طالب المشاركون فى مؤتمر "استطلاع المشهد الرمضانى فى 2017" الذى نظمته شركة "أبسوس" للبحوث التسويقية بضرورة توافر ميثاق شرف للعملية الإعلانية فى مصر من خلال تضافر جهود كل الشركات وخبراء التسويق الإعلانى والذى لابد وأن لا يتعارض مع توافر قدر اكبر من حرية الإبداع والتى تنعكس على أهم الأفكار التى يمكن من خلالها توصيل الرسائل الأساسية الخاصة بالمنتج.
وعرض المؤتمر مستجدات الساحة الإعلامية واستراتيجيات السوق خاصة فى ظل ارتفاع معدل التضخم وتأثيره على سلوكيات المستهلكين والعملاء فى رمضان المقبل. حضر المؤتمر لفيف من خبراء التسويق الإعلانى فى مصر وأهم القنوات الخاصة، فضلاً عن ممثلى كبرى الشركات المصرية والعالمية فى قطاعات مختلفة كالقطاع العقارى والمنتجات الاستهلاكية وغيرها من القطاعات الحيوية داخل الاقتصاد المصري.
كما تم خلال المؤتمر استعراض أحدث نتائج استطلاع الرأى الذى أعدته "أبسوس" وتناول أهم العادات الاستهلاكية المتوقعة خلال شهر رمضان المقبل، والتى أوضحت أن ميزانية الأسرة المصرية فى رمضان تنقسم على القطاعات المختلفة بنسبة 55% لقطاع الأغذية والمشروبات وحوالى 15% لقطاع الملابس و13% للأعمال الخيرية و8% للاتصالات. كما أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن حوالى 44% من المصريين يفضلون الشراء فى ظل التخفيضات السعرية وهو ما أكده الحضور خاصة فى ظل معدل التضخم الذى تشهده الأسواق المصرية.
ونوهت ليلى عبد القادر – مدير عام التسويق والمبيعات بسامكريت للتنمية العمرانية – أن شهر رمضان يمثل فرصة حقيقية للتسويق فى مجال القطاع العقارى خاصة وان القطاع مازال الملاذ الآمن للاستثمارات فى مصر، ولكن لابد من أخذ حجم المشروع فى الاعتبار والجمهور المستهدف منه، وأن مبيعات القطاع لم تتأثر بتعويم الجنيه بل زادت رغم كل التحديات التى يشهدها الاقتصاد المصرى.
وأوضحت أن نجاح الحملات التسويقية يتوقف على عدة عوامل أهمها حجم المشروعات التى تعمل عليها قبل طرح الإعلانات، ونوعية الأداة الإعلامية، والجمهور المستهدف.
وأكدت راندا عبدو – مجموعة كرييتف لاب – يجب على من يعمل بمهنة التسويق تذكر أن العلامة التجارية ما هى إلا انعكاس لحياة من حولنا من أفراد لذا فعلينا التركيز فى اختيار الرسائل التسويقية الأساسية المرتبطة للمنتج والتى تقوم برسم شخصية له تميزه عن غيره من المنتجات، مشيرة إلى أنه من المهم تحقيق العائد المادى من الحملة الإعلانية والتى تنعكس فى النهاية على العاملين بالشركة والصناعة ككل.
وقالت شريهان التربى – المدير الإعلامى لشركة "أبسوس" مصر: "فى ظل التغيرات السوقية التى يشهدها السوق المصرى مع الأوضاع الاقتصادية فان كل العادات الاقتصادية وعادات الشراء تم تغيرها وهو ما اهتمت الشركة بمعرفته لإيضاح هذه الجوانب حتى يمكن للشركات المختلفة أن تتعرف على العادات الشرائية المتوقعة للمستهلكين خلال شهر رمضان وكيفية رسم الاستراتيجيات الإعلانية بناءً عليها".
وأكدت أنه يجب على المسوق المحترف التفكير خارج الصندوق والإبداع فى التسويق بالشكل الذى يحقق الوصول إلى الجمهور المستهدف ويضمن تحقيق الرسالة من العمل الإعلاني. وفى هذا السياق تجدر الإشارة إلى أنه فى كثير من الأحيان تفتقد الحملات التسويقية التواجد البارز بسبب فوضى الإعلانات خاصة فى شهر رمضان، فتذهب دون أن يلاحظها أحد، أو غيرها من الحملات التى تتناول العديد من الرسائل غير المركزة، مما يؤدى إلى التخبط فى تكوين شخصية واضحة تتناسب مع طبيعة المنتج.
وقال حازم حسين – شركة ادفانتج: "المسوق يحتاج إلى أن يتفاعل مع من حوله من أفراد ومستجدات داخل المجتمع الذى يعيش فيه"، وأشار إلى أن المستهلك المصرى حالياً أصبح أكثر وعياً وتأثراً بالتغيرات السعرية التى تطرأ على المنتجات، مما يجب أن ينعكس على السياسة التسعيرية للشركات حتى تناسب احتياجات السوق والمستهلك فى الوقت الحالي.
وأضاف إن القطاع العقارى من القطاعات الهامة التى لديها فرصة كبيرة لتحقيق الانتشار التسويقى خلال شهر رمضان وتحقيق عائد مرتفع على الاستثمار بها، مما يجعل القطاع فى مركز مختلف عن باقى القطاعات الاستهلاكية الأخرى.
وأكد أحمد طارق – وكالة تى إن القابضة – أن شهر رمضان يختلف عن باقى شهور السنة حيث يعد فرصة ذهبية لأى شركة للتسويق لمنتجاتها بشكل جيد، حيث يلتف أفراد الأسرة المصرية حول التليفزيون مما يضمن نسبة مشاهدة غير مسبوقة قد يعيش عليها المنتج من عام إلى عام، وهو ما يؤكد على قدرة الشركات فى تحقيق الانتشار المطلوب خلال رمضان والوصول إلى نتائج مؤثرة خلال فترة الشهر الكريم.