طرحت الحكومة الروسية مبادرة مهمة لضم مصر إلى مجموعة الوسطاء الثلاث، التي تتألف من روسيا، إيران وتركيا للمشاركة في التسوية السورية. لكن هذه المبادرة تعرضت للانتقاد من الجانب التركي، في حين أن الجانبين السوري والمصري أكدا أن لهذه المبادرة الروسية ستكون نتائج إيجابية على صعيد الحل السياسي للأزمة السورية .
وقد كشفت صحيفة "إيزفيستيا" الروسية نقلا عن مصادر في الأوساط الدبلوماسية الروسية عن مبادرة موسكو لضم القاهرة إلى ترويكا الوساطة في التسوية السورية، وأكدت هذه المصادر أن أنقرة عارضت ذلك.
و أكد النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف، أن تعزيز دور القاهرة سوف يكون مفيدا في التسوية السورية.
وقال جباروف : "ستكون هذه خطوة صحيحة، لأن مصر أثبتت أنها عدو لدود للتطرف الإسلامي. ونحن لم ننس بعد ماذا فعل "الإخوان المسلمون" في مصر، قبل أن يتدخل الجيش المصري لتسوية الوضع". وبالإضافة إلى ذلك، هناك الكثير الذي يجمع بين سوريا ومصر. وكما هو معروف، ففي نهاية الخمسينيات من القرن الماضي توحد القطران في دولة واحدة هي الجمهورية العربية المتحدة. أي يعني أنهما دولتان يجمعهما الروح والتاريخ. والقاهرة مهتمة جدا بسيادة الأمن والسلام في سوريا، كما أن القضاء على تنظيم "داعش" أمر حيوي بالنسبة .
وفي تعليقه على رفض تركيا مشاركة مصر في فريق وسطاء الملف السوري، ألمح عضو مجلس الاتحاد (الشيوخ) بالقول إن "هناك لحظات في الحياة، تفرض عليك نسيان الأحقاد والخلافات القديمة، وذلك عندما يعترض طريقك شر أكبر، على غرار "داعش"".
أما دمشق، فترى أن إشراك القاهرة في فريق الوسطاء - أمر بناء، وقال حسين نمر عضو مجلس الشعب السوري : إن ديناميكية العلاقة على مدى الفترة الأخيرة بين مصر وسوريا تشير إلى أن القاهرة قادرة على لعب دور بناء في التسوية السورية. ولكن تركيا وعددا من دول الخليج تعارض وساطة مصر. والحديث في هذه الحالة لا يقتصر على الاختلاف في المنهج لحل النزاع. فمصر على الأرجح تستطيع بسرعة قيادة العملية السلمية وتحويل دور الوسطاء الآخرين من المنطقة إلى دور هامشي. وبالتأكيد، هذا التطور للحدث لا يرضي بعضهم. . وأضاف نمر أن العلاقات المصرية-السورية تحسنت نسبيا في الفترة الأخيرة، وتجري اتصالات بين الحكومتين، مذكرا بزيارة رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي المملوك إلى القاهرة في أكتوبر من العام الماضي كأول زيارة أعلن عنها رسميا بين البلدين.
وكان الباحث المصري في شؤون الأمن القومي والعلاقات الدولية بهاء الدين عياد أكد أن محاولات روسيا إشراك مصر في التسوية السورية، يدل على رغبة موسكو في تعزيز دور العالم العربي في العملية السلمية. وأوضح عياد أن "أهمية المشاركة العربية في حل الأزمة السورية واضحة، وفي الوقت الراهن تقتصر الوساطة على إيران وتركيا من الدول المحورية في المنطقة. وبناء عليه، فإن مشاركة مصر في فريق الوساطة مع روسيا، تركيا وإيران تشير إلى إدراك موسكو ضرورة تعزيز دور العامل العربي في التسوية السورية. وعلاوة على ذلك، فإن القاهرة خلافا للآخرين تتعامل مع جميع فرقاء الصراع على حد سواء، من دون أن تساند طرفا منهم.