أشاد وزير دفاع كوت ديفوار آلان ريتشارد دوناوى بالتعاون العسكرى بين بلاده ومصر فى الوقت الحالى فى ظل التحديات والمخاطر التى تشهدها القارة الأفريقية، وأبرزها التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة والعابرة وتداعياتها على الأمن والاستقرار والتنمية.
وأكد وزير دفاع كوت ديفوار فى حوار لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى كوت ديفوار أن التعاون بين القاهرة وأبيدجان سيكون قويا ليس فقط على الصعيد السياسى والاقتصادى وإنما أيضا على الصعيد العسكرى.
وأوضح وزير الدفاع الإيفوارى أن العلاقات الثنائية مع مصر ممتدة تاريخيا فى العديد من المجالات، مشيرا إلى أنه هناك سعى جاد من جانب البلدين إلى تعزيز هذه العلاقات فى المجال الدفاعى والأمنى والاستفادة من الخبرات المصرية فى هذا المجال نظرا لأن مصرتعد أحد أكبر القوى العسكرية فى القارة الإفريقية.
وأضاف أنه زار الهيئة العربية للتصنيع فى مصر لبحث الاستفادة من الإمكانيات التصنيعية التى توفرها الهيئة، وتعزيز التعاون فى مجال التصنيع المشترك، وأيضا التعاون فى مجال التدريب والتسليح من خلال إنشاء وحدات وتشكيلات عسكرية مشتركة بين البلدين.
وحول أهمية التنسيق المشترك لمواجهة مخاطر الإرهاب، أكد وزير دفاع كوت ديفوارأن الإرهاب بات آفة عالمية ولن تستطيع دولة بمفردها مواجهته لذلك لابد من تعزيز التعاون فى مجال الاستخبارات وتبادل المعلومات وهو ما أكد عليه المشاركون من 27 دولة عربية وإفريقية فى مؤتمر وزراء دفاع تجمع دول منطقة الساحل والصحراء (س ص) فى مارس الماضى بمدينة شرم الشيخ.
وأضاف وزير دفاع كوت ديفوار أن مكافحة الاٍرهاب لا تعتمد فقط على استخدام الوسائل العسكرية والأمنية ولكن أيضا على استخدام الايدولوجية ؛أى محاربة الأفكار الهدامة بالأفكار المعتدلة، لذلك طالبت الحكومة الإيفوارية مصر بزيادة أعداد أئمة الأزهر لتعليم الدين الوسطى المعتدل والتصدى للذين يستخدمون الدين لأغراضهم الدنيئة والعدوانية.
ونوه وزير الدفاع الإيفوارى إلى أن كوت ديفوار سوف تستضيف مؤتمر وزراء الدفاع منطقة الساحل والصحراء (س ص) المقبل فى مايو من العام الجارى، وسيكون هناك مسعى إلى إنشاء جهاز دولى لمكافحة الاٍرهاب بهدف وضع استراتيجية مشتركة بين دول منطقة الساحل والصحراء على نحو يسمح بالتوصل إلى أدوات مشتركة لدحر الاٍرهاب والتصدى له.
وفيما يتعلق بالتحديات الأمنية والعسكرية التى تواجه كوت ديفوار، أوضح آلان دوناوى وزير الدفاع أنه بعد خروج بلاده من الحرب الأهلية التى بدأت فى عام 2002 واستمرت حتى عام 2007، وأيضا عقب أزمة ما بعد الانتخابات الرئاسية فى عام 2010، وما ترتب على ذلك من خسائر باهظة فى صفوف قوات الشرطة والجيش، فضلا عن خسائر فى المنشآت والمبانى العسكرية، كان هناك تحديات داخلية وخارجية لابد من التغلب عليها، حيث تمثلت التحديات الداخلية للدولة فى إعادة بناء الجيش والشرطة وإعادة إصلاح الأدوات العسكرية والأمنية للدولة، فيما شملت التحديات الخارجية مكافحة القرصنة البحرية نظرا لأن كوت ديفوار تعد ضمن أقوى اقتصاديات منطقة غرب ووسط إفريقيا و90 فى المائة من حجم تجارتها يتم نقلها عبرالبحار، إلى جانب وجود مخاطر متعلقة بانتشار الحركات المتطرفة فى وسط وغرب إفريقيا وتحديدا لدى جيرانها كمالى وليبريا.
كما شدد وزير دفاع كوت ديفوار على أن السلم الاجتماعى وتسوية المشاكل الاجتماعية والاقتصادية أمر جوهرى للحفاظ على الجبهة الداخلية للدولة، حيث تقوم وزارة الدفاع بمساندة ودعم جهاز الشرطة لمكافحة المشاكل التى قد تترتب بسبب اختلال السلم الاجتماعى كجرائم السرقة والبلطجة.
وأشار آلان دوناوى وزير دفاع كوت ديفوار إلى أن بلاده قامت خلال الفترة الماضية بعمليات عسكرية ومناورات بالاشتراك مع وزارات دفاع مالى وليبريا وغينيا وبوركينافاسو لإحكام السيطرة على الحدود ومكافحة الجرائم العابرة لها.