محمد أبو النور يكتب :المهمة المستحيلة لنقيب الزراعيين القادم

لو كنت واحدا من الأسماء الـ 7 التى ستخوض انتخابات نقابة الزراعيين ، على مقعد النقيب يوم الأحد 29 يناير القادم، لفكرت ألف مرة قبل خوض غمار هذه المنافسة محفوفة المخاطر، ليس هذا تقليلا من جهد ولا قيمة ولا تخويفا للأسماء التى ستنافس لتصل إلى قيادة سفينة الزراعيين ،فى هذا الوقت العصيب بالنسبة للنقابة وواقعها وأزماتها وماضيها ومستقبلها فى خدمة أعضائها، بل إننى مشفق تمام الإشفاق على من سيفوز بثقة الجمعية العمومية ليُصبح نقيبا للزراعيين، لأنه فى اليوم الثانى لدخوله مكتبه بالنقابة ، سيكون عليه أن يترك الوعود الانتخابية خلف ظهره ، والتى تحدث عنها كثيرا خلال خوضه المنافسة ، ثم يبدأ فى معايشة الواقع بالهبوط من الطيران فى الفضاء والأحلام والخيال إلى السير على أرض الواقع المؤلم للنقابة ،والتفكير فى مصيبة وكارثة توفير مابين 280 إلى 300 مليون جنيها عاجلة ،وليست آجلة للمعاشات فقط ،هذه أول وأهم مشاكل النقابة ، ثم توفير مابين 10 إلى 15 مليون جنيه شهريا تحت بند المعاشات ،وهذه المشكلة للحقيقة ليست مشكلة اليوم ، بل تراكمت من عام لآخر ومن دورة انتخابية لأخرى ،حتى وصلت إلى طريق شبه مسدود ، ولكنه ليس مستحيلا على الحل ،إذا صدقت النوايا ،وخلص العمل لوجه الله تعالى ولخدمة الزراعيين شبابا وشيوخا.

من المشاكل القديمة والمستعصية فى نقابة الزراعيين أيضا، قضية وملف تغيير وتحديث قانون النقابة ،حتى يصبح أكثر واقعية وأكثر مرونة فى البحث عن تمويل لأنشطة النقابة ، خاصة وأن هذه النقابة يمكن أن تصبح من أغنى النقابات فى مصر، لو وجدت عقليات تدرس وتناقش وتحسن استغلال المعطيات والمتاح للأنشطة التى للنقابة ولاية عليها، فنقابة الزراعيين وأعضاؤها هم الذين يشرفون ويتابعون ويراقبون كل نشاط زراعى فى مصر، من تقاوى وبذور ومبيدات وتصدير واستيراد لحاصلات زراعية، ،وكل هذه الأنشطة وغيرها ،يمكن أن تكون ضمن مصادر وموارد ودخل النقابة.


وهناك أيضا باب الاشتراكات ،فحوالى 450 ألف عضو بالجمعية العمومية،لهم حق المشاركة فى الانتخابات الحالية، لو دفع كل منهم 10 جنيهات فى الاشتراك السنوى لكانت الحصيلة 4 مليون و500 ألف جنيها، وكلما تضاعف مبلغ الاشتراك زادت الحصيلة، وليكن مثلا الاشتراك السنوى 100 جنيه ، علما بإن مبلغ الـ 100 جنيه لا تمثل قيمة ولا معضلة كبرى فى هذا الغلاء ، وهذه الأسعار التى تتصاعد يوما بعد آخر، وهنا ستصل الحصيلة النهائية لموازنة النقابة لحوالى 45 مليون جنيه، وكل هذه أفكار لغير المحترفين فى التخطيط الاقتصادى والاكتوارى للنقابة، فما بالك لو استعان النقيب والمجلس القادم بخبراء فى الاقتصاد والاكتواريات وصولا إلى تقديم خدمة مناسبة ومستقرة لجموع الزراعيين على أسس علمية مدروسة.

مطلوب من نقيب الزراعيين القادم ومجلسه أيضا ،أن يستعينوا بأهل الخبرة الاقتصادية والاكتوارية والإدارية ،لتقديم المشورة والنصيحة والرأى والخدمة لانتشال نقابة الزراعيين من الواقع الأسود الذى تعيشه منذ 30 عاما، ولن يتم الإصلاح وتوفير التمويل اللازم لهذه النقابة إلا من خلال ثورة تصحيح بداخلها، بحثا عن التمويل اللازم والثابت والمستقر لأنشطة النقابة وقانونها.






الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;