يعتبر يوم الواحد والعشرين من مارس كل عام يوماً مهماً، حيث تحتفل مصر والدول العربية بعيد الأم الذى يعتبر حدثًا جللاً ويتم تكريم الأمهات، ويأتى هذا بهدية وآخر يفاجئها وغيره يقبلها ويعتبر يوم عيد حقيقى على المصريين، ولكن هناك فئة من هذا الوطن لا تشعر بهذا العيد، حيث يمر كغيره من الأيام.
فالأم فى قرية الزنكلون بالشرقية وخاصة الأم العاملة، لا تعرف شيئًا عن هذه الاحتفالات فيومها يمر بين جمع الرماد بعد حرق الفخار وتصفيته، وهو أمر شاق خاصة فى فترات الهواء العاصف، حيث لا يستقر الرماد أبداً ويسكن جزءh منها عينيها وجزءh آخر داخل رئتيها ويظل الباقى يعبث به الهواء أثناء عملها.
تقول جمالات محمد، إنها أم لـ6 أبناء وتعمل بمهنة صناعة الفخار منذ 40 عاماً وقد جعلتها هذه المهنة أكبر، مما هى عليه بعشرات المرات، فالست جمالات تقوم برص الفخار وجمع الرماد وتصفيته، ولهذا فوجهها دائماً مختبئ خلف طبقة من الرماد التى لا تُظهر الكثير من ملامحها وقد تزوجت منذ كان عمرها 11 عاما وأصبحت أما ومن وقتها وهى تعمل لمساعدة أسرتها.
قال عمر سامى، ابن الست جمالات، إنه يتمنى أن يحقق لها كل شىء وأنهم طلبوا منها كثيراً أن تتوقف عن العمل لكنها تصر عليه، وتؤكد أنها لو ماشتغلتش هتتعب، ويقول كل سنة وأنتِ طيبة ومالناش غيرك.
وتستمر السيدة فى إثبات قدرتها على العمل الشاق فنجد مثالاً آخر، وهى أميرة أم لثلاث بنات ورغم مرضها بالغضروف، إلا أنها لا تتوقف عن العمل لمساعدة زوجها الذى يعمل بالمهنة نفسها، وتقول: اللى إحنا فيه ده قرف واللى بنبات فيه بنصبح فيه وأتمنى ولادى يكونوا أحسن منى.
وتضيف أميرة، أن عيد الأم يمر كغيره من الأيام وأولادى بيتفسحوا وإحنا بنفضل فى شغلنا ده، والذى أعمل فيه منذ 15 عامًا وشغالة غصب عنى عشان أساعد فى المعايش.
وليست هذه هى النماذج الوحيدة فتظل الأم تبهرنا يوماً بعد يوم، ولهذا تأتى دائماً مناسبة عيد الأم فلا نجد ما نقوله ولا ما نكتبه فهى من جعلها الله سبباً فى حياتنا، وتظل تحنو علينا حتى آخر نفس.