أكد الدكتور جهاد الحرازين الكاتب والمحلل السياسى والقيادى فى حركة فتح أن الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلى لن ينعمان بأى حالة هدوء إذا أقدمتا على تنفيذ نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مشددًا على أن المصالح الأمريكية سوف تكون مهددة فى كل أنحاء العالم، وليس على الصعيد الداخلى أو المنطقة العربية فقط.
وقال الحرازين، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، ضمن مشاركته فى فعاليات المؤتمر الدولى "متحدون فى مواجهة التطرف"، الذى تنظمه مكتبة الإسكندرية، الكل يدرك أنه خلال السنوات الماضية لم يأت رئيس أمريكى جديد إلا وتوعد خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لكن عندما يدخل إلى البيت الأبيض تختلف المعادلة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية والسياسات الخارجية تعتمد على المصالح وليس غير ذلك.
وأشار جهاد الحرازين إلى أنه سوف يعقد اجتماعا يوم الخميس المقبل لمنظمة التعاون الإسلامى للنظر فى هذا الأمر، واتخاذ مجموعة من القرارات والتأكيد على القرارات التى اتخذتها منظمة التعاون الإسلامى خلال ثلاث دورات وأصدرت مجموعة قرارات من ضمنها مقاطعة أى دولة تنقل سفارتها إلى القدس سواءً أكان ذلك اقتصاديًا أو تجاريًا أو سياسياً، نحن نريد أن تفعل هذه القرارات حتى يكون الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والولايات المتحدة الأمريكية فى مواجهة كاملة مع أكثر من 57 دولة منطوية تحت لواء منظمة التعاون الإسلامى، وهذا على الصعيد العالمى والدولى، وكان هناك مؤتمر باريس الذى بعث برسالة إلى دونالد ترامب بأن نقل السفارة سوف يفجر الأمور، وسيزيد من العمليات الإرهابية التى تتخذ قضية فلسطين كذريعة لها لنشر أفكارها الإرهابية والظلامية، ومن هنا فإن المجتمع الدولى من خلال مؤتمر باريس قد بعث برسالة إلى الإدارة الأمريكية بأنه لا يجوز اختراق القانون الدولى، خاصة عندما أكد أن هناك دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو بما فيها القدس الشرقية بما يعنى إذا أقدمت الإدارة الأمريكية على هذه الخطوة فهى تخرق القانون الدولى وتقف فى وجه المجتمع الدولى الذى حافظ على أن هناك أراض عربية محتلة ولا يجوز أن يكون هناك أى تغيير جغرافى أو ديموغرافى على تلك الحدود، وهو ما أقره مجلس الأمن الدولى فى قراره الأخير رقم 2334 وهذا على الصعيد الدولى.
وتابع جهاد الحرازين: أما على الصعيد الداخلى، فأعتقد أن الشعب الفلسطينى ليس لديه ما يخسره، فالشعب الفلسطينى بكل أطيافه وفئاته لن يبخل على القدس بدمائه لأن شعبنا الفلسطينى لا يزال قابضًا على الجمر ولا يزال مواصلاً لمقاومته وتحديه للاحتلال فى كل يوم، ومن هنا سيقسط وجه الخداع والزيف الذى ارتدته الحكومة الصهيونية، وسيتضح الوجه العنصرى لهذه الحكومة المجرمة من خلال إبراز مدى عنصريتها وهى التى تطبق فى هذا اليوم عندما تطلق النيران على الجماهير العربية ويصاب النائب العربى أيمن عهده نتيجة طلق نارى من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى ما يعنى أن دولة الاحتلال تجاوزت كل الحدود والأعراف المعمول بها.
وشدد القيادى فى حركة فتح على أنه لن تنعم الإدارة الأمريكية أو دولة الاحتلال الإسرائيلى بأى حالة هدوء إذا أقدمت على تنفيذ مثل هذه الخطوة، بل ستكون مهددة للمصالح الأمريكية فى كل أنحاء العالم، وليس على صعيد الداخل أو المنطقة العربية فقط.
وحول لجوء السلطة الوطنية الفلسطينية إلى أمور أخرى بخلاف المفاوضات فى ظل تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قال القيادى فى حركة فتح: نحن نقول إننا نتجه إلى المفاوضات، لكن عندما قلنا المفاوضات وضعنا مجموعة من الاستحقاقات الفلسطينية، ألا وهى أن تكون مفاوضات خلال جدول زمنى محدد، مفاوضات باعتراف حل الدولتين كفكرة أو مبدأ أساسى للانطلاق فى هذه المفاوضات بدولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو، وقلنا أن تكون مرجعية هذه المفاوضات القرارات الشرعية الدولية 242338 والقرار الأخير 2334، وأن تكون مبادرة السلام مرجعية لهذه المفاوضات وأن تكون الاتفاقيات التى وقعت بين الجانبين مرجعية أيضًا، كل ذلك يضع مجموعة من الاستحقاقات الفلسطينية من بينها إطلاق سراح الأسرى، إذا قبلت حكومة نتنياهو فسوف نذهب إلى المفاوضات مباشرة، لكن إذا بقيت الإدارة الإسرائيلية مصممة على عدم الذهاب إلى المفاوضات فلدينا الكثير من الخطوات على الصعيد الدولى أو على الصعيد الداخلى.
وأضاف جهاد الحرازين سوف نذهب إلى الانضمام إلى مجموعة كبيرة من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وسوف نلجأ إلى محكمة الجنايات الدولية لتقديم المزيد من الملفات، وسوف نلجأ إلى العالم لإصدار قرارات جديدة من مجلس الأمن، والجمعية العمومية للأمم المتحدة، وصولاً إلى أننا سوف نذهب فى النهاية إلى سحب الاعتراف بدولة إسرائيل، ونطالب إسرائيل بالاعتراف بدولة فلسطين، وليس بمنظمة التحرير الفلسطينية.
هل تسلم حركة حماس خريطة الأنفاق؟
أما عن قيام حركة حماس بإعلان استعدادها لتسليم المقرات الحكومية لقطاع غزة، واستعداد رئيس الوزراء رامى الحمد الله لتسلم تلك المقرات وممارسة الحكومة عملها من القطاع، فرأى جهاد الحرازين أن هذه الدعوة هى "لذر الرماد فى العيون"، مضيفًا فحماس ليست صادقة فى هذا الأمر عندما وضعت اشتراطات، فهنا أقول إذا أردت حماس أن تسلم كل المؤسسات إلى حكومة الوفاق الوطنى، فلماذا لم تسلمها خلال اتفاقية الشاطئ عام 2014، بل بقيت متمسكة، وعندما أعلنت حماس استعدادها للتسليم وضعت مجموعة اشتراطات باعتراف أكثر من 50 ألف موظف لحركة حماس، حمل الأعباء التى جلبتها حماس للشعب الفلسطينى، وهناك تساؤل حقيقى: هل ستقبل حماس بوحدانية السلاح؟ وهل ستقبل حماس بتسليم خارطة الأنفاق أسفل مدينة غزة إلى الأجهزة الأمنية؟ وهل سيكون هناك أجهزة أمنية واحدة أم سيكون هناك تعدد للأجهزة الأمنية؟ كل هذه الأسئلة يجب أن تكون عليها إجابات واضحة فلا نريد مجرد شعارات أو تصريحات لا أساس لها.
ورداً على سؤال إذا ما كان الرئيس الفلسطينى محمود عباس لديه خارطة مستقبل سياسية لفلسطين، وقيامه بتعيين نائب له: قال جهاد الحرازين: هذا الأمر مطروح على اجتماعات القيادة الفلسطينية واجتماعات اللجنة المركزية لحركة فتح لذلك عندما كانت الخطوة الأولى لعقد مؤتمر حركة فتح كانت خطوة أولى نحو التجديد والثانية لعقد اجتماع مجلس وطنى وانتخاب واختيار لجنة تنفيذية جديدة تقود الشعب الفلسطينى، خاصة أن لدينا قرارًا دوليًا 19/76 لسنة 2012 الذى اعتبر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير هى حكومة فلسطين، والذى اعتبر المجلس الوطنى هو برلمان الشعب الفلسطينى إذا نحن بحاجة إلى تجديد الشرعيات من خلالها ستضح استراتيجية وطنية ننطلق من خلالها للعمل الفسطينى بشكل كامل.
وحول إذا ما كان من الممكن أن يتم اختيار مروان البرغوثى على الرغم من اعتقاله فى السجون الإسرائيلية، قال: لدينا مؤسسات تنظيمية وقيادية لديها القدرة على الاختيار لأننا نؤمن بمبدأ الديمقراطية والشفافية دون أى أمور أخرى.