أزمة أسعار السيارات بين وهم انخفاض الدولار وجشع التجار والموزعين

زاد الحديث فى الآونة الأخيرة عن انخفاض أسعار السيارات؛ بسبب هبوط سعر الدولار الذى أدى إلى التأثير على سوق السيارات وخفضها من 5 آلاف جنيه إلى 100 ألف جنية ولكن عندما نتوقف عند قيمة التخفيض الذى نجده مثيرًا للشك! فهل هبوط الدولار خلال أسبوعين فقط يؤثر على ثمن سيارة ليقل من ثمنها 100 ألف جنيه؟



وفى هذا الإطار يتحدث ناصر شعبان، أمين عام رابطة تجار السيارات، واصفا حالة التدهور التى وصل إليها سوق تجارة السيارات بما يسمى "جشع تجار"، مضيفا أنه من المستحيل أن تنخفض أسعار السيارات قبل مرور ثلاثة أشهر على تثبيت قيمة الدولار الجمركى حتى يتسنى للتجار استكمال دورة السيارات القديمة أو التى اشتروها بأسعار مرتفعة منذ تحرير سعر الصرف.

فيما برر أمين عام رابطة تجار السيارات التخفيضات التى يتحدث عنها الشارع المصرى فى السيارات بأنها ما هى إلا "حرق تجار"، حيث إن موزعى وتجار السيارات كان لديهم بُعد نظر حول أزمة ارتفاع سعر الدولار وتحريره، فقاموا بتخزين أكبر كم من السيارات بسعرها القديم ورفع سعرها بالتزامن مع رفع سعر الدولار حتى أصبحت أعلى من قيمتها بثلاثة أضعاف، وأصبح هناك ركود فى حالة البيع والتى أجبرت كبار الموزعين إلى تخفيض الأسعار بمبالغ كبيرة لتنشيط حالة البيع.

فيما أوضح أحد مديرى توكيل بيجو أن هناك واجهة أخرى للأزمة التى سببها الموزعين والتجار والتى أدت إلى رفع قيمة السيارات بصورة جنونية وهى عملية حجز السيارات وتسليمها للعميل بعد فترة متفق عليها أو رفع قيمة السيارة مقابل تسليمها بشكل فورى وأكد أن هذه الطريقة فى عملية البيع ادت إلى رفع قيمة السيارات إلى غير قيمتها الحقيقية كما ساهمت فى زيادة الأزمة التى نعيشها الآن.

وتأكيدا لما سبق فيما وصل اليه سوق تجارة السيارات من حالة ركود تسبب فيه التجار والموزعين، صرح احد مديرين توكيل سيارات كيا موتورز عن تخفيضات على السيارات تتراوح بين 40 ألف جنيه إلى 100 ألف جنيه ولكن هذا التخفيض على السيارات الموجودة بالتوكيل على السعر القديم أو كما يسمونه فى سوق السيارات بـ"old stoke"، ومنها كيا بيكانتو التى أصبح سعرها 203 آلاف جنيه بعد تخفيض 40 ألف جنيه، فيما نالت كيا ريو أعلى نسبة تخفيض، حيث أصبحت بـ243 ألف جنيه بعد تخفيض مبلغ 100 ألف جنيه، وكيا سيراتو هبطت إلى 293 ألف جنيه بعد تخفيض 40 ألف جنيه، كما حققت أيضا كيا كارينز نسبة تخفيض بقيمة 85 ألف جنيه حتى وصلت إلى 380 ألف جنيه.

وهذا ما أكده الكثير من تجار السيارات حول فكرة الانخفاض الذى يشهده السوق حاليا والذى ليس له علاقة بانخفاض سعر الصرف للدولار، فيما كان هناك رأى آخر لأحد مديرين معارض السيارات، مؤكدا أن أحد أسباب ارتفاع أسعار السيارات فى مصر هو ظهور شركات "أوبر وكريم" الخدمية التى جعلت كثيرًا ممن يفكرون فى مشاريع تجارية تدر عليهم المال فى شراء سيارات لتشغيلها فى إحدى هذه الشركات.