أكد الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، أن مصر الآن فى حاجة لعمليات إنقاذ عاجلة للعمارة، خاصة المبانى صاحبة السمات التاريخية المحددة، قائلا، "نحن أبناء وأحفاد البنائين العظماء الفراعنة، الذين أقاموا عمارة وبناء ما زال يدهش العالم اليوم، مثمنا دور الحكومة فى إطار برنامج رئاسى لمواجهة العشوائيات التى انتشرت فى مصر غابت فيها سلطة الدولة".
وأضاف "نصار"، فى كلمته خلال المؤتمر الدولى السابع "الابتكارية فى بناء المدن- آفاق وطموحات"، الذى تنظمه هندسة القاهرة اليوم الاثنين بأحد فنادق القاهرة الكبرى بمناسبة مرور 200 عام على إنشاء مدرسة المهندسخانة التى تحولت لهندسة القاهرة فيما بعد، أن جامعة القاهرة جزء من الدولة، ولابد أن هذا الأمر يلفت النظر ويشجع لتكون هناك حلولا مبتكرة.
وأكد رئيس جامعة القاهرة، أن حركة البناء السريعة والمتلاحقة الموجودة فى مصر الآن تنشئ آثارا ضارة، وأن مصر فى حاجة لانطلاق العقول البحثية للتفكير فى أنماط معمارية مبتكرة، ولابد أن يكون للمدن المصرية خط معمارى يتمسك به المصريون، قائلا، "هناك خطوط معمارية روح واحدة ونمط واحد، لكن هذه العشوائية فى المبنى نحن مسئولون عنها ولابد أن يكون هناك تعاون بين الحكومة والمجتمع المدنى والمؤسسات التعليمية لأن كل اللخبطة فى الشارع التى تؤدى لإيذاء البصر هى أمر مؤلم".
ووجه نصار حديثا لأساتذة العمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة: "أنتم تمثلون هذا التخصص الذى يساهم فى التنمية يجب أن نفكر ونقدم حلول للمجتمع والدولة ونبحث ونريد أن نخرج من حالة العشوائية التى نعيش فيها فى إطار الأنماط المعمارية"، مؤكدا أنه عندما ينظر من شرفة مكتب رئيس جامعة القاهرة يجد على اليمين حديقتى الحيوان والأورمان، قائلا، "لولاهما لتحول مدخل جامعة القاهرة لعشوائيات مثلما حدث فى الناحية الخلفية وعندما أنظر إلى خط مستقيم أجد مبانى ارتفعت أكثر من الجامعة بـ60 متر تعطى منظرا مؤلما".
وأشار إلى أن هناك العديد من المبانى التى تشوه المنظر بتركها على الطوب الأحمر فى محيط جامعة القاهرة الأثرى، قائلا: "كلنا مسئولون عن هذه اللخطبة التى عشناها حينا من الدهر ونرجو أن يكون هناك جهد مشترك لأنه ليس من العدل والتفكير الصحيح أن نلقى كل شئ على عاتق الحكومة ولابد من وجود مجتمع مدنى للتعاون وعلى المؤتمر أن يخلص إلى توصيات قابلة للتنفيذ والجامعة على استعداد على أن تتابع هذه التوصيات والمساهمة فى تنفيذها من خلال الحكومة".