أكد الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة أنه لا أحد يمكنه منافسة مصر فى الفن والثقافة والتعليم، ولابد ألا نفقد هذا الدور الهام.
وأضاف خلال كلمته فى مؤتمر مجلس الأعمال المصرى الكندى، برئاسة معتز رسلان مساء اليوم أن إصلاح العملية التعليمية مهم جدا، لافتا إلى أن السؤال المهم هو كيف نطور التعليم، مشيرا إلى أنه لابد من عمل إصلاح قوى سريع للمنظومة، لافتًا إلى أن الجامعة كانت مديونة، وتحصل الآن على مليار و400 مليون من الدولة، مقارنة بمليار و800 مليون قبل ذلك، وبالتالى بدأنا ندرس احتياج الجامعة الفعلى فمن يعمل يحصل على حقه، بحيث يتم الإنفاق فى موضعه.
وقال رئيس جامعة القاهرة"لا يصلح أن يحصل المدرس المتفرغ للدروس وينام فى المدرسة على نفس ما يحصل عليه زميله المتفرغ للتدريس، ورغم مشاكل التعليم فإن الحلول سهلة، من خلال إصلاح نظم الامتحانات وتطوير مما خفف الأعباء المالية وأصبحت الميزانية تكفى العام كله.
وأكد الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة أنفقت 2 مليار جنيه ذاتيا بعيدا عن موازنة الدولة، لافتا إلى أن الجامعة فى حسابها 1.8 مليار جنيه منها 60% من العملة الصعبة، مشيرًا إلى أنه يدرس فى الجامعة 19 جنسية، وأن 13 ألف طالب رغبوا فى دراسة الطب فى مصر، وللأسف اخترنا أعدادا محدودة فقط، لافتا إلى أن تطوير التعليم يوفر العملة الصعبة بشكل كبير مما يساهم فى دعم الاقتصاد، خاصة تطوير التعليم الفنى، فالأمم تتقدم بالأفكار وليس بالأموال.
من جانبه قال عمرو خفاجى رئيس تحرير الشروق: إن مصر بحاجة إلى تطوير التعليم حيث إن وجوده شكلى فى المجال العام، مشيرًا إلى أن التعليم يعانى من إهمال كبير، لافتا إلى أن الدكتور طه حسين قال فى أحد كتبه إننا مجتمع مختلف بسبب وجود نوعين من التعليم فى مصر، مؤكدًا أن فى مصر فيها 9% تعليم بأموال والباقى تعليم عام، ومع ذلك هل يمكن استمرار الطالب راسب 9 سنوات فى التعليم المجانى.
وأشار الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، أنه لابد من إصلاح واقع التعليم بما يساهم فى توفير الأموال ورفع الأعباء عن المؤسسات.
وقال نصار إنه لابد من آلية للتعامل مع الدروس الخصوصية بما لا يساهم فى نشرها معتبرا أن الدرس حالة نفسية قبل أن تكون حالة تعليمية. مضيفا أن رواتب الأساتذة تصل لنحو 40% من الميزانية ولذا كان لابد من حسن إدارة الأموال.
قال الدكتور جابر نصار ، رئيس جامعة القاهرة لابد من مواجهة المشاكل الواقعية التى تواجه التعليم فى مصر بالتزامن مع وضع الحلول المستقبلية اذ أن التحديات الحالية لا تحتاج إلى خطة استراتيجية وإصلاحها بسيط وليس معقدا.
وأضاف أن معالجة المشاكل القائمة تحتاج إلى إصلاح إدارى ومالى وعدالة وشفافية لمنظومة التعليمية، مضيفا أن المدرس المصرى الذى سافر إعارة بمنتصف الثمانيات تأثر بأفكار رجعية متطرفة، متسائلا كيف نتحدث تعليم مواد الموسيقى والفنون والرياضة و صولها تحولت إلى مخازن داخل المدرسة.
أوضح نصار، لدينا دراسات كبيرة ومتعددة عن مشاكل التعليم فى مصر، ولم يعد لدينا حاجة إلى تفصيل وبحث لهذه المشكلات، وإنما نحن بحاجة إلى إجراءات تكون خارج الصندوق لحل هذه المشاكل.
ولفت إلى أن الاقتصاد غير الرسمى مشكلة الحكومة منها 40 مليار جنيه يتم دفعها للدروس الخصوصية، مشددا على اهمية حل المشكلة لأنها فى الاقتصاد غير الرسمى.
وقال نصار لا المدرس الذى يحصل على 100 ألف شهريا يدفع الضرائب ولا مراكز الدروس الخصوصية، مؤكدا أن إغلاق مراكز الدروس رفع أسعارها.
وقال كيف ننمى الفن والموسيقى والمدرس يعتبرها حراما، وكذلك فى مختلف المشكلات الواقعية ولابد من إيجاد حلول لها.
اكد الدكتور حسام بدراوى رئيس مؤسسة النيل بدراوى للتعليم والتنمية، إن الصعوبات والمشاكل التى تواجهنا لا يمكن حلها وتخطيها بنفس طريقة التفكير التى أنشئت بها هذه المشاكل.
وقال بدراوى خلال مؤتمر مستقبل التعليم فى مصر المنعقد بأحد الفنادق، إن التعليم مر بمراحل تقدم كثيرة، حيث تم استخدام القلم والكتاب ثم الكاميرا والصورة والحاسب الآلى وشرائح الذاكرة، مؤكدا أن كل شىء تغير إلا شكل المدرسة.
وأوضح أن هناك ٣ سيناريوهات قد يمر بها التعليم فى مصر إما أن يظل الحال على ما هو عليه، أو السيناريو الثانى المتمثل فى أن يتم التطوير بجدية تحت مظلة واضحة تلتزم بها كافة الحكومات المتتالية وهو ما نسير عليه منذ سنوات، أما السيناريو الثالث فهو أن يكون هناك إبداع فى وضع سياسات التعليم بشكل غير مسبوق.
وقال بدراوى إن مشكلة مصر أنها اختارت السيناريو الثانى منذ سنوات وهو أن يتم الاكتفاء بتطوير الوضع القائم دون إبداع، مؤكدًا أن هناك ٢ مليون موظف فى وزارة التعليم وأكثر من مليون معلم فى مصر، ومع ذلك هناك مدارس فيها عجز فى المعلمين بسبب سوء التوزيع.
وأوضح بدراوى أن المعلم هو السقف الخاص بتحسين حال التعليم فى مصر مشيرا إلى أنه لابد من الاهتمام بتدريب جميع المعلمين فى مصر على طرق ومهارات التدريس الجديدة، مضيفًا أنه لابد من تنمية مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات لدى طلاب المدارس، مؤكدا أنه لابد لتطوير التعليم أن يتم النظر للتعليم نظرة فوقية ليتم رؤية الصورة كاملة وربط كافة أجزائها.
وقال إن المجتمع لا يثق فى القائمين على التعليمية فى مصر، مؤكدا أنه لابد أن يكون هناك سياسة وطنية معلنة لتطوير التعليم، ولابد من إلغاء الربط بين الشهادة والعملية التعليمية، فلابد أن يتم التعامل مع التعليم على أنه يخلق الإنسان السوى وليس مجرد وسيلة للحصول على الشهادة، وكل هذا لا يمكن أن يتم تنفيذه مركزيا، بل لابد أن يكون كل مدير مديرية فى كل محافظة هو وزير تعليم فى محافظته فى إطار قواعد عامة تضعها وزارة التعليم.
وأوضح بدراوى أنه لا بد من تطوير التعليم فى المدارس على مراحل بتأنى وتخطيط جيد، لافتاً إلى أنه لابد أن تكون الميزانية الخاصة بالصرف على خطط التعليم جاهزة ولابد أن يكون محدد لكل خطة مسئول ينفذها فى زمن محدد مع تحديد كيفية مراقبته ومحاسبته.
وقال الدكتور حسام بدراوى رئيس مؤسسة بدراوى للتعليم إن العالم تطور بشكل كبير من خلال تطوير الصناعات خلال المئة سنة الأخيرة إلا أن شكل الفصل المدرسى لم يتغير رغم أنه مدخل العلم.
وتطرق بدراوى إلى أهمية وجود خطة استراتيجية للتعليم تطبق خلال سنتين عن طريق اللامركزية، منوها إلى 3 سيناريوهات فى التعليم المصرى اخطرها أن نظل كما نحن بدون تطوير.
وقال بدراوى إن كل مركز شباب جزء من التعليم على أن يتم نقل الطلاب للتدريب فى أقرب مركز شباب.
أوضح أنه والدكتور عمرو سلامة وزير التعليم الأسبق كانا يتم نقلها كل يوم ثلاثاء من مدرسة الأورمان للعب فى مركز شباب الجزيرة.
وأشار أنه بدون التمكين التكنولوجى للمدرس والتلميذ لن يكون هناك نهضة فى التعليم،لافتا إلى أهمية تطوير الإدارة التعليمية واعتبارها حياه منها الفن والموسيقى والرياضة كجزء أساسى وليس مجرد مناهج.
وأشار إلى أن هناك طلاب لديهم إبداع كبير وهذا موجود فى محافظة بنى سويف وأيضا فى سوهاج وغيرها، بما يحتم علينا الاهتمام أكثر بالتعليم. وقال لا توجد أمة جاهلة تبحث عن الحرية.
وقالت سلمى البكرى، رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعليم نستهدف تحقيق شراكة متكاملة مع الوزارة و الحكومة، موضحة أن مصر بها 47.300 ألف مؤسسة مجتمع مدنى بها 68 مؤسسة فقط داعمة للتعليم.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدها مجلس الأعمال المصرى الكندى تحت عنوان مستقبل التعليم فى مصر بحضور جيهان كمال مدير إدارة البحوث التربوية بوزارة التعليم والدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة والدكتور حسام بدراسة.
وأضافت أنه نتيجة للزيادة السكانية فى مصر فنحن نحتاج بحلول عام 2018 نحو 92 ألف فصل دراسى أى 7000 مدرسة بمعدل 1400 مدرسة سنوية، منوهة إلى وجود 54 ألف، الموجود فعليا 35 ألف بها 21 مليون و2 مليون مدرس وإدارى.
وأشارت إلى ضرورة توحيد جهود المجتمع المدنى فى مشروع قومى للتعليم ورفع الكفاءة المهنية للقائمين على العملية التعليمية فى مصر سواء على مستوى الأفراد والمؤسسات.