حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من خطورة الأعمال الانتحارية التى تلجأ إليها جماعات العنف والتكفير حول العالم، والتى توقع الكثير من الضحايا والأبرياء بشكل عشوائى، وتقوض الأمن والاستقرار وتنشر الفزع بين المواطنين.
جاء ذلك فى أعقاب مقتل اثنين وثلاثين شخصًا على الأقل وإصابة نحو ستة وثمانين آخرين فى ثلاثة هجمات انتحارية، نفذتها أربع انتحاريات شابات استهدفن سوقًا فى قرية "بودو" فى أقصى شمال شرق الكاميرون، فى واحدٍ من اسوأ الاعتداءات فى هذه المنطقة التى تهاجمها باستمرار جماعة "بوكو حرام".
وأكد المرصد، حسب بيان اليوم، أن جماعة "بوكو حرام" دأبت على استخدام العناصر الانتحارية فى العمليات الأخيرة التى نفذتها الجماعة، والتى انتقلت بدورها إلى جماعات أخرى، غير أن بوكو حرام قد اشتهرت عن غيرها من تلك الجماعات بتوظيف الانتحاريات فى تنفيذ تلك العمليات، مستغلين فى ذلك ظروف بعض السيدات ممن فقدن أزواجهن فى العمليات الإرهابية، أو ممن يصدقن دعاية تلك التنظيمات وفتاويها الضالة التى تنشرها فى المناطق التى تسيطر عليها.
ولفت المرصد إلى أن جماعة "بوكو حرام" تعمل على استغلال ضعف المعرفة الدينية لدى الكثير من سكان القرى والبلدات الإفريقية النائية لنشر المناهج المتطرفة، وتلقين أهل تلك البلدات المعتقدات المتشددة التى تحقق أهداف التنظيم، وتسهم فى تزويد الجماعات والحركات بالكثير من العناصر الانتحارية، وتضمن للتنظيم استمرار الحاضنة الشعبية والإمداد البشري، بدعوى أن ما يقوم به العنصر الإرهابى هو نوع من الجهاد المشروع.
ودعا المرصد إلى تكثيف العمل الدعوى والتوعوى فى الدول الإفريقية، وإيفاد العلماء إلى تلك الدول من أجل مقاومة الفكر المتطرف والمناهج المتشددة التى تزرعها الجماعات المتطرفة هناك.