أدانت أحزاب سياسية جزائرية، بقوة حادث الهرم الإرهابى، واصفة إياه بـ"العمل الخسيس"، الذى استهدف أبرياء قدموا أرواحهم الطاهرة فداء للوطن ، داعية الشعب المصرى إلى التماسك حتى يتم الثأر والقصاص من مرتكبى الحادث الإجرامى.
وأكد رؤساء الأحزاب الجزائرية والمتحدثون باسمها- فى أحاديث منفصلة لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر اليوم (الأحد)- أن الإرهاب، بكل أشكاله وصوره، يمثل أخطر التهديدات، التى تواجه ليس مصر فحسب وإنما المنطقة العربية كلها، بل العالم أجمع، مشددين على ضرورة تقديم مرتكبى وممولى وداعمى تلك الأعمال الإرهابية إلى العدالة حتى تبرد دماء الشهداء التى سالت بدون ذنب كما شددوا على ضرورة تضافر الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة الإرهاب واجتثاثها من جذورها، ووقف مصادر تمويلها، ومعالجة الأسباب المؤدية لها.
وقال حسين خلدون عضو المكتب السياسى لحزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم فى الجزائر والمكلف بالإعلام:"ندين ونستنكر بشدة الهجوم الارهابى الذى استهدف أول أمس الجمعة تمركزا أمنيا بالهرم فى مصر".
وقدم خلدون خالص التعازى لأسر الضحايا وأعرب عن تضامنه مع مصر وشعبها، مضيفا "أننا نؤكد موقفنا الثابت الرافض للإرهاب والداعى إلى وجوب العمل لاستئصاله كونه ظاهرة إجرامية بغيضة غريبة عن ديننا وتقاليدنا وقيمنا الاسلامية السمحة".
وجدد دعوة الجزائر"للمجتمع الدولى والفاعلين فى هذا المجال لتكثيف الجهود وتنسيقيها لاستئصال هذه الظاهرة التى باتت تشكل تهديدا للسلم والامن والاستقرار فى مختلف مناطق العالم"، موضحا أن "الجزائر التى لعبت دورا رياديا فى مجال محاربة الإرهاب وتجندت لتوعية شركائها والرأى العام الدولى للعمل على استئصاله ستواصل جهودها حتى تحقيق هذا الهدف".
ونعى ببالغ الحزن والأسى، الشهداء الذين بذلوا أرواحهم الذكية فى سبيل الواجب خدمة لوطنهم، مؤكدا أن دماء الشهداء الطاهرة لن تضيع هباء وسيتم القصاص من الأيادى الآثمة التى ارتكبت هذه الأفعال الإرهابية الغادرة.
وقال أن :"هذا الحادث المؤسف يجعلنا فى أمس الحاجة كأمة عربية وإسلامية للتصدى والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه التخريب فى الأوطان".
من جانبه، أعرب موسى تواتى رئيس حزب " الجبهة الوطنية الجزائرية" عن أسفه لمقتل أفراد الكمين الأمنى فى عملية إرهابية جبانة ومدانة بكل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، مؤكدا حرمة الدماء الانسانية وأن إراقة هذه الدماء لا تمت بصلة إلى القيم الإسلامية أو الانسانية.
وقال تواتى أن :"العنف مرفوض أيا كان سببه وحيثما كان مصدره لا يمكن أن نقبل بهذا الأسلوب الرخيص"، منددا بهذه الأعمال "الخسيسة" سواء كانت فى مصر أو فى أى دولة أخرى.
بدوره، أكد جمال بن عبد السلام رئيس حزب "جبهة الجزائر الجديدة" رفضه التام لانتهاج العنف سبيلا، مضيفا أن انتشار السلاح فى أيدى هذه المجموعات الإرهابية مرفوض ومقلق..وقال :"إننا ضحايا فكر تكفيرى بعيدا تماما عن قيم إسلامنا الحنيف وهذا الفكر التكفيرى يبيح دماء الانسان".
ووصف التفجيرات الإرهابية بأنها جرائم مروعة تتنافى مع القيم والمبادئ الانسانية والأخلاقية، وتبرهن بأن الإرهاب آفة خطيرة ينبغى أن تتضافر كل الجهود من أجل القضاء عليها وتخليص المجتمعات من شرورها، مؤكدا مساندة حزبه للجهود المصرية المبذولة فى مكافحة هذه الآفة الخطيرة للحفاظ على أمن وسلامة مواطنيها.
من جانبه، قال النائب البرلمانى فيلالى غوينى رئيس "حركة الإصلاح الوطني" الجزائرية :"عندما نتحدث عن الإرهاب الأسود فاننا نتحدث من منطلق التجربة المرة التى عشناها فى الجزائر وعانينا منها أشد المعاناة فى عشرية سوداء نسأل الله إلا تعود"، داعيا المصريين كافة إلى الوحدة ورص الصفوف من أجل بناء وطنهم سياسيا واقتصاديا لان مصر هى الشقيقة الكبرى كما دعا إلى مزيد من الانسجام والتآخى بين المصريين.
من ناحيته، قال رئيس حزب "جبهة المستقبل" عبد العزيز بلعيد :"ندين الحادث الأليم الذى استهدف أشقاء لنا فى مصر ..وحزبنا ضد العنف والإرهاب بكل أشكاله وأنواعه"، مؤكدا تضامنه التام مع مصر قيادة وحكومة وشعبا وجيشا وتأييده لما تتخذه من إجراءات وتدابير تستهدف مواجهة الإرهاب والقضاء عليه.
وأضاف :"أننا نصرخ عاليا ضد هذا الإرهاب الأعمى الذى ينخر فى جسد الأمة العربية والإسلامية بلا وازع من دين أو بقية من ضمير"، داعيا الشعوب العربية إلى أن تنتفض ضد الإرهاب وتؤازر وتساند حكوماتها وشرطتها وجيوشها فى مواجهة هذه الظاهرة المدانة والمرفوضة.