أكد الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة طلبت رعاية قبر الأميرة فاطمة بنت الخديو إسماعيل وإعلانه أثرا ردا للجميل على ما بذلته للجامعة، قائلا: "الجامعة ليست مبنى فقط وإنما معنى ورجال ونساء سطروا بعقولهم وقلوبهم ووجدانهم أنصع الصفحات فى البحث العلمى والريادة فى كل المجالات"، مشيرا إلى أنها جامعة الشعب والفكرة التى نشأت بين أحضانه وكانت فى ذاتها أداة من أدوات التحرر والاستقلال فى مواجهة المحتل والفقر والجهل.
وأضاف نصار، خلال احتفالية عيد العلم التى تنظمها جامعة القاهرة اليوم الأربعاء بقبة الجامعة: كنا على خط النار وتغلبنا على التحديات ومصر الدولة والشعب ستكسر الإرهاب وتنتصر عليه لأن هذا أمر حق والأكثر إشكالية هذا الفكر المتطرف الذى يسكن كالنار تحت الرماد تحت جلد المؤسسات المصرية والحكومية ومنها الجامعات وكان من اللازم أن يكون هناك برنامج ثقافى لمواجهة هذا الفكر المتطرف".
وأشار نصار إلى أن جامعة القاهرة راهنت على هذا البرنامج الثقافى وكسبت الرهان فى أن هذا البرنامج استعاد الجامعة من براثن هؤلاء المتطرفين وأصبح الموسم الثقافى مؤسسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، قائلأ: "هذه الجامعة التى بقبتها ترمز إلى النور والعلم والتنوير وساعتها التى تدق لتنبه المصريين إلى أن ادركوا الوقت ولا تضيعوه".
وتابع: اليوم مصر تقف فى نقطة زمنية فارقة وصعبة ولكن من رحم الآلام تولد الآمال وكلما كانت الآلام موجعة كانت الآمال واسعة وعريضة، فى جامعة القاهرة جاء الحلم وتبنت الفكرة فتاة مصرية رائعة وهبت أرضها ومالها وحليها إلى جامعة القاهرة لكى يشيد المصريون هذا الصرح التنويرى الرائع، وكانت التقاليد تحكم على المرأة أحكاما جائرة غير منصفة ولا عادلة حرمتها حتى من أن تحضر افتتاح الجامعة".
وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة ترد الآن الجميل لتكون سندا وعونا لحقوق المرأة والمصريين ومكانا لكى يتعلم فيه المصريات، قائلا: "لدينا أكثر من 56 % من طلاب جامعة القاهرة طالبات، تحية واجبة إلى الأميرة فاطمة بنت الخديوى إسماعيل المساهمة فى بناء جامعة القاهرة، وطلبنا منذ شهور من وزير الآثار أن يترك قبر الأميرة فاطمة أثرا وتتكفل به جامعة القاهرة ترميما ورعاية حتى يكون أثرا يقصده من يقصده بالسياحة".
واستكمل: "آثرنا أن تقدم الجامعة رغم الظروف الصعبة نموذجا ناجحا للإصلاح فى كافة محاوره ومربعاته فى البحث العلمى ،حيث أطلقت الجامعة ميزانية البحث العلمى بغير سطح، ولم يحدث خلال 3 سنوات رفض تمويل بحث علمى جاد توافرت فيه المعايير الشروط التى ضعتها الجامعة التى عملت بعد تحرير سعر الصرف على مضاعفة مساهمتها فى المؤتمرات العلمية لأعضاء التدريس ومضاعفة مكافآت النشر الدولى هذا العام بنسبة الثلث، وتم استحداث جوائز من جوائز الجامعة وسيتم النظر فى رفع قيمة هذه الجوائز بعد الإجراءات الاقتصادية".
وأكد نصار، أن كل كليات الجامعة لديها تمويل ذاتى لكل ما تحتاج إليه، وأن هذا جزء مهم من الإصلاح المالى والإدارى فى الجامعة وترتب عليها فى ظروف بالغة الصعوبة التحول الذى سمعتموه عن مالية جامعة القاهرة.