فى زمن المؤامرات والمكائد تسمع الكثير والمثير.. أنه "عصر المماليك" فترة تاريخية مرت على حكم مصر سجل التاريخ والمؤرخين الكثير والكثير فالأخ أحيانا يقتل أخاه من أجل كرسى الحكم.
"الست مسكة" أو "الجميلة المغولية".. امرأة لا مثيل لها فى الجمال والجاذبية فعرفت بجمال وسحر عيونها الآخذة ذات البريق اللامع.
البداية..
تولى السلطان حسن بن محمد بن قلاوون مقاليد الحكم بعد اغتيال شقيقه وهو فى الثالثة عشر من عمره أى لم يبلغ سن الرشد، وتولى الأمراء إدارة شئون البلاد حتى بلغ سن الرشد وأدار شئون البلاد بنفسه وأول إجراء له أن أمر بسجن بعض الأمراء الذين نشروا الفساد بين العباد وهذا ما أشعل فتيل الأزمة بينه وبين باقى الأمراء الذين دبروا له المكائد العظيمة.
المؤامرة الكبرى..
وفى يوم كانت فيه الشمس أشد حرارة تمارض السلطان مدعيا إصابته بوعكة صحية وذلك للقبض على جميع الأمراء والانتهاء من شرورهم، ولكن الأمراء علموا بـ"المكيدة"، فاستعدوا لها واتفقوا على خلعه واختيار الأمير "صرغتمش" لاعتقاله.
خطة القبض عليه..
صعدوا "إلى القلعة" راكبين ومستعدين للقتال وبحثوا عن السلطان وعرفوا أنه مع حريمه وجواريه فى القصر "الأبلق"، فتوجهوا إلى هناك ودخلوا على السلطان وأخذوه من بين حريمه فصرخت النساء صراخا عظيما وصاحت "الست مسكه" فى وجه "الأمير صرغمتش" المكلف باعتقاله صياحا شديدا وسبته وشتمته وقالت له فى استنكار "هل هذا جزاؤه منك ؟" لكن صرغمتش أخذ السلطان وغطى وجهه وخرج به.
وأصرت "الست مسكه" على ملازمه السلطان حسن وأن تبقى فى خدمته بأى مكان حتى داخل السجن وهو ما سمحوا لها به، فكانت السيدة الأولى التى دخلت السجن باختيارها لتكون إلى جانب سلطانها طيلة فترة اعتقاله لخدمته.
من هى "الست مسكه"..
ليست من جوارى السلطان حسن ولا زوجاته بل كانت امرأة فى كبيرة فى السن، ومع ذلك فقد كانت ذات شأن كبير فى حياته وحياة أبيه السلطان محمد ابن قلاوون. فكانت "الست مسكة" من أصل مغولى، وجاءت إلى مصر ضمن أسرة الأميرة المغولية "أشلون خوندا" التى لجأت إلى مصر فرارا من غضب سلطان المغول، وكانت فتاة فائقة الحسن والجمال وكان اسمها "جلشانة" وهى كلمة فارسية معناها "مثل الورد" ولذلك عرفت فيما بعد باسم "الست مسكة". وتزوج السلطان قلاوون الأميرة المغولية "أشلون خوندا"، وظلت الست مسكة بجوارها ترعى شئونها.
ولعبت "الست مسكة" دورا كبيرا فى حياة "محمد بن قلاوون"، فكانت جواره فى كل الشدائد والمحن التى واجهته كما كانت مسئولة عن ترتيب شئون حريم السلطان.
وفاتها..
عاشت "الست مسكة" داخل السجن فى خدمة السلطان حسن إلى أن وافتها المنيه داخل السجن، فماتت هى وبقى السلطان حسن وحيدا داخل السجن لمدة ثلاث سنوات خرج بعدها ليتولى السلطنة من جديد.