محمد كامل الحويج ..الشهيد الذى مات على طاولة مفاوضات طابا

هو بطل من أبطال مصر البواسل ، نال الشهادة اثر أزمة قلبية أنهت حياته على طاولة المفاوضات المصرية مع الإسرائيليين المتعلقة بعلامات الحدود، خاصة العلامة 91 الشهيرة في قضية طابا،
هو الرائد محمد كامل الحويج ضابط المخابرات الحربية بإدارة الاتصال، الذي تم اختياره ضمن الوفد العسكري المصري للتفاوض مع الإسرائيليين على علامات الحدود، خاصة العلامة 91 الشهيرة في قضية طابا، أحد هؤلاء الأبطال .

تخرج "الحويج" من الكلية الحربية عام 1975 وعمل ضابطًا بسلاح النقل قبل انتدابه لإدارة المخابرات الحربية، بجهاز الاتصال بالمنظمات الدولية.. سافر "الحويج" مع الوفد العسكري المصري لتل أبيب عام 1986 لعمل مسح لتسجيل علامات الحدود المتنازع عليها، بجانب الوفد الدبلوماسي والذي كان يضم الدكتور نبيل العربي والدكتور مفيد شهاب .

في يوم 13 أغسطس عام 1986وأثناء الاجتماع الأخير، لقى الرائد محمد كامل الحويج ربه أثناء جلوسه على مائدة التفاوض مع الإسرائليين داخل تل أبيب، وعاد البطل المصري شهيدًا محمولاً على الأعناق، ومجهوده مقدر فوق الرؤوس.


و تقول ماجدة عبد العال زوجة الشهيد فى تصريحات صحفية " محمد كان ضابط اتصال فى جهاز الاتصال العسكرى المصرى مع الهيئات الدولية، التابع للمخابرات الحربية، وكان مسئولاً سابقاً لفترة فى مكتب مخابرات «شرم الشيخ» و«رأس النقب» منذ عام 1974، ولأنه كان «شاطر ومتميز» فى عمله، وتحديداً فى مجال المساحة والطبوغرافيا الخاصة بسيناء، جاء اختياره بعد ذلك ليكون ضمن الوفد الرسمى العسكرى المصرى المشارك فى مفاوضات طابا للدفاع عن سيادة مصر مع آخرين عظام حملوا على كاهلهم مهمة وطنية عظيمة، وكان وقتها أصغر المشاركين سناً، وأذكر أن يوم إبلاغ محمد بمشاركته فى المفاوضات التى ستعقد فى تل أبيب كانت خدمته لا تزال فى رأس النقب وشمال سيناء، حيث كان مسؤولاً عن العمل مع القوات الدولية متعددة الجنسيات والإشراف على الالتزام بالمعاهدة الموقَّعة 1979 بين مصر وإسرائيل، وتلقى أى شكوى أو حادث طارئ وإبلاغه للقيادات العليا، فجاء إلينا مودعاً وقبَّل ولديه الصغيرين (إسلام- سنتان) و(أحمد- أربعون يوماً)، مع وعد بالعودة مع أول أيام العيد، حيث كان السفر قبل حلول عيد الأضحى بيومين.
كانت المفاوضات يومى 11، 12 أغسطس 1986، وكانت المباحثات النهائية فى هذين اليومين بين الجانبين المصرى والإسرائيلى مخصصة للمسح الميدانى وتسجيل العلامات الحدودية المتنازع عليها، خاصة العلامة 91 وكان محمد ضمن الوفد المصرى السياسى والعسكرى برئاسة السفير نبيل العربى فى الجانب السياسى، واللواء أركان حرب فاروق لبيب، رئيس جهاز الاتصال العسكرى المصرى فى المفاوضات، وذلك فى مدينة «هيرتزيليا» شمال تل أبيب
.
فوجئت ببيان رسمى على التليفزيون بعد قطع الإرسال عن شعائر وقفة عرفات- وكان ذلك فى منتصف يوم 14 أغسطس- بأن جلسات المفاوضات توقفت بسبب وفاة أحد أعضاء الوفد المصرى، وذُكِر اسمه «الرائد محمد كامل»، وعودة الوفد المصرى للقاهرة، فى البداية مرَّ الخبر علىَّ مرور الكرام من الصدمة فلم أصدق أن زوجى هو المعنى بهذا البيان المقتضب، لكنى تلقيت بعد ذلك اتصالاً من القوات المسلحة يخبرنى بأنه هو المقصود بخبر الوفاة.


- فى اليوم الثالث للمفاوضات، الموافق 13 أغسطس 1986، كان هناك اجتماع مستمر بين الوفدين المصرى والإسرائيلى لوقت طويل بعد يومين متواصلين سابقين من العمل، وفجأة وضع محمد رأسه على طاولة المفاوضات، وكان يجلس بجانبه الدكتور مفيد شهاب، وتخيَّل الدكتور مفيد أن محمد يحاول فقط استرجاع قواه بعد المناقشات المُرهقة، فبدأ يكلمه ومحمد لا يرد، وبدأ يهز كتفه بيديه ومحمد لا يرد، ليكتشفوا أنه توفى إثر أزمة قلبية لم تستغرق سوى 14 ثانية بحسب التقرير الطبى بعد أن نقلوه للمستشفى، وأخضعوه لعمليات إنعاش للقلب على مدار ساعتين، لكن قضاء الله كان قد نفذ .


- أوقفت مصر المفاوضات على أن تستأنف فى الأسبوع اللاحق ليوم الوفاة فى مقر قيادة القوات متعددة الجنسيات فى سيناء، وتحديداً فى منطقة «الجورة»، ثم نُقل الجثمان إلى مصر، ومنها إلى بلدته «جهينة»، فى محافظة سوهاج .

- لا، لم يحدث، ولكن- بكل أسف- إسرائيل هى من أقامت له جنازة عسكرية فى المطار قبل عودة الجثمان للقاهرة، ونشرت الصحف الإسرائيلية وقتها تقريراً عنه وصفته فيه بأنه «العسكرى المصرى المتشدد صغير السن، لكنه أثار الاحترام والإعجاب، رغم أنه كان يمثل عقبة فى طريق السلام على شاكلة مصريين آخرين أعضاء الوفد مثل نبيل العربى»!، وعرفت فيما بعد أن أول من أعلن خبر الوفاة هو محطة «بى. بى. سى» البريطانية، كما أرسلت إسرائيل برقية تعزية للأسرة فى وفاته "

و قد توفي "الحويج" إثر ازمة قلبية مفاجئة نتيجة الإرهاق الشديد، وهو جالس على منضدة المفاوضات بتل أبيب، و كان عمره 34 عامًا، وكان لديه طفلان، هما "إسلام" وكان عمره وقتها عامان ونصف العام، و"أحمد" 16 يومًا فقط، وكان ذلك صباح وقفة عيد الأضحى المبارك، وطالب أهالى مركز جهينة فى محافظة سوهاج بتكريم البطل، وعمل نصب تذكاري له بالمحافظة .
53468f33-1380-4066-a08c-dedd8d7d13ac

aa684965-399e-4868-834a-fe9f03d8ec2a



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;