أكد وزير خارجية تايلاند دون برامو تويناى أن مصر بما لها من ثقل ومكانة وخبرات عميقة استطاعت فى وقت قياسى أن تواجه التحديات التى مرت بها خلال السنوات الماضية لتعود إلى ريادتها من جديد، فى الحفاظ على التوازن الدولى.
وبحث الوزير التايلاندى - خلال اجتماعه مع مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام، فى إطار زيارته الرسمية التى يقوم بها حاليا لتايلاند - العلاقات الثنائية بين مصر وتايلاند، وسبل تعزيزها فى كافة المجالات، وخاصة الشئون الدينية وأوضاع المسلمين فى تايلاند.
وأثنى الوزير التايلاندى، على مجهودات دار الإفتاء المصرية، وما تبذله من أجل مواجهة الفكر المتطرف وجماعات الإرهاب فى الداخل والخارج، وسعيها الدؤوب عبر "الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم" للتواصل مع الجاليات المسلمة فى مختلف بقاع الأرض لبيان صحيح الدين والمنهج الصحيح وتحصينهم ضد الوقوع فى براثن الجماعات المتطرفة، فضلًا عن مد جسور التعاون مع كافة الدول لتحقيق السلام العالمي.
ونقل بيان لدار الإفتاء، عن الدكتور شوقى علام قوله: "إن مصر هى رمانة الميزان لمنطقة الشرق الأوسط، ولها دور محورى وضرورى فى النظامين الدولى والإقليمى، يحظى بالتقدير من المجتمع الدولى، وأنه لا يمكن لأحد أن يلغى أو يقلِّل من دور مصر ومكانتها الدولية، ودورها الإقليمى الذى استعادته بقوة بفضل تحرك القيادة السياسية وتماسك الجبهة الداخلية.
وأضاف علام أن مصر خطت خطوات واسعة فى محاصرة الفكر التكفيرى، مشيرًا إلى أن مصر حذرت العالم من هذا الوباء مرارًا وتكرارًا، ولكن للأسف لم تجدْ دعوتُها آنذاك آذانًا مصغية.
وأطلع المفتى، وزير الخارجية التايلاندى على خطط المؤسسة الدينية فى مصر لمواجهة الفكر المتطرف قائلا: "إننا فى مصر نعالج قضايا التطرف الدينى من منطلق رسالتنا الأساسية بأن الهدف الأسمى لكل الأديان هو تحقيق السِّلم العالمي".
وأشار المفتى إلى أن دار الإفتاء استشعرت خطر فتاوى الإرهاب، وقامت بحزمة من الإجراءات لمواجهة الآلية الدعائية للتنظيمات الإرهابية/ ومن ضمنها (داعش) وذلك من خلال إقامة مرصد لمتابعة الفتاوى التكفيرية والمتشددة، والرد على هذه الفتاوى وتفنيدها من خلال منهج علمى رصين، وإقامة مركز تدريبى متخصص حول سبل تناول الفتاوى المتشددة ومعالجتها، وإطلاق صفحة إلكترونية بعنوان "داعش تحت المجهر" باللغتين العربية والإنجليزية لتصحيح المفاهيم الخاطئة التى تسوِّقها التنظيمات الإرهابية، وإطلاق مجلة إلكترونية "بصيرة" باللغتين العربية والإنجليزية لنشر الإسلام الوسطى المعتدل.
كما قامت الدار بترجمة أكثر من 1000 فتوى باللغتين الإنجليزية والفرنسية، تتعلق نسبة كبيرة منها بتفنيد مزاعم التيارات المتطرفة وما تسوقه من مفاهيم وتصدره من فتاوى مغلوطة، وكذلك إصدار موسوعة لمعالجة قضايا التطرف والتكفير باللغات الأجنبية.
وأكد علام أن مصدر التبرير المزعوم لكثير من مظاهر التطرف والعنف السياسى فى العالم الإسلامى وخارجه ليس مرده إلى تعاليم الأديان، ولكن لمجموعة معقدة من العوامل نحتاج لفهمها جيدًا بشكل معمق حتى نعالج هذه الظواهر التى تهدد العالم أجمع.
ونوه إلى أن دار الإفتاء المصرية، تعتبر شريكًا فاعلًا فى كل الأحداث العالمية، ويتمثل دورها فى نشر التوعية من خلال المحاضرات والإصدارات وإيفاد علمائها إلى مختلف بقاع الأرض لبيان صحيح الإسلام، وقد قادت خلال الفترة الماضية حملة عالمية لتغيير النظرة السلبية عن الإسلام والمسلمين، ولتصحيح الصور النمطية عن الإسلام ونبى الرحمة.