أكد الدكتور محمد عبدالمطلب، رئيس المركز القومى لبحوث المياه،أن نجاح تجربة زراعة القمح مرتين فى العام، ليست نجاح لوزارة الرى فقط، إنما نجاح لمصر كلها.
ومن جانب آخر أشار الدكتور على فرج، رئيس فريق العمل والباحث بالمعهد وصاحب فكرة زراعة القمح بالتبريد، إلى أن التجربة جاءت بناء على المتابعة لإنتاجية محصول القمح فى بعض الدول الأوروبية حيث اكتشف إمكانية زراعته بطريقة جديدة بوصفه من أهم المحاصيل الاستراتيجية فى العالم وفى مصر على وجه الخصوص، حيث يعتبر المصدر الرئيسى لإمداد السكان برغيف الخبز، وكذلك لاستخدام القمح فى صناعات أخرى مثل المكرونة.
وأوضح فرج، خلال عرضه لتفاصيل التجربة اليوم، الخميس، فى التل الكبير بحضور وزيرا الرى والتموين ومحافظ الإسماعيلية، ولجنة الزراعة والرى بمجلس النواب أن فكرة البحث تم مناقشتها مع رئيس الفريق البحثى، وذلك من خلال مراجعة ما يتم فى بعض دول العالم، التى تمر بفترة سقوط الثلوج حيث يتم نثر بذور القمح قبل سقوط الثلج مباشرة لتغطى البذور وتمكث فى الأرض طوال موسم الشتاء، ثم تبدأ البذور فى الإنبات مع بداية شهور الربيع، وفى ضوء ذلك بدأ التفكير فى معنى هذه الطريقة فى الظروف المناخية المصرية الحالية التى ظهرت أخيرا.
وأضاف أن الطريقة تتلخص فى معالجة بذور القمح وقبل الزراعة بالتبريد لمدد زمنية مختلفة يترتب عليها زراعة القمح فى مواعيد بزراعة مختلفة ومن ثم اختصار مدة مكث المحصول فى التربة إلى النصف تقريبا، وهذا يعطى فرصة لزيادة الرقعة المنزرعة بالقمح خلال الموسم الزراعة الواحد ومن ثم زيادة الإنتاج وسد جزء من الفجوة الغذائيةأو الوصول إلى الاكتفاء الذاتى من محصول القمح.
ولفت فرج إلى أنهم درسوا بعمق كيفية اكتساب بذور القمح لكميات معينة من البرودة، التى تضمن معها مستوى معين من الإنبات عند زراعتها، وتحقق ذلك من خلال وضع بذور القمح (التقاوى) فى ثلاجات بمواصفات معينة يمكن معها التحكم فى كمية الرطوبة المطلوبة، التى تضمن الإنبات عند الزراعة ومن هنا تمثلت مشكلة البحث فى كيفية الوصول ببذور القمح إلى درجة معينة من الرطوبة يمكن معها الحفاظ على الخصائص الفسيولوجية للبذور بما يضمن زراعتها فى مواعيد مختلفة عن تلك المواعيد السائدة فى الظروف العادية (الزراعة فى نوفمبر).
وأوضح أنه تم ملاحظة إثر معاملة البذور بالتبريد الى تحويل الغذاء الموجود حول الجنين "بذرة القمح" والمتمثل فى كميات كثيرة من النشا ومكوناتها من سكريات وكربوهيدرات معقدة التركيب إلى سكريات أحادية عن طريق عمليات الهضم داخل البذرة نفسها، مما أدى إلى زيادة سرعة النمو وقصر عمر النبات فى الأرض حيث توفر له كميات كبيرة من الغذاء فى وقت قصير، مما دفع النبات إلى سرعة النمو فى جميع المراحل الفسيولوجية وأطوار النمو فى النبات وهذا وفقا لمراجع علمية وفسيولوجية.
وأكد أنه لوحظ أن العامل الأكثر تأثير على النمو مع هذه الظروف السابقة، هو اختيار مواعيد زراعة جديدة تناسب مرحلة التلقيح وتكوين الحبوب داخل السنابل، حيث تم البحث فى درجات الحرارة داخل محافظات الجمهورية ومع التغيرات المناخية الجديدة، تم التوصل إلى أفضل مواعيد يتناسب معها زراعة محصول القمح بالطريقة الجديدة بالتبريد، وكان ذلك من خلال تجارب خلال سنوات عديدة استمرت حوالى أربعة أعوام تم من خلالها الوصول إلى أفضل المواعيد وهى فى منتصف سبتمبر لموعد الزراعة الأول وأول فبراير للموعد الثانى.