاسعة عشر.
وقال مايكل هابتشيت عالم المصريات فى معهد الطب التطورى بجامعة زيورخ بسويسرا فى تصريحات لشبكة "Seeker" الإخبارية للعلوم والفضاء الأمريكية اليوم الخميس إن العلماء توصلوا فى دراسة إلى أن الساقين اللتان تتكونان من أجزاء من عظم الفخذ ومفاصل الركبة من المحتمل أن تنتمى إلى الملكة نفرتارى حيث يرجع تاريخها إلى أكثر من 3200 سنة.
وأضاف العالم أن "نفرتارى واحدة من أعظم وأهم الملكات فى مصر، ووفقا للدراسة التى نشرت فى دورية "PLOS ONE" الصادرة عن المكتبة العامة للعلوم الأمريكية، فإن الملكة نفرتاري كانت تتسم بجسم نحيف جدا وطويل القامة، كما إن المعلومات المتاحة للعلماء ساعدتهم فى إعادة استنباط ملامح حياة الملكة.
وتابعت الشبكة أنه عندما قام الدبلوماسى الإيطالى وعالم الأثار ارنستو شياباريلى بفتح مقبرة نفارتارى فى 1904، وجد أجزاء من بقاياها مكسورة ومن ضمنها أجزاء من تابوت من الجرانيت الوردى والذى كان يحمل فى يوم من الأيام زوج من "صندل قدم" وساقين محنتطان. وتم وضع الساقين فى المتحف المصرى بتورينو فى إيطاليا وتخضع جميع البقايا للتدقيق في دراسة تشمل جميع التخصصات.
من جهته، قال كاتب الدراسة ورئيس معهد الطب التطورى بجامعة زيوريخ فرانك روهلى إنه بالرغم من عدم وجود اليقين المطلق لإثبات أن الساقين للملكة نفارتارى، إلا أن النتائج تتحدث عن التعرف على رفاتها".
كما إن إعادة تكوين وتقييم حجم الركبتين يكشف أنهما ينتميان الى امرأة يتراوح ارتفاعها بين 165 سم (5 أقدام و 5 بوصات) و168 سم (5 أقدام و 6 إنشات). وكان توصل البروفيسور ماسيج هينبيرج في جامعة أديلايد بإستراليا لنفس النتائج عن ارتفاع الجسم.
وأوضح روهلى أن المعلومات أفادت أيضا أن السيدة صاحبة السيقان من المملكة الحديثة والفترة الانتقالية الثالثة تشير إلى أنها كانت أطول بنسبة 84% عن نساء عصرها.
وأظهر تحليل المواد التي كانت تستخدم في التحنيط أنها متفقة مع تقاليد التحنيط عصر الرعامسة، في حين أشارت الأشعة السينية في الركبة اليسرى إلى آثار محتملة من تصلب الشرايين، مما يشير إلى الساقين ينتمي إلى شخص مسن، مما تزيد هذه الأدلة إلى أن الركبتان تنتمي لسيدة ما بين 40 و50 عاما.
نتائج تتعارض مع الدراسة
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن العلماء اعترفوا أن اللغز حول الساقين لم يتضح بعد بشكل كامل، كما إن مقبرة نفرتاري تم العثور عليها بعد أن طالتها أيدي أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن اختبار "DNA" لم يكن حاسما والعينات التي أخذت كانت قد فسدت وغير صالحة للتحليل كما إن اختبارات الكربون المشع (الذي يستخدم في تحديد عمر القطع الأثرية) أسفر عن نتائج "غريبة" تشير إلى أن البقايا يحتمل أن يرجع تاريخها إلى حوالي 200 عاما قبل عهد الملكة نفرتاري. ومن ثم لا تزال المجادلة بين العلماء حول نتائج الكربون المشع والنموذج الزمني الذي وضعه العلماء.
وتابع العلماء أن الصندل الذى عثر عليه مصنوعا من مادة نباتية (الحشائش ، أوراق النخيل والبردي) وهو نفس نموذج أحذية القدم في تاريخ الأسر 18 و19. كما إن جودة وشكل الصندل يشيران إلى أنهما من الأحذية الملكية. كما إن حجم الحذاء يناسب ارتفاع جسم الملكة نفرتارى. وهو ما اتفق عليه أيضا أندريه فيلدميجر، باحث زائر في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، لكن أشار إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون يناسب الملكة نفرتارى.
ويعتقد العلماء أن بقايا الساقين من المحتمل تم أخذها من مقبرة ترجع إلى فترة الأسرة 17 أو 18 ونقلها إلى مقبرة الملكة بعد فتحها، وفقا للشبكة التي أشارت إلى أن المقبرة موجودة في أعلى سطح الأرض في وادي الملكات، إلا أن مقابر الأسر 17 و18 يكون معظمها في أسفل الوادي.
ويقول هابيتشي إن "السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن الركبتين ينتميان حقا إلى الملكة نفرتاري. فلدينا حقيقة أن البقايا عثر عليها في قبرها، مع أشياء وأن اللوحات الجدارية الرئعة المزخرفة في مقبرة الملكة بوادي الملكات بالأقصر تصور جمالها في شكل نابض بالحياة على نحو غير عادي، وتعكس هذه الجداريات أن نفرتاري كانت مثقفة ولعبت دورا نشطا في السياسة الخارجية.
وتابع عالم الأثار أن نفرتاري قد أنجبت أربع أولاد وأربع بنات كما حضرت احتفال افتتاح معبد أبي سمبل في السنة 24 من حكم الملك رمسيس الثاني، وبعد هذا الحدث اختفت سياسيا من التاريخ.
ويقدر العلماء أن الملكة قد تكون توفيت في السنة 25 من حكم زوجها عن عمر قد يناهز ما بين 40 إلى 50 عاما، وفقا للشبكة التي أشارت إلى أن مومياء الملكة تم تمزقها إلى قطع وتفرقت في أنحاء العالم من قبل اللصوص القدماء.