ضرب مثالا رائعا فى التحدى والإصرار والعزيمة والصبر.. فلم يستسلم لعجزه أو مرضه "عافر" من أجل لقمة العيش وأمينته من عند ربنا هى "الستر" حتى ميعاد اللقاء الأكبر مع الخالق.. إيمانه بربنا كالصخر ورضا نفسه بحاله لا مثيل لها فرغم أنه يعيش بنصف جسد منذ 25 عاما إلا أنه يجد السعادة فى الرضا ومؤمن بالعمل فهو مصدر من مصادر الرزق.
"عم سيد" أغرب وأجمل حالات تحدى الإعاقه يعيش بنصف جسد بعد أن طاله المرض وأخذ منه أصابع قدمه جراء تصلب الشرايين ثم نهش المرض جسده أكثر فأكثر إلى أن تطور إلى "غرغرينه" فأخذ كلتا رجليه.. فقد أبهر جميع المحيطين به بصبره وإيمانه.. صارع من أجل البقاء على قيد الحياة بعد بتر نصف جسده.
لم يستسلم الـ"عم سيد" للعجز فعمل صنايعى موبيليا لدى ورشة شهد له جميع الزبائن بأنه صنايعى "بريمو".. فعجزه لم يوقفه عن الإبداع أو الابتكار فهو ليس صنايعى تقليدى كما قال عنه أحد الزبائن.
العم سيد راضى بقضاء الله وقدره..
لم يكن بتر نصف جسد العم سيد هى الكارثة الأولى فوفاة ابنه الكبير كانت لطمة أخرى قاسية فترك له 4 بنات صغيرات.. فالعم سيد وصل إلى ما فوق الـ70 ومهنة النجارة قاسية بطبيعة حالها فهى تحتاج إلى بنيان قوى فلم يستسلم إلى هذيان جسده الذى أرهقه الزمن فخرج ليعافر وينحت فى الصخر لاستخراج لقمة العيش التى تطعم أطفال ابنه المتوفى فلم تكن هذه هى المسئولية فقط.. فهو أب لـ4 أبناء.