تستقبل العاصمة التنزانية دار السلام، يوم غد الأربعاء، فعاليات مبادرة حوض النيل تحت شعار "نحن نتشارك فى النيل..مصدر الطاقة والغذاء والمياه للجميع" بمركز نيريرى للمؤتمرات وسط مشاركة فعالة لمصر بوفد رسمى رفيع المستوى من وزارتى الرى والخارجية.
ويعتبر يوم النيل والذى ينظمه مبادرة حوض النيل هى شراكة حكومية دولية من عشر دول حوض النيل، وهى تنزانيا وكينيا وأوغندا وبوروندى وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر وكينيا ورواندا وجنوب السودان، والسودان، ويشارك فى الاحتفالية أعضاء اللجنة الفنية لدول حوض النيل والوزراء، وممثلو هيئات ومؤسسات التمويل الدولية "شركاء التنمية"، وكذلك أعضاء المجالس النيابيه بهذه الدول.
وقال سفير مصر فى تنزانيا السفير ياسر الشواف – فى تصريح اليوم الثلاثاء، أن يوم النيل يعتبر بمثابة احتفالية إقليمية تقام كل عام فى واحدة من دول حوض النيل لإحياء ذكرى تأسيس مبادرة حوض النيل من الوزراء المسؤولين عن شؤون المياه فى دول حوض النيل، مضيفا أنه تم اختيار دولة تنزانيا هذا العام لاستضافتها، موضحا أنه يعد فرصة لتبادل الخبرات والأراء المشتركة.
وأوضح السفير المصرى أن دولة تنزانيا تعد واجهة إفريقية مهمة بالنسبة لمصر، موضحا أنه فى إطار دعم الحكومة المصرية وقعت وزارة الرى والموارد المائية اتفاقيات عديدة مع تنزانيا تتضمن تنفيذ مشروعات تنموية تهدف وصول المياه للمناطق الأكثر احتياجا وحفر الآبار فى إطار الحرص على توطيد العلاقات مع دول حوض النيل باعتبارها واجهة للتعاون الاستراتيجى.
وأوضح أنه تم الانتهاء من المرحلة الثانية من الآبار الجوفية فى شمال تنزانيا، وعددها 30 بئرا قامت مصر بتمويل حفرها بالكامل بما فى ذلك الإشراف وتقديم المساعدة والخبرات الفنية المصرية لحفر تلك الآبار، كما تضمنت المرحلة الأولى 30 بئرا أيضا من خلال إحدى كبرى الشركات المصرية فى مجال المياه الجوفية بمنحة مصرية لدولة تنزانيا، والتى افتتحها الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، فيما تتضمن المرحلة الثالثة 40 بئرا يتم تحديد مواقعها من الجانب التنزانى، مؤكدا أن المسؤولين التنزانيين رحبوا بالمساعدات المصرية فى هذا المجال بالنظر إلى مشكلة ندرة المياه فى منطقة "Same" بالشمال قبل حفر تلك الآبار.
وأضاف أن مصر تولى مصر اهتماما كبيرا بتنمية قدرات الكوادر الفنية من دولة تنزانيا فى مجال الموارد المائية والرى، حيث يتم تنفيذ عدد من الدورات المتخصصة للكوادر الفنية من وزارة المياه التنزانية لرفع القدرات فى مجال الموارد المائية والرى.
وأشار إلى أن رد الفعل الإيجابى من الجانب التنزانى تجاه المشروعات المصرية والذى اثنى على المشروع لما له من مردود إيجابى على المواطنين فى إطار حرص مصر على تنمية أشقائها من دول حوض النيل بصفة عامة ودولة تنزانيا بصفة خاصة.
تجدر الإشارة إلى أن السفير ياسر الشواف اجتمع مؤخرا مع وزير الخارجية التنزانى لبحث العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين الدولتين.
وتم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة البناء على الموضوعات التى بحثها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الرئيس التنزانى جون ماجوفولى أثناء الاجتماع المشترك الذى عقد فى أديس أبابا على هامش القمة الإفريقية الأخيرة.
وقد اتفق السفير ياسر الشواف ووزير الخارجية التنزانى على ضرورة دفع العلاقات التجارية والاستثمارية فى المجالات ذات المنفعة المشتركة خاصة القطاعات الإنتاجية التى تتمتع بتوافر الميزة النسبية بها فى تنزانيا بما يمهد لاحقا لإقامة صناعات مشتركة فى تلك القطاعات وهو ما سيوفر فرص كبيرة لتعظيم حجم الاستثمارات المصرية الصناعية فى تنزانيا.